صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيتحوّل إلى "أسوأ كابوس" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال لم تمشِ الأمور كما يجب مع الرئيس الروسي.
ويأمل ترامب في حوار أجرته معه قناة "سي أن بي سي" الأمريكية، الجمعة، بنجاح المحادثات مع بوتين، والذي وجهّ إليه دعوة للقدوم إلى الولايات المتحدة وزيارة البيت الأبيض.
وأوضح ترامب، الذي لا زال يواجه تداعيات التحقيق المستمر ضده في شبهات التواطؤ مع روسيا ودعمها لحملته الانتخابية في 2016، أنه وجّه الدعوة إلى بوتين لزيارة البيت الأبيض في الخريف، رغم التحذيرات من مسؤولي المخابرات الأمريكية، من استمرار روسيا بمحاولات التدل في الشؤون الأمريكية والانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبرالمقبل.
وكرر ترامب، بعد أن وصف الرئيس السابق باراك أوباما بأنه كان معاديًا لروسيا، القول بإن "التفاهم مع الرئيس بوتين، التفاهم مع روسيا، هو أمر ايجابي وليس سلبيًا". مرفقا ذلك بتعليق "إن لم ينجح هذا الأمر، بمعنى إن لم ننجح، سنصبح أسوأ عدو له، الأسوأ على الاطلاق".
وأضاف ترامب، "أعتقد أنه يعلم أنني سأصبح أسوأ كابوس له"، مؤكدا "لكني لا أعتقد أن الأمور ستجري على هذا الشكل. بل أعتقد أن علاقتنا ستكون جيدة". ووصف ترامب قمة هلسينكي بأنها كانت أفضل من قمة بروكسل، حيث التقى بزعماء حلف شمال الاطلسي - الناتو، الذين يفترض أن يكونوا حلفاء الولايات المتحدة.
ومن الجدير بالذكر، أن ترامب لا يزال عرضة للانتقادات حتى داخل معسكره منذ قمته مع بوتين في العاصمة الفنلندية وتصريحاته التي اعتبرت متساهلة حيال نظيره الروسي. ويشار إلى أن الرئيس الأميركي غرّد الخميس، "أن القمة مع روسيا كانت نجاحا كبيرا إلا لعدو الشعب الفعلي، وسائل الاعلام المضللة"، مكررا عبارة سبق أن استخدمها في العام الماضي.
وتابع "اتطلع إلى لقائنا الثاني لنتمكن من بدء تنفيذ بعض الامور التي تحدثنا عنها". ورحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم الجمعة، بعقد قمة جديدة محتملة بين الرئيسين الأمريكي والروسي واعتبرت أن دعوة دونالد ترامب لفلاديمير بوتين إلى الولايات المتحدة أمر إيجابي.
وبذلك ستكون هذه أول زيارة للرئيس الروسي إلى الولايات المتحدة منذ العام 2005، حين حلّ بوتين ضيفًا على جورج بوش الابن. وأعلنت السلطات في الولايات المتحدة سابقا، القبض على امرأة روسية تدعى مارييا بوتينا (29 عاما) بتهمة التآمر للتأثير على السياسة الأمريكية من خلال علاقاتها مع مجموعات بينها رابطة حملة السلاح.
وقام حساب وزارة الخارجية الروسية على تويتر بتغيير الصورة الشخصية الى صورة المعتقلة الروسية "ماريا بوتينا". وقدمت وزارة العدل الأمريكية خلال الأسبوع، اتهامات ضد 12 ضابطا في جهاز الاستخبارات الروسي في قضية اختراق حواسيب الحزب الديمقراطي الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
وأعلن المدعي العام الأمريكي المكلف بالتجسس الروسي المحتمل، توجيه الاتهام الى 13 روسيا وثلاثة كيانات روسية، بالتدخل في الانتخابات وبالعملية السياسية الأمريكية. ونفت موسكو هذه التهم مدعية أنه لا دليل لذلك، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي "يتهموننا بلا اي دليل بالتدخل في الانتخابات، ليس في الولايات المتحدة وحدها بل وفي دول أخرى".
وأبلغ مسؤولون من موقع "فيسبوك" الكونغرس أن نحو 126 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وهو ما يشكل شريحة كبيرة من الناخبين، لربما شاهدوا مواضيع أو منشورات أو غيرها من المحتوى من مصادر روسية.
من جانبها، وجدت "غوغل" أن حسابين تابعين لـ"وكالة البحث على الانترنت" الروسية أنفقا 4700 دولار على إعلانات خلال فترة الانتخابات العام 2016، لكن الإعلانات لم تستهدف أشخاصا يعيشون في ولايات معينة أو لهم ميولا سياسية محددة.
ووفقا للمنشورات السابقة، لم يجد التحقيق أي دليل يشير إلى أن شبكة التلفزيون الروسية الرسمية "آر تي" تلاعبت بمحتوى "يوتيوب" أو انتهكت قوانينه. وبين مصدر مطلع على شهادة "تويتر" أمام الكونغرس أن الخدمة تعرفت على 36746 حسابا "نشرت بشكل آلي محتوى متعلق بالانتخابات" خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت الانتخابات حيث بدت مرتبطة بحساب روسي.
ويشار إلى أن هذه الحسابات نشرت حوالي 1.4 مليون تغريدة آلية مرتبطة بالانتخابات حصلت بمجموعها على 288 مليون رد فعل على شكل تعليقات أو غيرها من أشكال التفاعل من قبل الجمهور.
وكما اكتُشف 18 قناة على موقع يوتيوب "يرجح أنها مرتبطة" بالحملة اذ انها نشرت مقاطع مصورة باللغة الانكليزية يبدو أنها تضمنت لقطات موجهة سياسيا. وتم نشر 1108 تسجيلات من هذا النوع، ما يعادل 43 ساعة من المحتوى بلغ عدد مشاهداتها 309 ألفا خلال الأشهر الـ18 التي سبقت الانتخابات التي فاز فيها دونالد ترامب. وأعلن ووكر وسالغادو إغلاق القنوات التي كانت نسبة مشاهدتها منخفضة نسبيا.