كبار السن في غزة يخضون حصص لمحو الأمية لحفظ القرآن والتعلم

كبار السن في غزة يخضون حصص لمحو الأمية لحفظ القرآن والتعلم

رام الله الإخباري

عادل الوادية، كان واحدًا من 388 شخصًا آخر تقدموا في اختبارات محو الأميّة والتعليم الموازي في غزة اليوم، يقول إنه يود أن يكون قادرًا على قراءة القرآن وحده، وليس الاستماع له فحسب.

وبحلول شهر رمضان الماضي، تمكن الوادية (58 عامًا) من قراءة القرآن الكريم كاملاً بشكلٍ سليم، بعد أن كان مجرد مستمعٍ له، مشيرًا إلى أن أبناءه الجامعيين شجعوه على الالتحاق بدروس محو الأمية، ليتمكن من القراءة وحده.

ومع مرور عام منذ التحاق الوادية بتلك الدروس، يستعد للتقدم لاختبار مُوازٍ للصف التاسع، على أن يتقدم لاختبارات الثانوية العامة لاحقًا.

ويحثّ الوادية، في حديثه لوكالة "صفا"، كبار السن الراغبين بتعلم القراءة والكتابة للحاق ما تبقى من سنوات عمرهم ليتفقهوا في دينهم ودنياهم، أما هو فيطمح لنيل درجة البكالوريوس.

ختام الخور (54 عامًا) هي الأخرى تقول إنها سعيدة بقدرتها اليوم على القراءة وحدها دون معاونة من أحد، مقارنةً بما كانت عليه سابقًا.

وتقول الخور: "أتمنى أن أكمل لآخر المشوار وأنال الثانوية العامة لأتمكن من تعليم أحفادي. لا يوجد شيء مستحيل، فالإنسان صاحب العزيمة القوية يمكنه بالإرادة اجتياز كل حاجز وعقبة".

أما رفقة دغمش (45 عامًا) فترى أن السبب الرئيس الذي دفعها لتقديم اختبارات محو الأمية هو أنها نشأت ببيئة غير مهتمة بالتعليم وتزوجت من شخص أمي وأنجبت أطفالاً لم يحظوا بفرصةٍ للتعليم.

وتوضح، في حديثها لوكالة "صفا"، أنها تسعى للحصول على شهادة التوجيهي كي تعلّم أطفالها وتشجّعهم على الذهاب إلى الدراسة والتعلّم والنجاح.

وتضيف "أريد أن أكون قدوةً حسنة لأبنائي وأحببهم بالتعليم وأكون رفيقتهم بالدراسة حتى يهتموا بالتعليم؛ وأن أستطيع القراءة والكتابة كغيري من نساء المجتمع".

وتحثّ جميع كبار السن وممن لم يحالفهم الحظ بإكمال دراستهم التعليمية للدراسة والاجتهاد مجدًدا؛ "لأن العلم نور وبصيرة".

برامج تعليمية

ويوضح وكيل وزارة التربية والتعليم زياد ثابت أن وزارته دأبت على طرح برامج تعليمية لكبار السن لإكمال تعليمهم عبر برامج عديدة ومتنوعة تؤهلهم للدراسة الجامعية.

وبإمكان الشخص الأمي بالمجتمع الفلسطيني الالتحاق ببرنامج محو الأمية، إذ يمكث فيه لعام أو اثنين حسب الحاجة وبعد أن يجتازه يكمل مرحلة التعليم الموازي "الصف التاسع" وصولاً لاختبارات الثانوية العامة، وبعد ذلك بإمكانه الدراسة الجامعية.

ويلفت ثابت إلى حرص وزارته عبر مراكزها المختلفة في محافظات قطاع غزة على الاهتمام بالأشخاص الذين لم تتح لهم فرصة التعليم بالسابق، وأن ينضموا لفصول محو الأمية.

ويضيف "لدينا تجارب جيدة لطلاب اجتازوا كل صفوف محو الأمية والموازية ثم استمرو بالدراسة، ونجحو بالثانوية العامة، والتحقوا بالجامعات وأنهو درجة البكالوريوس، ومنهم من أكمل الماجستير والدكتوراه".

ويشير ثابت إلى حرص وزارته على ألاّ يبقى أي شخص أمي بغزة، لافتًا إلى أنهم سيواصلون افتتاح مراكز خاصة بتعليم محو الأمية، وتشجيع افتتاح مراكز خاصة تهتم بهذا المجال.

وقطاع غزة يُعد من الأقل في نسبة الأمية على مستوى العالم، ولم تتجاوز أعداد المتقدمين لبرامج محو الأمية هذا العام 254 طالبًا، وهي نسبة قليلة جدًا كما تقول وزارة التربية والتعليم.

وكالة صفا