رام الله الإخباري
قال خبير بالشأن الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن سقوط قذائف هاون في عدة مناطق بـ "غلاف غزة" كان "يجب أن يحصل منذ زمن؛ لأن المقاومة كبحت جماح نفسها أكثر من اللازم أمام اعتداءات الاحتلال المتكررة".
وسقط في وقت مبكر من صباح اليوم 28 قذيفة هاون "داخل الكيبوتسات القريبة من القطاع، وبخاصة داخل نطاق مجلس مستوطنات أشكول"، حسب الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي "رونين منليس".
وأضاف عدنان أبو عامر عبر صحفته في "فيسبوك"، أن "أحداث الصباح الباكر كان يجب أن تحصل منذ زمن".وعلل ذلك "لأن مواصلة الاحتلال في استنزاف قدرات المقاومة: بشريا واستخباريا ولوجستيا، ما كان له أن يستمر دون رد تحت هاجس عدم التسبب باندلاع الحرب الواسعة".
وتابع "الاحتلال ربما فهم خطأ كثرة التصريحات الفلسطينية التي تحدثت عن عدم رغبتنا في الحرب".وشدد أبو عامر على أن "هذه التصريحات كان يجب أن يتم التخفيف منها، وليس طمأنة العدو بصورة مجانية، بدليل أنه انتقل من قصف مواقع فارغة للمقاومة إلى استهداف مقاتلين بصورة متعمدة".وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الجاري عدة نقاط رصد للمقاومة في القطاع، ما أوقع 4 شهداء، آخرهم محمد أحمد الرضيع (25 عامًا) أمس باستهداف نقطة شمال بلدة بيت لاهيا.
وأوضح أبو عامر أن المقاومة ردت اليوم على جزء من خروقات الاحتلال لحالة الهدوء التي أتبعت الحرب الأخيرة 2014، مشددًا على أن "المسؤول عن أي تدهور قد يحصل هو الاحتلال، والاحتلال فقط".وقال: "المقاومة كبحت جماح نفسها أكثر من اللازم، حرصًا على المواطنين، وعدم اتهامها من أي أحد بجر القطاع لمواجهة مكلفة".
إلا أن الخبير بالشأن الإسرائيلي استدرك بالقول: "لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر حتى إشعار آخر"، مستشهدًا بالمثل القائل: "اضربني على خدي الأيمن، لأدير لك خدي الأيسر!".
ولفت إلى أن حالة المفاجأة الإسرائيلية، والاجتماع الطارئ للكابينت، والتهديدات الصادرة تباعا من الاحتلال، "قد تكون جدية ضد غزة، لكنها لا تعني حربا واسعة أولا".
وأشار إلى أنها "تذكر الاحتلال أن عدوانه على دول وازنة في المنطقة، وعدم الرد عليه لاعتبارات شتى، لا يعني تمريره على باقي المناطق.وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو استدعى قادة أمنه لجلسة مشاورات في مكتبه بمدينة القدس المحتلة، عقب التطورات بغزة.
وأكد أبو عامر أن "ثقتنا بقدرة المقاومة على إيصال رسائلها العملياتية للاحتلال، تجعلنا أكثر ثقة بمغادرتها للحالة السابقة، بالتزام الصمت خشية من تدهور الميدان، بعد أن أخفقت الرسائل السابقة عبر الوسطاء بكبح جماحه، وفي الوقت ذاته عدم الانجرار لما قد يخطط له الاحتلال من مواجهة واسعة، ويبقى لدى الميدان القول الفصل".
ويعتبر إطلاق قذائف الهاون تجاه الأراضي المحتلة صباحًا أكبر كمية تطلق في يوم واحد منذ 4 سنوات تقريبًا-وفق المراسل العسكري لموقع "والا" أمير بوخبوط-، والذي لفت إلى أن التصعيد الحالي هو الأخطر منذ الحرب الأخيرة.
وكالة صفا