رام الله الإخباري
قال الضابط في سلاح المشاة الإسرائيلي، الجنرال يانيف أفيتان، إن "افتتاح منظومة العمل ضد الأنفاق هو عملية تاريخية غير مسبوقة، وقد خضنا طرقا معقدة حتى وصلنا لهذه المرحلة، بما يحفظ أمن الإسرائيليين في غلاف غزة، من خلال الدور الذي قام به للعثور على الحل التكنولوجي لمواجهة تهديدات حماس من خلال شبكة الأنفاق التي أقامتها على طول الحدود".
وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة إسرائيل اليو أن "هذا الدور الكبير لمواجهة الأنفاق تجلى في منح رئيس الدولة لجائزة أمن إسرائيل لهذا العام للضباط والخبراء الذين وقفوا خلف إنجاز هذه المنظومة المتطورة لكشف الأنفاق وتدميرها، وقد أثبت عملنا التكنولوجي لمواجهة الأنفاق أن هذه التكنولوجيا علم يقترب من الخيال، لأن هذه المنظومة غيرت قواعد اللعبة مع حماس، وأضرت كثيرا بهذا السلاح الاستراتيجي الذي أقامته، وأنفقت عليه أموالا طائلة خلال السنوات الأخيرة".
وأكد أفيتان الذي يترأس وحدة الهجوم وجمع المعلومات في الكتيبة التكنولوجية للمشاة أن "هذا الجهد التكنولوجي لمواجهة أنفاق حماس اشترك فيه أفراد إدارة البحث والتطوير الأسلحة القتالية والبنية التكنولوجية بوزارة الحرب، بالتعاون مع سلاح المشاة، وشركات الصناعات العسكرية رفائيل وألبيت، ومكتب رئيس الحكومة، وهو ما أثار إعجاب الكثير من جيوش العالم التي تعتبر متطورة جدا من الناحية التكنولوجية، وحاولت التعامل مع هذا التهديد المسمى الأنفاق دون جدوى".
وأوضح أفيتان أن "الأنفاق شكلت لإسرائيل كابوسا تحت أرضي، فأنا من سكان سديروت، ولا زلت أتذكر النفق الأول الذي تم اكتشافه في أبريل عام 2016 بواسطة التكنولوجيا المتجددة بعد عامين من انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد التي وقعت في مثل هذه الأيام من صيف 2014، حيث تم العثور عليه عقب عمل هندسي أرضي من البحث الطويل والمستمر حول النقطة الأولى التي يبدأها النفق".
ويشرح قائلا: "حينها، وقفت عند هذه النقطة، وطلبت من الحفار أن يقدح في الأرض هنا، كانت لحظة مؤثرة، ومشجعة للاستمرار بذات الطريق لكشف المزيد من الأنفاق، ثم تم تسجيل نجاحات أخرى في ذات الطريق ، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر عن كشف النفق العاشر عند معبر كرم أبو سالم في مايو الماضي".
وقال إن "الهجوم المسلح الأول الذي نفذته حماس عبر الأنفاق كان في يونيو 2006، حين اختطفت الجندي غلعاد شاليط وقتلت جنديين آخرين وأصابت ستة، وفي حرب 2014 تواصل التهديد بالأنفاق بما بات يشكل مصدر قلق وخوف كبير في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عقب عدة مواجهات مع المسلحين الفلسطينيين، الذين حاولوا اجتياز حدود غزة عبر الأنفاق، وخلالها قتل وأصيب عدد من الجنود، لكنهم منعوا المسلحين من التقدم باتجاه التجمعات الاستيطانية الحدودية، مما كان سيؤدي لوقوع خسائر بشرية إسرائيلية واسعة".
وأضاف أن "محاولات المنظمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات خلال الحرب من خلال الأنفاق تكررت، مما أثار مفاجأة الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي اللذان وصلا لقناعة مفادها أننا أمام تحدي خطير وكبير لابد من مواجهته، لأنه سيكون في صدارة أي معارك مستقبلية قادمة، مع العلم أن التعامل التكنولوجي مع الأنفاق معقد جدا وليس سهلا، فهناك العديد من الوسائل المستخدمة، يختلط فيها المدني مع العسكري، ويشبه إلى حد بعيد التنقيب عن النفط، كالبحث عن إبرة في كوم قش، لأننا نبحث في عمق الأرض بعيد جدا".
ويختم بالقول أننا "من أجل هذا الغرض أقمنا مصنعا مستقلا بذاته، يعمل فيه متخصصون خبراء من مجال التكنولوجيا، ونخضع كل تطور جديد على الأرض للفحص المخبري والهندسي، بحيث نواصل العمل في الأماكن التي يتم الاشتباه بوجود أنفاق فيها، حتى نصل أخيرا للمكان الذي نحضر فيه المعدات، ونبدأ بالحفر، وصولا لإحباط التهديد، مما سيغير وجه المعركة القادمة مع حماس في غزة".
عربي 21