انتهز الرئيس السوري، بشار الأسد، إطلالته الإعلامية مع صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية، ليعلق للمرة الأولى على تقارير تؤكد اندلاع خلافات بين حلفائه، لاسيما بين إيران وروسيا.
وحسب ترجمة المقابلة، التي نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن الصحفية طرحت السؤال التالي على الأسد: "روسيا تتخذ عددا كبيرا من القرارات بشأن سوريا، سواء كان ذلك يتعلق بانسحاب القوات الأجنبية أو التوصل إلى اتفاقيات مع إسرائيل حول الجنوب السوري.. هل باتت روسيا تتخذ القرارات نيابة عنكم؟".
ورد الأسد قائلا: "في كل علاقاتنا مع روسيا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئا، حتى لو كانت هناك اختلافات، وبسبب وجود الحرب ووجود درجة عالية من الديناميكية الآن في المنطقة من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بين مختلف الأطراف، سواء داخل حكومتنا أو بين الحكومات الأخرى، بين روسيا وسوريا، أو سوريا وإيران، أو إيران وروسيا، وداخل هذه الحكومات، هذا طبيعي جدا".
وتابع: "لكن في المحصلة، فإن القرار الوحيد حول ما يحدث في سوريا وما سيحدث هو قرار سوري، لا ينبغي أن يشك أحد في هذا، بصرف النظر عن التصريحات، التي قد تسمعينها، لأني أعرف على أي أساس تطرحين هذا السؤال".
وكانت الصحفية تشير إلى الخلافات، التي نشبت بين روسيا وإيران، بعد أن شددت موسكو، في تصريحات على لسان أكثر من مسؤول، على ضرورة انسحاب القوات والميليشيات الأجنبية من سوريا، وعلى رأسها إيران.
وبعد هذه التصريحات، شهدت العلاقات الروسية الإيرانية توترا انعكس أحيانا على الأرض، وسط تقارير تؤكد أن روسيا توصلت لاتفاق مع إسرائيل على إبعاد ميليشيات إيران عن الجولان المحتل.
وترى إسرائيل في هذا الوجود الإيراني تهديدا ينبغي التعامل معه بجدية، وسبق لها أن نفذت غارات جوية على مواقع عسكرية في سوريا، قتل فيها العشرات من الميليشيات الإيرانية ومسلحي حزب الله.
الضربات الإسرائيلية.. وعلم روسيا المسبق
ونفى الأسد أن تكون موسكو على علم مسبق بهذه الضربات، رغم التعاون الوثيق بين إسرائيل وروسيا، وقال في مقابلته مع الصحيفة: "لا، هذا غير صحيح بالتأكيد". وأوضح أن "روسيا لم تقم إطلاقا بالتنسيق مع أي جهة ضد سوريا سواء سياسيا أو عسكريا، فهذا تناقض".
وأكدت تقارير عدة أن إسرائيل أبلغت روسيا مسبقا بضرب مواقع إيرانية في سوريا، وكان أبرزها الضربات التي استهدفت فجر 10 مايو الجاري، عشرات الأهداف "الإيرانية".
والضربة جاءت بعد وقت وجيز على عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من زيارة لموسكو حيث بحث المخاوف بشأن سوريا ولاسيما الوجود الإيراني، مع بوتن.
ويومها، أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، أن إسرائيل أخطرت روسيا مسبقا بضربات 10 مايو، التي أسفرت عن تكبد إيران خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.