رأى كتاب إسرائيليون اليوم الأربعاء أن قيادتهم السياسية لا تزال فاشلة في آليات التعامل مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عقب إطلاق عشرات القذائف الصاروخية من قطاع غزة تجاه المستوطنات المحاذية بعد عدوان إسرائيلي الأيام الماضية.
وقال الكاتب ناحوم بارنيع في مقال له بعنوان: "على حافة الهاوية" بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن قيادته فشلت في "تجنب الانزلاق إلى حرب صواريخ" مع المقاومة بغزة.وذكر بارنيع أن الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقت أمس من قطاع غزة إلى المستوطنات الجنوبية هو حدث "مثير للقلق"، إلا أنه مع ذلك، لم يتم اتخاذ القرارات المطلوبة.
ورأى أن الفشل كان لكل من رفض دفن رأسه في الرمال بين صناع القرار في "إسرائيل"، والذين كانوا يعلمون أن غزة كانت على حافة الانفجار.وأضاف "لم يؤد الحادث الذي وقع أمس إلا إلى تقوية الاعتراف بأن الوضع الراهن حيال غزة لا يمكن أن يستمر"، فمصر وقطر، والإدارة الأمريكية، مستعدة التوسط، لكن دون خطة إسرائيلية، تتضمن المخاطر الأمنية.
ولفت بارنيع إلى أن التصعيد أمس ترك بعض الحقائق المدهشة؛ حيث أطلقت المقاومة القذائف الصاروخية على المستوطنات المحيطة بغزة، لكنهم لم يطلقوا صواريخ متوسطة وطويلة المدى.ويستنتج الكاتب الإسرائيلي أن حماس حريصة على اختيار عدم الذهاب إلى عملية عسكرية على شاكلة "الجرف الصامد أو الرصاص المصبوب".
ووفق بارنيع أيضًا فإن الطائرات الإسرائيلية قصفت عشرات الأهداف إلى أنه لم يقتل ويصب أحد، ما يدل على أن "إسرائيل" مثل حماس، تختار مواجهة محدودة، يحاول فيها الطرفان العمل وفقًا لقواعد اللعبة.
تعاملنا مع حماس بكل الوسائل
من جهته، عددَّ الكاتب حاييم رامون في مقال نشره بصحيفة "يديعوت احرونوت" الإجراءات الإسرائيلية للتعامل مع المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات.
وقال رامون إنه "منذ عام 2007، حاولنا التعامل مع حماس بكل الوسائل، بما في ذلك ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق؛ وفرضنا حصارًا اقتصاديًا على غزة، واستثمرنا مليارات الدولارات في القبة الحديدية، حاجز الأنفاق، السياج وحاجز البحر. لا شيء ساعد".
ولفت إلى أن التصريحات المتغطرسة من قبل رؤساء الوزراء ووزراء جيش الاحتلال بعد كل عملية، والتي تقول إن حماس تلقت ضربة قاصمة، لا أساس لها من الصحة.
وأشار رامون إلى عدد من المواقف التي كان يُمكن لقادة الاحتلال تدمير "نظام حماس" في قطاع غزة، والتي لم يتم اغتنامها، مع مطالبة الوسطاء وضع حد لها.
مهاجمة المؤسسات الحكومية
من جانبه، قال الخبير العسكري أليكس فيشمان بمقال في ذات الصحيفة إنه "من المفترض أن تؤدي الصدمة التي تحاول إسرائيل فرضها من الجو إلى إحداث نفس التأثير الذي خلقه عدد القتلى في يوم النكبة"، في إشارة إلى ارتقاء 62 شهيدا من المتضامنين على حدود قطاع غزة في الـ14 من مايو الجاري.
وأضاف فيشمان "شكل هذه الصدمة عبارة عن ضربة قاسية بشكل خاص لقدرات حماس العسكرية، لا سيما البنية التحتية الأساسية لإنتاج الأسلحة، إلى درجة تهديد قبضتها على السلطة".
وأوضح أن قوة حماس العسكرية هي واحدة من المراسي التي تمكنها من السيطرة على القطاع والوقوف أمام رام الله، على حد قوله.
ولفت فيشمان إلى أنه "في المرحلة التالية من الهجمات، من المنطقي الافتراض أن إسرائيل ستهاجم أيضًا المؤسسات الحكومية"، لكنه تساءل: "أين ستكون نقطة التوقف من غير الواضح؟".
إلا أنه نبه إلى أنه "من الجولات السابقة علمنا أن حماس لديها قدر كبير من طول النفس".ويشهد قطاع غزة من فجر اليوم الأربعاء هدوءً حذرًا عقب العودة لتفاهمات وقف إطلاق النار (2014) بعد ثلاثة أيام من التصعيد الإسرائيلي الذي ابتدأه بقصف نقاط رصد للمقاومة الفلسطينية بقطاع غزة (الأحد والاثنين)، فيما لا تزال طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق في أجواء القطاع.
وقصفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي منذ صباح أمس المستوطنات المحاذية للقطاع بعشرات القذائف الصاروخية ردًا على العدوان الإسرائيلي، فيما قصفت طائرات الاحتلال مواقع تدريب للمقاومة.وشدد الفصيلان في بيان مشترك مساء أمس على أن "القصف (الإسرائيلي سيقابل) بالقصف والدم بالدم وسنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن".
وجاءت هذه التطورات إثر استشهاد 4 مقاومين وإصابة آخر (3 من سرايا القدس، و1 من كتاب القسام) بقصف إسرائيلي يومي الأحد والاثنين الماضيين استهدف نقاط للمقاومة قبل السياج الأمني مع قطاع غزة.