رام الله الإخباري
أبدت الصحافة ووسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماما ملحوظا في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، التي تجرى الأحد، وقد ظهرت من خلال العديد من المقالات والتحليلات أمنيات خفية بأن يمنى الرئيس رجب طيب أردوغان بالهزيمة، نظرا لحالة العداء القائمة بين أنقرة وتل أبيب منذ صعوده إلى الرئاسة قبل سنوات.
موقع ميدا الإسرائيلي حاول قراءة التغيرات الداخلية والتأثيرات الخارجية على نتائج تصويت الأتراك في هذه الانتخابات، وأوضح في تقدير موقف أن "هناك عدة سيناريوهات لنتائج الانتخابات التركية، تتمحور في الخيارات التالية:
- فوز أردوغان في الرئاسة، وحزبه العدالة والتنمية بأغلبية برلمانية.
- فوز أردوغان في الرئاسة، لكن حزبه يخسر الأغلبية البرلمانية.
- أردوغان يخسر الانتخابات الرئاسية، لكن حزبه يحظى بأغلبية برلمانية.
- أردوغان وحزبه يخسران الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
وأضاف الموقع: "يبدو أن السيناريو الرابع هو الأقل احتمالا من بين الخيارات السابقة، كما أن السيناريو الثالث فرصه متواضعة، لكن معظم الرهانات والتقديرات تتركز في السيناريوهين الأول والثاني".
يرى المقال أنه "عند تفسير السيناريو الأول المتمثل بأن يحقق أردوغان فوزا كاسحا، فهو يعني أن يواصل الرئيس جدول أعماله وأجندته السياسية كالعادة، ويستمر نظام الحكم بطابعه الإسلامي، أما الاحتمال الثاني فهو الأكثر قابلية للنقاش، مع العلم أن فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وخسارة أغلبية البرلمان، قد تجعل يديه مكبلتين، صحيح أنه سيواصل إصدار القرارات والفرمانات الرئاسية، لكن البرلمان سيكون فيه أغلبية معارضة ما يمنحه القدرة على سن تشريعات تبطل القرارات الرئاسية".
وختم الموقع تحليله بالقول إنه "في مثل هذه الحالة قد يضطر أردوغان إلى حل البرلمان، والدعوة لانتخابات تشريعية جديدة، خلال ثلاثة أشهر، ليجد الأتراك أنفسهم يذهبون لصناديق الاقتراع من جديد قبل نهاية العام".
رونين دانغور الكاتب الإسرائيلي في موقع ويللا قال إن "أردوغان يواجه تحديا مصيريا يتعلق بأنه حتى لو فاز في الانتخابات الرئاسية فإن قوته الشعبية والسياسية ستواصل التراجع، بعد سيطرة شبه مطلقة على مجريات الحياة السياسية التركية، وربما يضطر لأن يدفع اليوم ثمنا صعبا بسبب تراجع الوضع الاقتصادي، وطبيعة إدارته الصعبة للحياة السياسية الداخلية".
وأضاف في تقرير أن "أردوغان الذي بنى لنفسه مجدا سياسيا كبيرا قام على عدة مبادئ: قائد شعبي، لغته بسيطة، لاعب ومشجع كرة قدم، مقرب من الإسلاميين، رجل مفوه وصاحب خطابة".
وختم بالقول إن "الانتخابات البرلمانية التي ستجرى اليوم ستشهد صراعا قويا بين الائتلاف الذي يقوده أردوغان مقابل القوى القومية المعارضة له، وفي حين يستخدم أردوغان وحلفاؤه وسائل الإعلام للتواصل مع الجمهور، فإن معارضيه يذهبون لشبكات التواصل الاجتماعي والمسيرات الشعبية".
يوآف كوهين الكاتب الإسرائيلي في القناة العاشرة قال إن "تركيا تذهب اليوم إلى انتخابات مصيرية، حيث سيصوت ستون مليونا من الناخبين الذين يحددون مصير بلادهم، في ظل وضع اقتصادي صعب، وربما تذهب الأمور إلى دورة انتخابية ثانية، وقد يجد بن علي يلدريم رئيس الحكومة نفسه بعد أيام بدون عمل".
وأضاف في مقال له أنه "في حين كان المفترض أن تتم الانتخابات في نوفمبر 2019 فإن أردوغان قرر في أبريل الماضي تقديمها، ما جعل معارضيه يتهمونه بأن سبب التقديم هو خشيته من تأثير استمرار التدهور الاقتصادي على توجهات الناخبين، حيث شهد الاقتصاد التركي تراجعا في الآونة الأخيرة رغم جهود الحكومة في تجاوزه، وتلافي نتائجه القاسية".
وأوضح أن "فرص فوز أردوغان ليست مطمئنة، لأنه وفق استطلاعات الرأي الأخيرة فإن حزبه العدالة والتنمية وحلفاءه يصارعون خصومهم للحصول على أغلبية برلمانية في المجلس الذي يضم خمسمائة عضو، وربما يضطر أرودغان نفسه لخوض دورة انتخابات رئاسية ثانية إن لم يحقق الأغلبية المطلوبة، الأمر الذي لا يرغب فيه، لأنه لا يريد المنافسة أمام مرشح واحد".
عربي 21