اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي الإعلام الغربي- في غالبيته- بالتواطؤ مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونقل الصورة التي أرادتها عن مسيرات العودة في قطاع غزة للعالموزعم المتحدث باسم الجيش "رونين منليس" في مقالة نشرها في صحيفة أمريكية أن "حماس أعدت خطتها للهجوم على الحدود تحت غطاء من المتظاهرين"، لافتًا إلى أن "الإعلام الغربي كان عبارة عن الجمهور".
وفي محاولة لاستمالة القارئ الأمريكي بصحيفة "وول ستريت جورنال"، ادعى "منليس" أن "حماس حركة إرهابية قتلت الكثيرين من جنسيات أجنبية مختلفة".ولفت إلى أن "جزءًا" من الإعلام العالمي ساعد حركة حماس على نشر ما أسماها بـ "الأكاذيب" حول ما يدور على الحدود.
ويتظاهر عشرات الآلاف في قطاع غزة منذ الثلاثين من مارس الماضي بشكل سلمي ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار.وأشار "منليس" إلى أن الكثيرين من الغربيين سقطوا في الفخ الذي أعدته حماس بإعلانها المتكرر أن المسيرات سلمية وشعبية وعفوية وأن الصورة كانت مغايرة، على حد زعمه.
وكان رئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار دعا أثناء لقاء مع الصحفيين الأجانب بغزة في 10 مايو الجاري الصحفيين إلى تغطية موضوعية لمجريات مسيرة العودة.
وقال السنوار: "نحن نثق أن كاميراتكم يمكن أن تنقذ حياة الآلاف، ولكيلا تتحول إلى مجازر؛ حيث أن ذلك سيمثل كابحًا كبيرًا لقوات الاحتلال عند استخدام القوة المفرطة الأيام المقبلة".
وحسب زعم "منليس" بمقالته فإن "حماس لا تسمح بمسيرات في القطاع على غرار الديمقراطيات الغربية وأن أي مسيرة يجب أن تكون بتوجيهات منها".واستدل على عدم سلمية المسيرات بزعم أن "حماس ترغب في تحويل التظاهرات لعملية اقتحام الحدود والسيطرة على البلدات الإسرائيلية".واستشهد الناطق بتصريحات سابقة للسنوار قال فيها إن: "الجماهير ستقتلع الحدود"، وأن "حماس ستقتلع قلوب الإسرائيليين من أجسادهم".
وكان السنوار قال في اللقاء سابق الذكر إن "السلك الفاصل مع الأراضي المحتلة ليس حدودًا معترفًا بها، بل وضعه الاحتلال لأغراض أمنية، ولكن الأهم هو هل هذه الجماهير السلمية ستشكل خطرًا على حياة آخرين".وأضاف السنوار متسائلًا: "ما المشكلة أن يقتحم الآلاف سلكًا ليس لحدود دولة لمسافة أو أخرى؟"، في وقت جدد فيه تأكيده على سلمية الحراك.
واختتم "منليس" مقالته أن "الجيش نجح في الاختبار ومنع تحقيق حركة حماس لرغبتها في تدمير الحدود واقتحام البلدات الإسرائيلية وأن أيًا من الإسرائيليين لم يصب بأذى وذلك بفعل يقظة وصرامة وقوة الجيش".
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين الماضي مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود غزة، استشهد فيها 65 فلسطينيا وأصيب 3244 آخرون بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وكان الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 70 للنكبة، ويحتجون على نقل السفارة الأمريكية لدى "إسرائيل" من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، الذي تم الاثنين الماضي.وعقب المجزرة الاثنين الماضي، تباينت رود فعل الصحف الأجنبية، إلا أن أغلبها تحدث عن مجزرة دامية وحمام دم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.