رام الله الإخباري
تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، وفوز الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث جاءت توقعات الساسة والخبراء متشائمة إزاء مستقبل العلاقات مع أنقرة عقب هذه الانتخابات.
فقد قال الكاتب الإسرائيلي بصحيفة إسرائيل اليوم آساف غولان إن "إعادة انتخاب أردوغان قد يلقي بظلاله السلبية على تدهور جديد في العلاقات التركية الإسرائيلية، بعد أن منحه فوزه في الانتخابات الرئاسية صلاحيات وقوة كبيرة سوف تتأثر بها العلاقات مع تل أبيب، وسيعمد أردوغان لتوسيع الفجوة معها، وليس هناك من بوادر لجسرها"
التوتر والجمود
وأضاف في سلسلة مقابلات مطولة أن "الانتخاب التاريخي الجديد لأردوغان سيمنحه صلاحيات أوسع من حيث اختيار قادة الجيش والقضاة وجميع مراكز القوى في الدولة، كما سيتمكن من سن القوانين التي تريحه في الحكم، مما يطرح أسئلة عديدة حول مستقبل العلاقات بين أنقرة وتل أبيب". متسائلا: "هل من المتوقع أن تزداد توترا؟".
ونقل غولان عن عدد من الخبراء الإسرائيليين تخوفاتهم من مستقبل قاسي لهذه العلاقات.
فقد أكد الخبير بالشؤون التركية والكردية حاي إيتان كوهين يانروجيك بجامعة تل أبيب، أن "علاقات البلدين ستستمر في الوتيرة الحالية، بحيث على إسرائيل أن تعتاد على الهجمات المتكررة من أردوغان بين حين وآخر، لأن انتصاره الكبير سيزيد من هوامش تحركاته السياسية بصورة كبيرة جدا أقوى من السابق، رغم أنه لن تكون هناك تغييرات جوهرية في العلاقات الثنائية، لكنها ستستمر كما هي عادتها منذ سنوات".
وأوضح أن "علاقات تل أبيب مع أنقرة في عهد أردوغان السلطان ستشهد جرعة إضافية من التدهور إذا اندلعت مواجهة عسكرية في الجبهة الشمالية مع لبنان أو الجنوبية مع قطاع غزة، حيث سيخرج ضدنا أردوغان بقوة، ويهاجمنا في القنوات الدبلوماسية، ويجب على إسرائيل أن تتكيف مع هذا الوضع، وتأخذه بعين الاعتبار لدى كل عملية قد تقوم بها".
أفرات أفيف خبيرة الشؤون التركية في جامعة بار-إيلان ومركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية اعتبرت أن "العلاقات التركية الإسرائيلية ستأخذ مناحي أكثر تصعيدا في الفترة القادمة، بعكس كل التوقعات التي رأت أن اللهجة التصعيدية من أردوغان ضد إسرائيل بهدف تحقيق مكاسب انتخابية".
فشل التوقعات
وأضافت أن "السياسة المعادية لإسرائيل ثابتة لدى أردوغان، واليوم بعد أن تحققت له سلطات وصلاحيات لم يكن يحلم بها في أشد أحلامه وردية فلن يستطيع أحد إيقافه عن مواصلة عدائه لإسرائيل، اليوم بات بإمكانه تعيين كبار الجنرالات والقضاة والمسؤولين في الدولة، وكل ذلك يعني أننا أمام عهد جديد من توتر متصاعد في العلاقات مع الأتراك، وكل من يفكر باتجاه آخر فهو مخطئ، أردوغان سيقوم بتعظيم الخلافات، وزيادة الإشكاليات معنا".
الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية يوني بن مناحيم "أمان" قال في موقع نيوز ون إن "فوز أردوغان بهذه النسبة تعتبر بشائر سيئة لإسرائيل، ولذلك فإنها مطالبة بالقلق والحذر من الساسة التركية المستقبلية التي سيتسبب أردوغان في ضوئها بدهورة العلاقات، بعد أن ظن الطرفان أنهما بصدد تحسينها عقب حادثة مرمرة".
وأضاف في مقال أن "المستوى السياسي الإسرائيلي يعيش حالة من خيبة الأمل من نتائج الانتخابات التركية، وكان هناك أمل لديه بحصول تغير في الانتخابات، واستبدال نظام أردوغان كي يخرج البلدان إلى عهد جديد من العلاقات الثنائية، حيث لديهما مصالح متبادلة في المجالات الاقتصادية المشتركة، لكن الآمال تبددت للأسف الشديد".
وأشار بن مناحيم، وهو خبير إسرائيلي ضليع في الشؤون الشرق الأوسطية، ويحمل آراء معادية للعرب والفلسطينيين، أنه "من المتوقع أن تتدهور العلاقات حد وصولها قطع العلاقات مع إسرائيل إن كانت تخدم مصالح أردوغان السياسية، لأنه أحد الزعماء القلائل المعارضين لصفقة القرن، ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن القدس عاصمة لإسرائيل عقد مؤتمرين عاجلين لمنظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول".
وختم بالقول إن "أردوغان سيواصل دعم حماس، ومنحها حرية الحركة والعمل في بلاده، رغم معارضة إسرائيل واحتجاجها، كما أنه يرتبط بعلاقات جيدة مع إيران، ولذلك محظور على إسرائيل أن تبدي ضبطا للنفس أمام سياساته المعادية لها، بل قد آن أوان القيام بمبادرة سياسية دولية لمطالبة تركيا بإغلاق مكاتب حماس في إسطنبول".
دعم حماس
المحلل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار آيخنر قال إن "أردوغان لديه العديد من المشاكل الداخلية، ولذلك فإن مسارعته لتوتير العلاقات مع إسرائيل كفيلة بإرباكه أكثر في الداخل، ومع حلف الناتو والولايات المتحدة".
ونقل في تقريرعن آلون ليئيل السفير الإسرائيلي السابق في تركيا قوله إن "فوز أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فاجأ العديد من الأوساط السياسية والدبلوماسية في إسرائيل، حتى بين الخبراء المخضرمين، لأن التقدير كان أن يخوض الجولة الثانية".
وأضاف أن "هذا الفوز يوفر تقديرا بأن مستقبل العلاقات ستشهد المزيد من الجمود، والجمود هو مؤشر إيجابي بالنسبة لأردوغان، فهو خيار أفضل من القطيعة الشاملة، لأنه لو اضطر لخوض جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية فقد كان ذلك كفيلا بتصعيد خطابه ولهجته القاسية ضد إسرائيل، وصولا لقطع العلاقات التجارية، وربما في السيناريو الأسوأ قطع كل العلاقات، مع أن معدل التجارة البينية يصل 4.5 مليارات دولار، لكنه في الوقت ذاته لن يسارع لتطبيع العلاقات بصورة كاملة".
عربي 21