رام الله الإخباري
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نجاحه في نشر "منظومة حديثة لاعتراض الطائرات الورقية القادمة من قطاع غزة" والتي تسببت في إحراق عشرات الآلاف الدونمات من المحاصيل الزراعية في مستوطنات غلاف غزة خلال الأسابيع الماضية.
"منظومة الدفاع" التي أنتجتها شركة " ألبيت" للصناعات العسكرية يعتبرها جيش الاحتلال الإسرائيلي "الحل الأمثل لمواجهة الطائرات الورقية"، حيث نشر عددا كبيرا من هذه المنظومة على نقاط التماس مع قطاع غزة منذ يوم الجمعة الماضي.
تعمل هذه المنظومة الدفاعية على مبدأ فيزيائي، وهو الطاقة الكهروضوئية الجديدة عن طريق تقنية الإلكتروبصرية، مستخدمة أشعة الليزر التي تقوم برصد الطائرات والبالونات الحارقة بمدى سبعة كيلومترات.
واحتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بهذا الإنجاز منذ اليوم لإطلاق المنظومة، مستندة إلى انخفاض عدد الحرائق في مستوطنات غلاف غزة، لأقل من 8 حرائق بعد أن كان المتوسط اليومي للحرائق يتراوح من 20 - 30 حريق في هذه المناطق.
فشل المنظومة
إلا أن يوم السبت الماضي شهد ارتفاعا في عدد الحرائق بتجاوزها لـ 26 حريقا منتشرة في 15 نقطة داخل المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، ما يثير تساؤلات عن حقيقة حديث جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره أشار أحد القائمين على وحدة الطائرات الورقية وسط قطاع غزة، أن "منظومة الليزر التي استخدمها الجيش لاعتراض البالونات الحارقة فشلت في التصدي أو وقف الطائرات كما روجت بذلك وسائل الإعلام الإسرائيلية".
لافتا أن "كتائب محمد الزواري المسؤولة عن إطلاق البالونات الحارقة نجحت في اختبار هذه المنظومة منذ اليوم الأول لنشرها، عبر إطلاق عدد من الطائرات والبالونات على مسافات متباينة، فيما نجحت المنظومة في التصدي لـ5 طائرات من أصل 30 تم إطلاقها لهذا الغرض".
تكتيكات عسكرية
وأكد، في حديثه لصحيفة عربي 21 أن "وحدة الطائرات الورقية رسمت عدد من التكتيكات التي يمكن من خلالها تجاوز هذه المنظومة، من بينها إطلاق عدد كبير من الطائرات والبالونات الحارقة على رقعة جغرافية واسعة؛ وهو ما يتسبب في إرباك رادار المراقبة ويحد من قدرته على تحديد الهدف الأكثر خطورة، ومن ناحية أخرى يمكن استخدام تكتيكا أخر وهو إطلاق البالونات الحارقة على ارتفاع يزيد عن 5 كيلومترات حيث أن المسافة التي تزيد عن هذا الارتفاع لا تستطيع أشعة الليزر الوصول إليها".
وتبدي القيادة الإسرائيلية اهتماما واضحا في إيجاد أساليب دفاعية تحد من خطورة الطائرات الورقية نظرا لما سببته الطائرات من إحراج لها أمام الجبهة الداخلية، وبغرض ذلك عقد الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضي مؤتمرا تكنولوجيا هو الأضخم في إسرائيل تحت عنوان "250 من العلماء والمخترعين والتكنولوجيين ضد الطائرات الورقية المشتعلة من غزة" وذلك لوضع حلول جذرية لمشكلة الطائرات الورقية.
الاستعانة بخبراء الجيش الأمريكي
وفي ذات السياق أشار المختص في الشؤون الإسرائيلية، مؤمن مقداد، أن "القيادة الإسرائيلية تقف عاجزة أمام إيجاد حل لوقف الطائرات الورقية، وبذلك سعت خلال الفترة الماضية على عقد اجتماعات مكثفة مع قادة عسكريين وأمنيين وخبراء في مجال التكنلوجيا العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد حل جذري يحفظ ماء وجهها أمام الجمهور الإسرائيلي، الذين يتهمونها في التقصير في وقف شبان فلسطينيين في العشرينات من العمر قاموا باستنزاف الجبهة الداخلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
وأوضح مقداد في حديث لصحيفة عربي 21 من لندن أن "الجيش الإسرائيلي بدأ يتدارك خطورة الأمر حيث قام خلال الفترة الماضية باستخدام القوة العسكرية ضد مطلقي الطائرات، عبر استهداف مخازن الطائرات الورقية من خلال شن هجوم عسكري من خلال سلاح المدفعية وطائرات الاستطلاع بشكل يومي، إلا أن ذلك لم يمنع الشبان من استمرار إطلاق الطائرات الورقية حتى هذه اللحظة".
الخبير في الشؤون الأمنية، إسلام شهوان، أكد أن "حرب الاستنزاف التي فرضتها وحدة الطائرات الورقية، أرهقت الجيش الإسرائيلي بشكل كبير وفرضت عليه الاستمرار في حالة الطوارئ منذ أكثر من شهرين".
وتابع شهوان في حديث مع الصحيفة أن "الوجه الأخر لهذه الطائرات هو التكلفة الاقتصادية المباشرة والغير مباشرة التي تحملتها إسرائيل لمواجهة هذه الظاهرة، حيث أن طائرة ورقية لا تتعدى تكلفتها دولارا واحدا تضع وحدات الجيش والمستوطنين وطواقم الدفاع المدني والمزارعين في حالة تأهب لحين وقف الحرائق".
عربي 21