اقتحم مستوطنون متطرفون صباح السبت مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وأدوا صلوات تلمودية.وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس المحتلة مصطفى أبو زهرة إن مجموعة من المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال اقتحموا مقبرة باب الرحمة، بالتزامن مع تنفيذ عشرات الشبان المقدسيين أعمال تنظيف داخل المقبرة.
وأوضح أن المستوطنين حاولوا استفزاز الشبان، من خلال أدائهم صلوات تلمودية مقابل باب الرحمة، وخلال ذلك وقعت مناوشات، وهددت قوات الاحتلال الشبان بالاعتقال أثناء تصديهم بالتكبيرات لاستفزازات المستوطنين الذين جرى إخراجهم من المقبرة.
وأدان أبو زهرة مواصلة الاعتداء على مقبرة باب الرحمة وكافة المقابر الإسلامية بالقدس، معتبرًا ذلك يأتي ضمن حلقة من سلسلة الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها المقبرة بشكل خاص، ومقابر المسلمين بشكل عام.
وأكد أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال اعتداءاتها هذه إلى طمس المعالم الإسلامية العربية وتزييف الحقيقة والواقع في المقبرة الإسلامية التاريخية، وتحويلها إلى "حدائق ومسارات توراتية" للمستوطنين.
وفي سياق متصل، أدت مجموعة أخرى من المستوطنين صلوات تلمودية خارج باب الأسباط، ونظمت جولات استفزازية على أبواب المسجد الأقصى من الخارج.ويواصل عشرات الشبان المتطوعين أعمال التنظيف وإزالة الأوساخ والأعشاب في مقبرة باب الرحمة، وسط تضييق من قبل قوات الاحتلال التي تدقق في هويات العمال.
وتعتبر المقبرة إحدى أشهر المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، وتمتد من باب الأسباط وحتى نهاية سور المسجد الأقصى بالقرب من القصور الأموية في الجهة الجنوبية، وتبلغ مساحتها حوالي 23 دونمًا.
وتتعرض المقبرة في الآونة الأخيرة لسلسلة اعتداءات إسرائيلية بهدف الاستيلاء عليها، وذلك من خلال نبش القبور وتحطيم الشواهد، واقتلاع الأشجار التي حولها، في محاولة للسيطرة على أجزاء منها بغية تحويلها إلى حدائق توراتية للمستوطنين.
واقتطع الاحتلال جزءًا مهمًا منها لصالح إنشاء حدائق تلمودية، ومنع منذ سنوات المقدسيين من دفن موتاهم فيها، وهي من أقدم المعالم الإسلامية في القدس، وتضم بين جنباتها رفات عدد من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فضلًا عن آلاف الموتى من أبناء العائلات المقدسية.