قال القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم الموسوي اليوم الأربعاء إن شرعنة التفاوض مع أمريكا كانت من أكبر خسائر الاتفاق النووي.
وأعرب اللواء الموسوي في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" الإيرانية اليوم عن ارتياحه لانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، قائلاً "أشكر الله لأن أمريكا انسحبت من الاتفاق النووي، هذه هي طبيعة نظام الهيمنة والنظرة الخاصة التي يملكونها تجاهنا".وأضاف أن "شرعنة التفاوض مع أمريكا كانت من أكبر خسائر الاتفاق النووي، وأن أكبر منافعه هو اثبات عدم التزام الامريكيين بتعهداتهم".
من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني اليوم الأربعاء أن إيران سترد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي وتجعلها تندم على هذا القرار المتهور.
وقال لاريجاني في كلمة القاها صباح اليوم الأربعاء في جلسة مجلس الشورى الإيراني حول قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي: إن "الجميع سمع ليلة أمس ما تفوه به ترمب من تصريحات سخيفة وأنه منذ أكثر من عام يقدم مسرحية دبلوماسية".
وأضاف أن "ترمب أعلن تارة أمام زعماء العالم في الأمم المتحدة أنه ينوي القضاء على الشعب الكوري واستهزأ مرارا بالرئيس الكوري الشمالي ويعود وينسى ما قاله ويصفه تارة أخرى بأنه شخص محترم معلنا استعداده لإجراء الحوار معه".
وتابع "ترمب هدد الاتحاد الاوروبي بشأن تعريفة السلع إلا أنه عاد وأعلن أنه لن ينفذ تلك التهديدات تجاه حلفائه كما أنه أعلن قراره القاضي بالخروج من سوريا على وجه السرعة غير أن أمريكا وبعد مضي يومين من هذه التصريحات قصفت أهدافا في سوريا".
وأشار لاريجاني إلى تصريح الرئيس الامريكي بأن "الجميع يعلم بانه ينفذ ما يقوله"، قائلا: "ترمب يتصور أن تاريخ الشعوب يعاني مثله من النسيان فيما إن هذه الأحداث كلها تشير إلى أن الشعب الامريكي يعاني من رئيس مصاب بالنرجسية والتخبط السياسي".
وأضاف متسائلا: "أليست هذه الممارسات عار على دولة تدعي زعامة العالم في حين أن حلفائه يحاولون منعه من الاستمرار في هذه الممارسات الحمقاء".
وتابع المسؤول الإيراني الكبير "يبدو أن ترمب يفتقد الى الكفاءة العقلانية لحل القضايا، وان لغة القوة أكثر ملائمة في التعامل مع هذا الشخص، ليدرك نتائج ممارساته المغرورة، واذا ملئت اوروبا والدول المهمة مثل روسيا الصين هذا الفراغ الدولي، فإننا سنشاهد طريقة لمواصلة المسار (الاتفاق النووي)، وفي غير تلك الحالة فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية ستعيده (ترامب) إلى رشده من خلال انشطتها النووية".
وشدد "على الآخرين أن يدركوا أنه في ظل هذه الظروف فإن إيران ليست لديها اي تعهدات كما في السابق فيما يخص القضية النووية، ومن الضروري أن تبقى منظمة الطاقة الذرية على جاهزية تامة لاستئناف جميع أبعاد الانشطة النووية، وبعد نتائج مفاوضات وزارة الخارجية مع الأطراف الأوروبية سنتخذ اجراءاتنا وفق قانون المعاملة بالمثل".
من جانبه، قال القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري إنه "كان واضحاً تماماً بأن الامريكيين ليسوا موضع ثقة وتم مرة اخرى اثبات ان امريكا لا يمكن الوثوق بها في التفاوض والتعامل".
ونقل عن اللواء جعفري صباح اليوم الأربعاء "انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي ليس حدثاً جديداً ولن يكون مؤثرا ومصيرياً في أي من المجالات، إنه كان واضحاً تماماً بأن الامريكيين ليسوا موضع ثقة وتم مرة أخرى إثبات أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها في التفاوض والتعامل".
وأضاف أن "تقدم البلاد حدث في ظل العقوبات ونحن جربنا الانتاج وتعزيز القوة في هكذا أوضاع ونعرفها جيداً، والشعب الايراني شعب اقوى وأكبر من ان يتأثر ويخشى تهديدات وعقوبات الامريكيين وحلفائهم".
وأشار القائد العام لحرس الثورة إلى أن انسحاب امريكا من الاتفاق النووي أثبت أن قضية التخصيب النووي في إيران كانت ذريعة، قائلاً إن "انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي أثبت بأن القضية الرئيسية هي القدرة الدفاعية والصاروخية وتأثير الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة".
وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية اليوم وقفت في وجه غطرسة الأعداء والجماعات الارهابية في المنطقة وأن مقاومتنا هذه تزعجهم وتؤدي إلى تقدم واقتدار إيران".