رعب الدولار يلاحق المقترضين

موقع مدينه رام الله الاخباري :

تجاوز سعر صرف الدولار السبت الأربعة شواقل ، ملامسًا سعرًا قياسيًا لم يصله منذ 7 سنوات.

وكان الدولار الأمريكي شهد خلال الشهور الأربعة الأخيرة موجة صعود لافتة، ارتبطت بقرارات البنك المركزي الأميركي، التي أشارت إلى نهاية برامج \"التيسير الكمي\"، التي ضخت من خلالها الحكومة الأميركية آلاف التريليونات من الدولارات في شريان اقتصاد البلاد خلال سنوات الأزمة المالية العالمية.

ويشير الخبير الاقتصادي مازن علاونة إلى أن ارتفاع العملة الأميركية مرتبط بمؤشرات اقتصادية أظهرت جميعها مؤخرًا بدايات تعافي حقيقية في بلاد الدولار، وأهم تلك المؤشرات انخفاض معدلات البطالة والتي تجاوزت خلال الأزمة المالية العالمية الـ10% ولكنها هبطت دون حاجز الـ6%.

وكذلك مؤشرات قطاعات صناعة السيارات والزراعة والعقارات، وغيرها من المؤشرات التي ارتبطت بأزمة الرهن العقاري الشهيرة قبل ست سنوات.

\"20130721140237\"

وأضاف أن الأزمة المالية الأخيرة التي تشهدها منطقة اليورو، وإعلان البنك المركزي الأوروبي مؤخرًا لبرنامج جديد من التيسير الكمي، والتي ستضخ البنوك المركزية الأوروبية بموجبه مبالغ نقدية مالية من أجل استمرار استدامة اقتصادها وإنعاشه أظهرت أن الدولار ما زال هو عملة الملاذ الآمن الحقيقية.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يرتفع الدولار خلال العام الجاري وقد يلامس سعر 4.2 شيقل، وهذا يعني ارتفاع قيمة سلة العملات المرتبطة بالدولار وأهمها بالنسبة لنا كفلسطينيين كالدينار الأردني.

رابح وخاسر

ولا يخفي المواطن مؤمن أبو رجا سعادته لارتفاع قيمة الدولار، فهو يتقاضى راتبه بالدولار، بالتالي فهو يشير إلى أن \"راتبه الذي يبلغ 1000 دولار، كان يساوي قبل أربعة أشهر فقط 3400 شيقل، بينما زاد اليوم نحو 600 شيقل أخرى\".

ولكن الحال مختلف تمامًا مع عبير جرادات، التي تعمل موظفة حكومية وتتقاضى راتبها بالشيقل، بينما اشترت شقة بالتقسيط من خلال البنك وتسدد أقساطها بالدولار الأميركي، مما يعني أعباء مالية إضافية بالنسبة لها.

ويشير الصيرفي محمد نصار إلى أن فلسطين من أكثر دول العالم تأثرًا بانخفاض أو ارتفاع سعر صرف الدولار، بسبب عدم وجود عملة محلية،  فتجد من يكون راتبه بالدولار وآخر بالدينار وثالث باليورو ورابع بالشيقل، فتشتري بالشيقل وتدخر بالدينار أو الدولار.

ونوه إلى أن أحد انعكاسات ارتفاع الدولار هي ارتفاع ملحوظ في الأسعار سيلمسه المواطن، لأننا نعتمد في غالبية موادنا الاستهلاكية على الاستيراد وجميعها تعاملات تتم بالدولار وتباع بالشيقل.

ضعف الشيقل سيعزز الدولار

ويشير المحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم إلى أنه وإضافة لعوامل القوة في الاقتصاد الأميركي التي ظهرت مؤخرًا، فإن هناك ضعفًا واضحًا في الاقتصاد الإسرائيلي وتباطؤًا في نموه، إضافة  إلى أن هناك موازنة تم المصادقة عليها للعام 2015، هي أكبر موازنة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، ويؤشر بكل وضوح إلى وجود ضغوط تضخمية كبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي.

\"view_1416640283\"

وأضاف أن ذلك يعني أن الدولار سواء على قوة الاقتصاد الأميركي أو ضعف الاقتصاد الإسرائيلي أو أزمات الاتحاد الأوروبي واليابان ستتعزز مكانته.

وأضاف أنه إذا استمرت التوترات في المنطقة فإن الاقتصاد الإسرائيلي سيدفع فاتورة باهظة وسيظهر ذلك بوضوح في ضعف الشيقل.

من جهةٍ أخرى، توقع بنك \"إيغود\" الإسرائيلي أن يتخطى سعر صرف الدولار حاجز الـ 4.1 قريبا وذلك بعد ارتفاعه الأخير بنسبة 2.1% هذا الأسبوع ليتخطى حاجز الـ 4 شيقل للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.

وقال البنك في تقريره الأسبوعي، الجمعة، إن عملية التبادل المالي خلال الأسابيع القادمة ستتأثر من خطة شراء سندات الديون الأوربية بالإضافة للانتخابات في اليونان التي تعاني كسادًا اقتصاديًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف أن الدولار \"سيواصل صعوده مقابل العملات الأجنبية خاصة مقابل اليورو وتصل نقطة مقاومته إلى 4.1 شيقل\".

في المقابل، انهار اليورو بشكل غير مسبوق منذ 11 عامًا حيث بيع اليورو بـ 1.126 دولار في هبوط وصل الخميس وحده إلى نسبة 2%  في حين هبط، الجمعة، بنسبة 0.8%  ووصل إلى 4.463 شيقل.

 

[newsbox style=\"nb1\" display=\"category\" cat=\"1\" show_more=\"yes\" show_more_event=\"ajax\"]