نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية، تقريرا تحدثت فيه عن الخطوة الجديدة التي سيتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد انسحابه من الاتفاق النووي في حربه ضد إيران، والتي تتمثل في تشكيل تحالفات اقتصادية لمواجهة طهران.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن "مخطط ترامب لاحتواء الخطر الشيعي لا يقتصر على الانسحاب من الاتفاق النووي فقط، بل على تشكيل تحالف دولي يهدف إلى إلحاق أضرار بالاقتصاد الإيراني".
ووفقا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، فإن "البيت الأبيض يعتزم تشكيل تحالف دولي للتصدي لجميع الأنشطة الإيرانية التي تشكل تهديدا مباشرا على العالم بأسره، على غرار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا الذي أنشئ سنة 2014 ويضم حاليا 75 دولة ومؤسسة".
وأفادت الصحيفة بأنه "من المقرر أن يكشف عن تفاصيل هذه الخطة في المؤتمر الصحفي الذي سيعقده وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يوم الاثنين القادم"، مشيرة إلى أن "نويرت تسعى إلى تسليط الضوء على مدى خطورة إيران وتبرير موقف رئيسها، حيث دعت الشركاء الأوروبيين إلى المشاركة في هذا التحالف وتفهم مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية".
وذكرت الصحيفة أنه "من المتوقع أن يكون التحالف اقتصاديا بالأساس، وهو يهدف إلى فرض مزيد من العقوبات ضد إيران من أجل إنهاك اقتصادها"، منوهة إلى أن "الولايات المتحدة ستتحجج بالعمليات العسكرية الإيرانية في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن، من أجل تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني".
وبينت الصحيفة أن "ترامب، يعتبر هذا القرار بمثابة انتصار سياسي له، مع العلم أن هذا القرار يتعارض مع سياسة سلفه باراك أوباما"، معتقدة أن "ترامب يسعى من خلال هذه الخطوة إلى التأكيد على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في حربها ضد أعدائها في المنطقة، كما يعد هذا القرار بمثابة تهديد لكوريا الشمالية في حال لم تلتزم بشروط واشنطن".
وأشارت الصحيفة إلى أن "انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي أثار موجة واسعة من الانتقادات، حيث لم يحظ هذا القرار بتأييد الدول الغربية المشاركة في الاتفاقية النووية 5+1، كما وجهت كل من فرنسا وبريطانيا العظمى وألمانيا والصين وروسيا نقدا لاذعا لترامب، وتسعى هذه الدول بكل ما في وسعها إلى الإبقاء على الاتفاق على الرغم من التهديدات التي وجهها ترامب للشركات الأوروبية".
ونوهت الصحيفة بأنه "سيكون من الصعب على الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي يضاهي قوة التحالف الدولي الذي أنشئ سنة 2014 ضد تنظيم الدولة، نظرا لأن قرار ترامب بالانسحاب قوبل بالرفض من قبل حلفائه الغربيين".
وتابعت: "من هذا المنطلق، يمكن الجزم بأن قرار ترامب أدى إلى عزل الولايات المتحدة، لذلك من المستبعد أن تنضم الدول الأوروبية والصين وموسكو لهذا التحالف"، مؤكدة أن "خطة ترامب الجديدة أصبحت في حربه ضد إيران؛ تواجه عائقا كبيرا".
وأقرت الصحيفة بأن "الدول الأوروبية تريد إنقاذ الاتفاق النووي وحماية المصالح الاقتصادية الأوروبية المرتبطة باستئناف التبادل التجاري مع إيران"، لافتا إلى إعلان رئيس المفوضية الأوروبية، بإمكانية تطبيق "قانون الحجب"، وهو تشريع يعمل على حماية مصالح الشركات الأوروبية في إيران، ويعد هذا الإقرار بمثابة التحدي للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الخطوة القادمة للولايات المتحدة الأمريكية من الصعب أن تحقق النتائج المرجوة، ويعزى ذلك لأن قرار ترامب الأخير أدى إلى عزل واشنطن عن العالم.