رام الله الإخباري
رداً على مساواته بين مشاركته في مؤتمر بجامعة بيرزيت بآخر في جامعة "هرتسيليا" الاسرائيلية، أصدر اتحاد نقابة أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية قراراً بمنع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، احمد مجدلاني من دخول أي من الجامعات.
وقال رئيس نقابة العاملين في جامعة بيرزيت سامح ابو عواد لوكالة وطن للانباء "إن القرار صدر بناء على مشاركته في مؤتمر الامن القومي الاسرائيلي التطبيعي في هرتسيليا، مضيفًا، "نحن لدينا موقف ضد كل المطبيعين كرئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي الياس الزنانيري واحمد المجدلاني، وكل مطبع يشارك في مؤتمرات مع المحتل بمنعه من دخول الجامعات الفسليطينية حتى التراجع عن هذا الموقف والاعتذار بشكل رسمي".
وأكد أبو عواد أن القرار جاء بغرض حماية مؤسساتنا ممن وصفهم بـ "المطبعين" وعدم السماح لهم بالدخول اليها.ويأتي القرار عقب مقابلة تلفزيونية اجراها المجدلاني على فضائية النجاح المحلية، حيث ساوى مشاركته في مؤتمر هرتسيليا كمشاركته في مؤتمر بجامعة بيرزيت، وعقّب ابو عواد: " هذا كمن يساوي بين الضحية والجلاد، وارتماء في احضان الاحتلال وتبني وجهات نظرهم تماما".
ودافع مجدلاني في حديث سابق لفضائية النجاح، عن مشاركته في "مؤتمر هرتسليا لتحصين مناعة اسرائيل القومية " الذي يحضره قادة الاحتلال الامنيين والسياسيين، في حزيران/يونيو 2016، بالقول: "لم اكن اول فلسطيني يشارك في المؤتمر، وهو مؤتمر سنوي وهرتسليا هي جامعة وليست مقرًا امنيًا".
وفي سياق رده على السؤال، وضع مجدلاني جامعة هرتسيليا على نفس الدرجة مع الجامعات الفلسطينية قائلاً "هرتسيليا هي كجامعة بيرزيت مثلا والتي تنظم كل عام مؤتمرًا تحت عناوين مختلفة"، مضيفاً "اعتقد ان فلسطين يجب ان تكون حاضرة وتطرح موقفها السياسي في اي موقع او مكان، فانت تحت الاحتلال والمشاركة ليست تطبيع، هذا جزء من النضال، والاحتلال الموجود يجب ان تواجهه بكل الوسائل بمافي ذلك ان تذهب لمؤتمر تعقده جامعاتها او تعقده النخب السياسية".
وتابع، "هذا مؤتمر عالمي، والناس بدل أن تسأل لمذا ذهبت؟ يجب ان تسأل ماذا قلت في المؤتمر؟، ما الموقف السياسي والوطني الذي قدمته في المؤتمر؟، وانا لم اذهب بصفة شخصية، انا شخصية رسمية (عضو لجنة تنفيذية) مكلّف من الرئيس، وعادة هذه المؤتمرارت يشارك فيها شخصيات سياسية تنقل رسالة سياسية
واستنكرت نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت، التصريحات الأخيرة لأحمد مجدلاني بمساواته بين مشاركته في مؤتمر جامعة هرتسليا الإسرائيلية ومشاركته بمؤتمرات جامعة بيرزيت.
وقالت النقابة في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن تعريف التطبيع واضح ومحدد وفقا للجنة الوطنية للمقاطعة والحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل". يعرف التطبيع بالمشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط محلي أو دولي، مصمم خصيصا للجمع - سواء بشكل مباشر أو غير مباشر - بين فلسطينيين و/أو عرب وبين إسرائيليين – سواء أكانوا أفرادا أو مؤسسات - ولا يهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال – الاستعمار – وإلى مقاومة كل أشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني. ويشمل التطبيع أيضا جميع النشاطات التي تساوي بين الفلسطينيين والإسرائيليين." (1)
وأضافت "ولعل من أهم أسباب نجاح حملة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات العالمية (BDS) هو وجود تعريف واضح للتتطبيع ولأشكال التعاون التي يجب مقاطعتها. لقد تمت صياغة هذه المعايير بتوافق من المجتمع المدني الفلسطيني عام 2005، وتم إعادة التأكيد على هذه المعايير في الاجتماع الشعبي الذي دعت له اللجنة الوطنية للمقاطعة في 14 آذار 2018. إن تصريحات مجدلاني وآخرين للتشكيك بمفهوم التطبيع وأهمية مقاطعة مؤسسات الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي لا تساعد إلا في استمرار اضطهاد الفلسطينيين ، بينما تشهد حملة المقاطعة نجاحات كبيرة على المستوى الدولي".
وأردفت في بيانها "الجامعات الإسرائيلية شركاء رئيسيون في عملية استعمار فلسطين سواء من خلال شراكاتها مع الجيش الإسرائيلي بالأبحاث العسكرية والتكنولوجية التي يتحمل الفلسطينيون تبعات همجيتها، أو من خلال شراكاتها مع الحكومة الإسرائيلية في تدريب العسكريين، أو من خلال تمييزها العنصري ضد الطلاب الفلسطينيين فيها. كما أن الجامعات الاسرائيلية هي المدافع الرئيسي عن السياسات الاسرائيلية الاستعمارية امام العالم. فعلى سبيل المثال، تشمر هذه الجامعات عن اذرعها بعد الحروب المستمرة على غزة لتبرر للعالم اهمية "دفاع اسرائيل عن نفسها" امام "همجية" الفلسطينيين. لذلك تعتبر مقاطعة الجامعات الإسرائيلية أكاديميا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا من أولويات حملة المقاطعة العالمية. وبذلك نعتبر مشاركة د. مجدلاني، وهي ليست الأولى، هي تطبيع واضح وصريح مع الاحتلال".
وأكدت النقابة "إن المساواة بين من يقع تحت الاستعمار والمستعمِر أمر غير مقبول، بل أنه خطير، خاصة عندما يصدر عن مسؤول فلسطيني، يساوي بين الجلاد والضحية. فلا يمكن المساواة بأي شكل من الأشكال بين جامعة بيرزيت وأي جامعة إسرائيلية أخرى. إن جامعة بيرزيت هي جامعة وطنية كانت وما زالت تتعرض لإغلاقات واقتحامات الاحتلال وكان آخرها اقتحام قوات المستعربين للجامعة واعتقال رئيس مجلس طلبتها قبل شهرين. وبينما تسعى الأبحاث والمؤتمرات في جامعة بيرزيت إلى التحرر من الاستعمار والنهوض بالشعب الفلسطيني، يسعى مؤتمر جامعة هرتسليا إلى الزج بالفلسطينيين خاصة السياسيين والأكاديميين منهم بتطبيع العلاقة مع الاحتلال دون أي حديث عن مقاومة الاحتلال وآلية التحرر منه وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني. إن المساواة بين الجامعتين في هذه الحالة عمل غير مسؤول ومناف لمساعي الفلسطينيين من التحرر من الاستعمار".
ستبقى جامعة بيرزيت جامعة وطنية عصية على الاحتلال وعلى جميع محاولات الزج بها إلى مربع الهرولة للتطبيع ولن يكون للمطبعين في جامعتنا الوطنية. وتؤكد لجنة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل" في جامعة بيرزيت ونقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت على التزامها بمعايير المقاطعة الوطنية، وتدعو مسؤولي السلطة للإلتفاف حول مساعي الفلسطينيين في مقاومة الاستعمار، بدل اضعاف هذه الجهود. لجنة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل" في جامعة بيرزيت - نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت.
وطن للانباء