رام الله الإخباري
تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إقناع الملكيات العربية في الخليج باستثمار مئات الملايين من الدولارات في مشروعات اقتصادية بقطاع غزة، في محاولة لتهدئة الوضع الأمني هناك وتوليد زخم قبل تقديم البيت الأبيض لخطته للسلام في الشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة Haaretz الإسرائيلية وفقاً لمصادر عربية وإسرائيلية، أن الفكرة ستُثار حين يتحدث جاريد كوشنر، صهر ترمب وأحد كبار مستشاريه، وجيسون غرينبلات، مبعوث ترمب الخاص، هذا الأسبوع مع قادة قطر والسعودية ومصر والأردن وإسرائيل.
ووفقاً لتلك المصادر، يأمل كوشنر وغرينبلات في تأمين تمويلٍ من دول الخليج وتعاونٍ من جانب مصر وإسرائيل لتنفيذ المشروعات الاقتصادية.
وامتنع البيت الأبيض عن الخوض في تفاصيل، قائلاً لصحيفة Haaretz الإسرائيلية إنَّ الإدارة "لن تناقش تفاصيل قبل عقد المحادثات". وسيتوجه كوشنر وغرينبلات إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع لإجراء مباحثاتٍ تركز على كلٍ من غزة والخطة المقبلة من إدارة ترمب للسلام.
ووفقاً للمصادر التي تحدثت لصحيفة Haaretz، من بين القضايا التي سيسعى كوشنر وغرينبلات لمعالجتها أولاً ستكون إمدادات الطاقة لغزة، التي عانت نقصاً حاداً وانقطاعات في الكهرباء خلال الأشهر الأخيرة.
وقال أحد المصادر التي طلبت كلها عدم إعلان هويتها: "هذه قضية مُلِحّة، وفي الوقت نفسه يمكن التعامل معها بسرعة نسبياً. والأميركيون يعتمدون على دول الخليج للمساعدة بالمال اللازم لحلها".
مليار دولار للطاقة ومواد البناء وميناء بحري
ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فإنَّ أحد الخيارات التي تجري مناقشتها هو مشروع طاقة شمسية من شأنه تلبية بعض احتياجات غزة من الطاقة. ومن شأنه أن يُبنى قرب مدينة العريش المصرية في شمال سيناء. وقال المصدر إنَّ البيت الأبيض يأمل بشكلٍ عام في جمع مبلغ بين 500 مليون دولار ومليار دولار.
وقسَّم أحد المصادر المشروعات المُتصوَّرة إلى فئتين: مشروعات يمكن إنشاؤها في المستقبل القريب، وأخرى ستتطلب سنوات من العمل من أجل تنفيذها.
وقال المصدر: "سيرغبون في تأمين المال في الغالب للأشياء التي يمكن عملها في الوقت الراهن. ويُنظَر إلى هذا كسبيلٍ لخلق واقع أفضل في غزة، ولإظهار النجاح والتقدم قبيل تقديم خطة ترمب للسلام".
وسيكون من بين المشروعات طويلة الأجل التي تخدم غزة إنشاء ميناء في شمال سيناء وبناء محطة للطاقة ومحطة لتحلية المياه. والإطار العام لمعظم المشروعات هو أن تُبنى في شمال سيناء قرب حدود غزة. ومثل هذه المشروعات قد تُوفِّر وظائف لآلاف من الغزِّيين.
وأُثيرت بعض هذه الأفكار لأول مرة من جانب اللواء يوآف مردخاي، الذي شغل حتى وقتٍ قريب منصب مُنسِّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومثَّل مردخاي إسرائيل في أحد المؤتمرات بخصوص غزة عُقِد في البيت الأبيض في وقتٍ سابق من هذه السنة 2018.
وكما أوردت صحيفة Haaretz الشهر الماضي مايو/أيار، فإنَّ الخطط التي يجري التفكير فيها تتضمَّن منطقة صناعية جديدة، ومحطات تحلية، ومصانع لإنتاج مواد البناء في شمال سيناء.
وكانت هذه الأفكار في الأساس موضع شك من جانب المصريين، لكنَّها الآن تكتسب اهتماماً متجدداً، خصوصاً في حال تمكَّن البيت الأبيض من تأمين التمويل من الخليج.
عربي بوست