رام الله الإخباري
تبدي إسرائيل في الآونة الأخيرة المزيد من القلق عقب تنامي ظاهرة مقاطعتها في العديد من المجالات والقطاعات المختلفة، بالتزامن مع زيادة التوتر الأمني في الأراضي الفلسطينية.
فقد ذكرت القناة13 الإسرائيلية في خبر لها أن "الممثل المسرحي العالمي البرتغالي تايغو رودريغيز أعلن إلغاء مشاركته في مهرجان فني ستشهده إسرائيل الشهر القادم لأسباب سياسية، وهو ما يعتبر انتصارا لحركة المقاطعة العالمية بي دي أس، ودفع آيال شير مدير المهرجان للتعبير عن خيبة أمله من هذا القرار".
فيما أشار أمير بوغان موفد صحيفة يديعوت أحرونوت أن "مهرجان كان السينمائي في فرنسا شهد وقوف العشرات من الممثلين العالميين دقيقة صمت إحياء لذكرى القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي الاثنين الماضي".
وأضاف في تقريرله أن "إقامة الجناح الفلسطيني لأول مرة في المهرجان الأكبر على مستوى العالم، كان يفترض أن يكون حدثا فنيا بحتا لكنه تحول إلى فعالية سياسية للتضامن مع القتلى "الشهداء " الفلسطينيين في قطاع غزة، وقد وقف أعضاء لجنة التحكيم للأفلام السينمائية المشاركة في المهرجان دقيقة صمت عليهم، وعلى رأسهم الممثل بنسيو ديل تورو".
وأوضح أن هذه "الخطوة جاءت بمبادرة من المخرجة الفلسطينية-الأمريكية آن ماري جاسر التي طلبت من ديل تورو أن يأخذ دورا لإحياء هذه الفعالية، وشاركه أعضاء لجنة التحكيم بما فيهم الممثلة الفرنسية فرجينيا لدوين، ومدير مهرجان تولريد الأمريكي جولي هولتسينغر، والمخرج الروسي كانتمير بالغوف، كل ذلك تم تحت العلم الفلسطيني".
وقد شارك في الفعالية وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو والممثل الفلسطيني في إسرائيل محمد بكري، وعدد من منتجي الأفلام الفلسطينية والعربية.وقالت الصحيفة إن "جاسر معروف عنها، فضلا عن دورها الفني السينمائي، أنها من أكبر الداعمين لحركة المقاطعة، وذكرت أن ذنب هؤلاء الضحايا الذين قتلتهم إسرائيل أنهم طلبوا الاعتراف بحريتهم، واحترام إنسانيتهم، فيما طالب بسيسو بعدم اعتبار الضحايا الفلسطينيين كأرقام فقط، وإنما بشر لهم قصص وحكايات جديرة بالاستماع إليها، لأن الاحتلال الإسرائيلي يؤثر على مختلف تفاصيل حياة الفلسطينيين اليومية، ويضطر الأطفال الصغار للتنازل عن أحلامهم".
وأوضح أن "افتتاح الجناح الفلسطيني في مهرجان "كان" جاء تحت عنوان "النكبة 70"، حيث صعدت الفنانة منال عيسى على السجاد الأحمر في المهرجان تحمل يافطة مكتوب عليها "أوقوا القتل بغزة"، وهي خطوة إضافية في الحرب التي تواجهها إسرائيل على الساحة الفنية أمام نواظر كل العالم".
مراسل يديعوت أحرونوت، إيتمار آيخنر قال إن "إسرائيل تشعر بقلق كبير إزاء إعلان وزارة الخارجية في النرويج قرارا يرى أن مقاطعة إسرائيل ليست مخالفة للقانون، وهو ما ينطبق على مقاطعة البضائع والمنتجات التي يتم تصنيعها في المستوطنات الإسرائيلية، عقب مداولات قانونية وقضائية استمرت عاما ونصف".
وأضاف في تقرير له أن "وثيقة دبلوماسية للوزارة وقع عليها مساعد وزير الخارجية هالفورسون، أظهرت هذا القرار الذي جاء ردا على طلب لمحافظ إقليم ترومس، ومن المتوقع في أعقاب القرار أن تصدر خطوات مشابهة لبلدات ومدن نرويجية أخرى، في حين أن اتحاد المهنيين في النرويج أصدر قرارا حادا بمقاطعة شاملة على إسرائيل، وزاد ذلك في أعقاب المواجهات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حدود غزة".
وختم بالقول إن "قرارات المقاطعة الأخيرة في النرويج تأتي عقب قيام إدارة جامعة تروندهايم النرويجية في 2009 بفرض مقاطعة أكاديمية على إسرائيل، وبعدها في عام 2010 أعلن رئيس جامعة بيرغن عن نيته فرض ذات المقاطعة الأكاديمية على إسرائيل، بسبب إدارة نظام الأبارتهايد لإسرائيل ضد الفلسطينيين".
الباحثة بمعهد أبحاث الأمن القومي ميخال رودشيتسكي ذكرت أن "أسبوع الأبارتهايد الإسرائيلي الذي تشهده عدد من دول العالم ما زال مصدر قلق لإسرائيل، منذ بدأ قبل 14 عاما، نظرا لما يمثله من بواعث جزع للجاليات اليهودية حول العالم، حيث إنه يتركز في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وجنوب أفريقيا، وكندا".
وأضافت في دراسة لها أن "هدف هذه الفعاليات السنوية هو عزل إسرائيل في الساحة الدولية، ما يتطلب منها ومن أصدقائها بذل المزيد من الجهود لمواجهتها، خاصة أنها تهدف بالأساس إلى نزع الشرعية عن إسرائيل".
وأوضحت أن "أسبوع الأبارتهايد الأخير شهد فعاليات إضافية من قبيل إطلاق شعارات "الصهيونية هي العنصرية، مستوطن واحد يساوي طلقة واحدة، الجدار الفاصل، إسرائيل كولونيالية"، وتم بث مقاطع درامية تظهر تأثير الجدار الفاصل والحواجز المنتشرة في الضفة الغربية على حياة الفلسطينيين.
عربي 21