اعتبر صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الجولة التي يقوم بها مسؤولان أمريكيان في المنطقة، تهدف إلى شطب وكالة "أونروا" وقضية اللاجئين، ومحاولة الترويج لتغيير النظام السياسي في الضفة الغربية، وإسقاط القيادة الفلسطينية.
وفي حديث له عبر إذاعة صوت فلسطين (رسمية) اليوم السبت، قال عريقات: "يريدون الآن شطب (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية) الأونروا من خلال طرح تقديم المساعدات مباشرة للدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين بعيدا عن الوكالة، وترتيب صفقة مالية لقطاع غزة بقيمة مليار دولار لإقامة مشاريع بمعزل عن الأونروا، وتحت ما يسمى حل الأزمة الإنسانية".
وقال إن التركيز على "موضوع غزة والحديث عما يسمى أزمة إنسانية، كلام حق يراد به باطل، ويحمل أهدافا خطيرة في طياته".وأشار عريقات إلى أن الموفدين، مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص بالسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، استمعا إلى موقف عربي موحد بأن الحل هو بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي بما فيها اللاجئون والقدس، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية.
ومنذ الثلاثاء الماضي، عقد كوشنر وغرينبلات سلسلة اجتماعات، شملت العاهل الأردني عبد الله الثاني ابن الحسين في الأردن، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة.وفي كل البيانات التي أصدرها عقب تلك الاجتماعات، قال البيت الأبيض إنها بحثت العلاقات الثنائية مع هذه الدول، وسبل تقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة، وجهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتقول صحف إسرائيلية، إن جولة كوشنر وغرينبلات مرتبطة بـ "صفقة القرن" التي تعمل عليها إدارة ترامب لمعالجة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.ويتردد أن هذه الصفقة تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات "مجحفة"، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية، تمهيدا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية وإسرائيل، في مواجهة الرافضين للسياسات الأمريكية والإسرائيلية.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت الأسبوع الماضي، إن الموفدين الأمريكيين يسعيان إلى جمع مليار دولار من دول خليجية لإقامة مشاريع في منطقة شمال سيناء، بهدف التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة، ولا ضمها وإعلانها مع القدس الغربية عام 1980 "عاصمة موحدة وأبدية" لها.
ولم تكشف واشنطن حتى الآن عن طبيعة المشاريع التي تقترحها لغزة، ولا مضمون الخطة الأمريكية لتجديد المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة منذ أبريل / نيسان 2014، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو / حزيران 1967 أساسا لحل الدولتين.
وأعلنت القيادة الفلسطينية في ديسمبر / كانون الأول الماضي وقف الاتصالات السياسية مع واشنطن، بعد قرار ترامب في الشهر نفسه اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة باحتلال القدس الشرقية منذ 1967.وتنفيذا لهذا الاعتراف، نقلت واشنطن سفارتها في إسرائيل يوم 14 مايو / أيار الماضي من تل أبيب إلى القدس.