النظام السوري يقتحم مخيم اليرموك جنوب دمشق

النظام السوري في مخيم اليرموك

اندلع مواجهات بين الوحدات الكردية والفصيل العربي الفاعل في ريف دير الزور، شرقي نهر الفرات، قوات "النخبة"، ما قد يقلب المعادلة ويخلط الأوراق في منطقة لا وجود كرديًا فيها ديمغرافيًا، في ظل الدعم الأميركي الواضح للوحدات الكردية. فيما يواصل النظام التقدم في الجنوب الدمشقي بالتزامن مع عمليات تهجير واسعة.

وهاجمت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي، فجر الجمعة الماضي، مواقع لقوات "النخبة" التابعة لـ"تيار الغد السوري" برئاسة رئيس الائتلاف الوطني الأسبق، أحمد الجربا، والمتمركزة في قرية أم الحمام في ريف دير الزور شرقي سورية.

وقال المتحدث باسم قوات النخبة، محمد خالد الشاكر، إن "العملية جاءت في سياق الضغط المستمر على قوات النخبة"، مشيرًا إلى أن "الضغط بدأ بإجبار النخبة على الانسحاب من المراحل الأخيرة من معركة الرقة في العام الماضي". وأوضح أن "التيار يحاول حقن الدماء بين العرب والأكراد في سورية.

كذلك أوضح المتحدث أن "قوات النخبة هي الفصيل العربي الوحيد الذي لا ينضوي تحت قيادة قوات سورية الديمقراطية"، مشيرًا في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "سورية الديمقراطية تطالب قوات النخبة بتسليم السلاح الثقيل". واعتبر أن "هذا مستحيل، فنحن موجودون على أرضنا".

وأشار الشاكر إلى أن "عناصر سورية الديمقراطية يحاولون الاستقواء بالجانب الأميركي"، مضيفًا أنهم "هدّدوا بإعطاء مواقع منازل مقاتلي النخبة إلى قوات التحالف الدولي على أنها منازل لأعضاء في تنظيم "داعش" الإرهابي، من أجل قصفها".

وأشار إلى أن "الحادثة رسالة لكل المعنيين بالشأن السوري أن المنطقة الشرقية على شفير هاوية"، محذّرًا "من حرب بين العرب والأكراد"، مؤكدًا أن "تياره يؤمن بوحدة سورية أرضًا وشعبًا". وأوضح أن "ريف دير الزور عربي خالص، وأن استفزاز أهل الأرض له تداعيات خطيرة".

وحمّل "المجلس العربي في الجزيرة والفرات" قوات سورية الديمقراطية: "مسؤولية هذا العمل الخطير، الذي يهدد بفتنة عربية كردية، وينذر بمزيد من إراقة الدم السوري، ويترك منطقة الجزيرة والفرات مفتوحة على جميع الاحتمالات". وطالب القوى الفاعلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا، أن "تأخذ على عاتقها إيقاف خطورة ما يجري في منطقة لا يوجد فيها سوى العنصر العربي".

وكانت قد وصلت حافلات الدفعة الثانية من مهجري بلدات جنوب دمشق إلى مدينة الباب شمال حلب التي كانت غادرت الجمعة وعلى متنها 618 شخصاً، من مقاتلي الجيش الحر وعائلاتهم. وكانت قد سبقتها الدفعة الأولى التي ضمت 32 حافلة حملت 1643 شخصاً، إذ تشير التقديرات إلى أن 17 ألف شخص قد يخرجون من تلك المناطق بموجب الاتفاق الذي جرى بين ممثليها ومندوبي النظام وروسيا.

وفي الإطار نفسه، تواصلت التحضيرات لتهجير أعداد من المدنيين والعسكريين من مناطقريف حمص الشمالي، مع إتمام الفصائل تسليم سلاحها الثقيل والمتوسط لقوات النظام بموجب الاتفاق الذي جرى بين ممثلي المنطقة وكل من روسيا والنظام.

وقال الناشط الإعلامي خضر العبيد لـصحيفة العربي الجديد القطرية  إن "عملية خروج المهجرين إلى الشمال السوري تأجلت إلى يوم غد الإثنين"، مشيراً إلى أن "أول الخارجين ستكون عناصر هيئة تحرير الشام والفيلق الرابع"، بينما أعلنت بعض الفصائل مثل "حركة تحرير الوطن" رفضها لعملية التهجير. كذلك ظهر قائد "جيش التوحيد" منهل الصلوح، ومقاتلوه من تلبيسة، في تسجيل مصور، قال فيه إنه "باقٍ في المنطقة".