رام الله الإخباري
اعتبر الحكم الإنكليزي الدولي السابق مارك كلاتنبورغ أن تقنية التحكيم بالفيديو VAR حولت كأس العالم إلى « فوضى عارمة »، معتبراً أن التكنولوجيا الجديدة تتسبب في حدوث مشاكل عوضاً عن إيجاد حلول لها.
ويرى كلاتنبورغ أن مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم « فيفا » مخطئون في استخدام تقنية التحكيم بالفيديو VAR، كما تساءل عما إذا كان الاتحاد الدولي قام بتغيير القواعد الأساسية في كأس العالم.
وكان قائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو، محظوظًا بنجاته من الحصول على بطاقة حمراء بعد دفعه لأحد لاعبي إيران بمرفقه خلال آخر مباراة في دور المجموعات، فيما حصلت إيران على ركلة جزاء مثيرة للجدل بعد الاستعانة بتحكيم الفيديو الذي أظهر أن الكرة لمست يد أحد لاعبي منتخب البرتغال.
الحكم الإنكليزي السابق قال لصحيفة Mirror البريطانية، « في الحقيقة، أعتقد أن تقنية التحكيم بالفيديو كان لها دور فعال في البطولة، إلى حدود مساء يوم الإثنين، حين تسببت في فوضى عارمة. وخلال مشاهدتي للخطأ الذي ارتكبه رونالدو بمرفقه، أصابني الذهول. ومن الواضح أن هذه المخالفة لا تستوجب طرده من المباراة، لكن لماذا تمت الإستعانة بهذه التقنية؟ من الجلي أن هذه المخالفة لم تكن واضحة ومقصودة، وهو ما يتطلب الاستعانة بتقنية التحكيم بالفيديو ».
وقال كلاتنبورغ إن « ركلة الجزاء التي تحصلت عليها إيران، سببت حالة من الفوضى. وفي الواقع، أنا لا أفهم السبب وراء ذلك، إذ أننا لسنا في مباراة كرة يد وقد كان الحكم واضحاً في رأيه، كما أنه اتخذ القرار الصائب. لذلك، لم يكن من الضروري التحقق من المخالفة أو إعادة النظر في القرار. كما لم يساند أحد قرار الحكم وهو ما جعلني مندهشاً ».
وأضاف الحكم البالغ من العمر 43 عاماً، « هذا الأمر يجعلني أتساءل عما إذا كانت الفيفا بصدد تغيير منهجها، وأصبحت تطلب من الحكام استخدام التحكيم بالفيديو، خاصة وأن تلك المخالفة كانت واضحة. وبناء على التعليمات التي تلقاها الحكام قبل انطلاق البطولة، لم يكن من الضروري العودة إلى تقنية التحكيم بالفيديو. وعند مقارنة هذه المخالفات بالمخالفتيْن التي شهدتهما مباراة تونس وإنكلترا، واللتين مثلتا قرارات سيئة حقاً، حيث كان من المفترض إلغائهما، يبدو أن استخدام هذه التقنية في التحكيم بات يثير ردود فعل غاضبة لدى الجميع، كما أن مفهوم التسامح مع الخطأ قد تغير ».
واعتبر كلاتنبورغ أن إنكلترا يجب أن تكون حذرة من الآن فصاعداً، إذ يعتقد الحكم الدولي أن تقنية تحكيم الفيديو جعلت الحكام يخافون من اتخاذ قرارات خاطئة، « فالمشكلة الكبرى المتعلقة بتقنية التحكيم بالفيديو تتمثل في أن الحكام سيشعرون أنهم قد ارتكبوا خطأً بمجرد أن يتم إخبارهم بالذهاب إلى منطقة المراجعة. لذلك، من المرجح أن يتم تغيير القرار في أغلب الأحيان باعتبار أن إرسال الحكم إلى تلك المنطقة يعني أن هناك خطأ جلياً تم ارتكابه. بالتالي، يتجه الحكام نحو منطقة المراجعة وهم على علم بذلك. وقد لا يكون ذلك هو حال الأمور، ولكن من الصعب النظر في القرار مرتين إذا كنت التكنولوجيا قد حسمت الأمر. حين يقوم المسؤولون بمشاهدة عديد المشاهد بالحركة البطيئة مرة أخرى، يصبح من السهل عليهم إيجاد سبب مقنع لاتخاذ القرار. وفي الواقع، يجب عليهم استخدام الحركة البطيئة إذا كانوا يبحثون عن موضع الالتحام، وبالتالي، ارتكاب مخالفة ورفع بطاقة حمراء ».
وصرح كلاتنبورغ أنه « إذا كنت تشاهد كرة اليد بالحركة البطيئة، فيمكنك مشاهدة حركات خفيفة وجديدة نحو الكرة قد لا تتمكن من رؤيتها إذا شاهدتها بالسرعة العادية. وقد أظهرت لنا الأمثلة الحديثة كيفية اكتشاف خطأ الحكم بإستخدام تقنية التحكيم بالفيديو. لذلك، تعد مخالفات التسلل أمراً عادياً، إذ قد تكون عبارة عن تسلل، كما يمكن ألا تكون كذلك ».
« وتكمن مشكلة ضربات الجزاء في أنها غير موضوعية إلى حد كبير، حتى مع استخدام التكنولوجيا، فقد كنت في الاستديو مع لاعبين سابقين ومدربين في هذه البطولة، ولا يتفق الجميع معها. وفي هذه الحالات، يكون استخدام تقنية التحكيم بالفيديو غير موضوعي، ما يعني أنه لا زال بإمكاننا اتخاذ قرارات خاطئة. ومن المفترض أن تجنبنا هذه التكنولوجيا، الآن ومستقبلاً، هذه الفضائح الكبرى، ولكنها تعتبر اليوم سبب الفضائح، وهو أمر غير سليم. من جهتها، ستحتاج إنجلترا إلى الانتباه أكثر بوجود هذه التقنية ».
وأشار الحكم الدولي أن « بلجيكا قدمت أداء جيداً، مما يجعل تأهلها مضموناً، ولكن بالنظر إلى أن العملية عشوائية في الوقت الحالي، فإن هناك دائماً مصدر قلق من أن يؤثر القرار النهائي على حلمك في كأس العالم. وفي تلك المباريات الحاسمة، يمكن أن تكون القرارات التي تتخذ لمرة واحدة فقط مهمة للغاية، وأي شيء يدعو إلى مراجعتها سيكون له تأثير كبير على المباريات. لقد كان غاريث ساوثغيت مطلعاً على كل المعلومات المتعلقة بتقنية التحكيم بالفيديو، حيث أخبر اللاعبين بما يجب توقعه. لكنني أتمنى أن يُبقي كل من المدرب وفريقه أعينهم على هذه التقنية خلال البطولة، وأن يخبروا كامل الفريق بذلك ».
وختم كلاتنبورغ، « سأحرص بالتأكيد على إخبار اللاعبين بالتوقف عن مناشدة الحكام لمراجعة القرارات بنظام التحكيم بالفيديو، وهو ما يجب أن ينجر عنه من الناحية الفنية رفع بطاقة صفراء في كل مرة يحدث فيها ذلك، لكن سينتهي بنا المطاف بخروج جميع اللاعبين من أرض الملعب إذا تم تنفيذ ذلك! ».
يشار إلى أن الاتحاد الدولي اختار الحكم الإنكليزي للمشاركة في كأس العالم 2018، لكنه استقال من منصبه بعد تعيينه رئيساً لدائرة التحكيم السعودية، إضافة إلى تمكنه من قيادة بعض المباريات في الدوري السعودي كحكمٍ محلي.
عربي بوست