دعا 76 عضوا بالكونغرس الأمريكي من الحزب الديمقراطي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى وقف هدم قرية "سوسيا" الفلسطينية، وكذلك وقف أية عملية هدم مشابهة؛ لتعارض ذلك مع القيم الأمريكية الإسرائيلية المشتركة
.جاء ذلك في رسالة بتاريخ 21 مايو/ أيار الجاري، نشرتها عضو الكونغرس، جان شاكاوسكي، على موقعها الالكتروني، أول أمس الثلاثاء، وأعادت نشرها صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الخميس.
وأضاف الأعضاء أن هدم المنازل الفلسطينية "يقوض الأمن الإسرائيلي على المدى البعيد، ويهين كرامة الفلسطينيين، ويهدد حل دولتين لشعبين، الذي يمكن تحقيقه بطرق سلمية".وتقع قرية "سوسيا" جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ويعيش فيها قرابة 400 شخص، وهي ضمن المناطق المصنفة (ج)، الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي إداريا وأمنيا.
وخاطب أعضاء الكونغرس نتنياهو بقولهم: "لقد أعلن أعضاء في حكومتك، وبشكل صريح، نيتهم هدم وإزالة نحو 40 بالمئة من المنشآت في سوسيا، بما في ذلك منازل ومدرسة أطفال القرية، وألواح الطاقة الشمسية، وهي المصدر الوحيد للطاقة الكهربائية في القرية".
وتابعوا: "وأكثر من ذلك، لقد هدد وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، العام الماضي، بأن العمل جارٍ لإخلاء القرية بكاملها، ومعها أيضا تجمع الخان الأحمر قرب مستوطنة معاليه أدوميم (شرق القدس)، خلال أشهر".
وانتقدوا توسيع الاستيطان في الضفة واستمرار هدم منازل الفلسطينيين، قائلين إنه "فيما تبقى القرى الفلسطينية تواجه أوامر الهدم، تقوم الإدارة المدنية الإسرائيلية (هيئة تابعة للجيش تدير شؤونا خاصة بالفلسطينيين في الضفة) بتوسيع المستوطنات في الضفة".
واعتبروا أن "الإخلاء القسري للتجمعات الفلسطينية والتوسع الاستيطاني في مناطق بالضفة، يفترض أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية، يتعارضان مع القيم المشتركة للدولتين (الولايات المتحدة وإسرائيل) كالعدالة واحترام حقوق الإنسان".
وحذروا من أن "هذه الإجراءات أحادية الجانب تغير الواقع على الأرض، وتهدد رؤية حل الدولتين، وتهدد مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية، وتؤثر بشكل مرفوض على التطلعات الوطنية الفلسطينية".وترفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967 أساسا لحل الدولتين، ما أدى إلى توقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين منذ أبريل/ نيسان 2014.
ودعا أعضاء الكونغرس نتنياهو إلى "النظر بشكل عادل في طلبات الفلسطينيين بممارسة حقهم في البناء، بدلا من إخلاء التجمعات الفلسطينية بالقوة".ومن بين الموقعين على الرسالة: ستيف كوهين، جون يارموث، جيمس ماكوفيرن، بيتر ويلش، بربرا لي، بوبي راش، مارك تاكانو، رو خانا، تشيلي بنجيري وجيمي راكسن.
واعتبرت منظمة "جي ستريت"، وهي جماعة ضغط يهودية أمريكية تسعى لإحلال السلام من خلال حل الدولتين، أن هذه الرسالة تعكس مدى قلق المشرعين الأمريكيين من سياسات إسرائيل في الضفة الغربية، بحسب موقع المنظمة الإلكتروني.
وتحمل هذه الرسالة انتقادات لسياسة نتنياهو الناتجة عن خط إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري، دونالد ترامب، الذي يوفر له دعما كبيرا، من أحدث مظاهره نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في 14 مايو/ أيار الماضي.
وكذلك الجهود الأمريكية في الأمم المتحدة، للحيلولة دون أي تحرك للتحقيق في قتل الجيش الإسرائيلي 65 فلسطينيا وإصابة الآلاف في قطاع غزة، خلال احتجاجهم على نقل السفارة إلى القدس، التي تعتبرها واشنطن بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة، عام 1967، ولا ضمها وإعلانها مع القدس الغربية، في 1980، "عاصمة موحدة وأبدية" لها.