رام الله الإخباري
اعتاد الناس على كون حاملة الطائرات تطفو فوق الماء في البحار أو في المحيطات، لكن الولايات المتحدة بصدد ابتكار ونشر طائرات صغيرة مسيرة تسير بأسراب وتهاجم العدو وتعود إلى حاملاتها التي تحلق بصمت في الأجواء، وكأنها مركبة فضائية؛ فأي ابتكار أميركي هذا؟
في هذا الإطار، يقول الكاتب براد هوارد في مقال تحليلي نشرته مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية إن وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (داربا) التي غالبا ما يشار إليها باسم جناح العلوم المجنون في وزارة الدفاع الأميركية(بنتاغون)، أعلنت في 9 مايو/أيار الجاري أنها تخطط لإصدار نظام طائرات مسيرة من طراز "غريملين" في وقت ما من عام 2019.
بيد أن هذا الطائرات الصغيرة الموجهة عن بعد ستنطلق من الطائرة الأم المحلقة في الأجواء، فتؤدي المهام المطلوبة منها وتعود إلى الطائرة الأم التي تعد بمثابة حاملة الطائرات التي تحلق في الأجواء، لا على سطح الماء في البحار أو المحيطات.
ويتوقع أن يستخدم الجيش الأميركي هذه الطائرات الصغيرة التي ستنطلق من حاملة طائرات من طراز لوكهيد "سي 130" هيروكليس.ويعتبر هذا النظام مبتكرا ويعمل تماما كما تعمل الطائرات المسيرة، مما يحول فعليا الطائرة من طراز "سي 130" إلى حاملة للطائرات.
حجم الطائرة
وأما حجم طائرة غريملين المسيرة المبتكرة فبقدر حجم صاروخ كروز صغير، ويتم إطلاقها واستعادتها باستخدام خطاف من طراز باتمان.وتقول الوكالة إن طائرتها من طراز "سي 130" تعتبر الوحيدة التي يمكنها تشغيل أربع طائرات مسيرة في الوقت نفسه، وإن جميع هذا الطائرات الصغيرة تعتبر قابلة للاسترداد في غضون ثلاثين دقيقة في نهاية المهمة.
بيد أن الوكالة تتطلع لأن تكون طائرات غريملين على المدى الطويل قابلة للانتشار من أي طائرة مزودة بِوصلة أو قاذفة دوارة.كما تم تصميم هذه الطائرات الصغيرة للعمل جنبا إلى جنب والتحليق في تشكيلات واستخدام وصلات البيانات المتصلة بالشبكة لتبادل المعلومات وتنسيق مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في المجال الجوي المتنازع عليه.
تشكيل أسراب
كما يمكنها تشكيل أسراب من عشرات قبل أن تشن هجماتها، وتزويد البيانات إلى طائرات لوكهيد "إف 35 لايتنيغ الثانية" وتعزيز رؤية القائد لفضاء المعارك، والقضاء على ضباب الحرب.ويمكن إرسالها كذلك في بعثات قصيرة للقيام بأشياء مثل دعم فريق العمليات الخاصة في أعماق خطوط العدو.
وتضيف الوكالة أنها تتطلع إلى استخدام طائرات موجهة عن بعد رخيصة، وذلك للتعامل مع وسائل الدفاع الجوي المعقدة للأعداء، بدلا من استخدام أنظمة التشغيل التقليدية.
كما تعتبر هذه الطائرات المبتكرة رخيصة التكلفة وأرخص من الطائرات العادية المقاتلة أو الطائرات الأخرى المسيرة التي تستخدم في الحروب.كما يمكن للطائرة الأم التواصل معها أثناء انتشارها، ويمكن لها استردادها في أي لحظة.ويختتم التقرير بأن من المرجح أن تزعج هذه الطائرات الدفاعات الجوية السورية، بعد استخدامها بوقت قصير.
الجزيرة