رام الله الإخباري
اكتسب حارس مرمى منتخب إيران علي رضا بيرنافاند شهرة عالمية ليس فقط بسبب تصديه لركلة جزاء سددها قائد منتخبالبرتغال كريستيانو رونالدو بل لأنه قدم مستويات رائعة في المباريات الثلاث التي لعبها منتخبه ضد المغرب (فوز بهدف نظيف) وإسبانيا (خسارة بهدف نظيف) والبرتغال (1-1)، ورغم حصول منتخب بلاده على أربع نقاط لكنه خرج من الدور الأول.
وقبل انطلاق المونديال كان معظم المحللين يعتبرون أن منتخب إيران هو الحلقة الأضعف وسيكون لقمة سائغة لمنتخبات المجموعة الثانية، غير أنه قدم أداء أشاد به متابعو المونديال، ولتألق الحارس الشاب العملاق (24 عاما) و(194 سنتيمترا) فضل كبير في هذا المستوى.
ولكن لهذا الشاب قصة معاناة كبيرة قبل أن يصل ليكون حامي عرين منتخب بلاده، فهو ينتمي إلى أسرة فقيرة كانت تعمل في رعاية الأغنام، وقد كان راعيا لهذه الأغنام أيضا ويلعب كرة القدم في أوقات فراغه، عمل في طفولته عامل نظافة وعاملا في محطة لغسيل السيارات لكي ينفق على أسرته قبل أن يلفت نظر أحد الفرق المحلية لكن والده رفض فكرة أن يلعب ابنه كرة القدم وفضل أن يستمر بعمله كي يساعده في إعالة أسرته.
وأكثر من ذلك فقد مزق الوالد ملابس الحراسة وقفازه وألقى بهما في القمامة، لكن بيرنافاند لم يستسلم وهرب إلى طهران ليحقق حلمه في لعب كرة القدم، وخلال انتقاله بالحافلة وعده مدرب كرة القدم بتأمين له تجربة مع أحد الفرق مقابل خمسين دولارا.
وبما أن علي رضا كان فقره مدقعا كان ينام في الشارع أمام أبواب أحد النوادي قبل أن يقدم له النادي عرض تجربة مجانية وعرض عليه أحد الشباب الذي لا يعرفه أن ينام في منزله لفترة فوافق علي رضا قبل أن يجد عملا في مصنع للملابس بعد التدريبات، وكان ينام في المصنع ثم عاد إلى مهنته القديمة في غسيل السيارات.
انتقل للعب في فريق نفط إيران، وسمح له مسؤولو النادي بالنوم في المسجد، وبعدها اضطر إلى العمل في محل للفطائر وظل ينتقل من مهنة وأخرى.القصة لم تنته هنا، ففريق نفط إيران تخلى عنه لأن مهنة عامل نظافة لم تكن تسمح له بالبقاء دون إصابات، وبعدها انتقل لفريق درجة ثانية وقدم مستويات مميزة فأعاد "نفط طهران" حساباته وتعاقد معه مجددا وبدأ في تطوير قدراته والتألق ليلفت أنظار مدرب منتخب إيران ويستدعيه لمونديال روسيا.
الجزيرة