نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مصادر استخباراتية غربية وشرق أوسطية قولها، إن اغتيال الناشط الحمساوي في ماليزيا، كان جزءا من حملة واسعة لرئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، ضد محاولات حماس لإرسال العلماء والمهندسين إلى الخارج، لاكتساب المعرفة في إعداد الأسلحة، ونقلها إلى قطاع غزة".
وأوضحت تلك المصادر أن فادي البطش الذي أغتيل في كوالالمبور السبت، أبرم صفقات أسلحة عديدة، في مجالات الصواريخ والطائرات بدون طيار، مع كوريا الشمالية.
وأكدت المصادر، على اهتمام الموساد بتقدم حماس في تطوير الطائرات بدون طيار والسفن البحرية. وقالت مصادر فلسطينية إن البطش كان يستعد لمغادرة كوالالمبور إلى اسطنبول، للمشاركة في مؤتمر علمي، إلا أن التقرير يفيد بأنه كان ينوي مقابلة القيادي في حماس المقيم في تركيا، ماهر صلاح.
وبحسب التقرير الذي أعده الصحافي العسكري الإسرائيلي رونين بيرغمان، فإن البطش كان يلعب دور الوسيط بين حماس وكوريا الشمالية. وشيع جثمان العالم الفلسطيني في مجال الطاقة فادي البطش، الأربعاء، في شوارع العاصمة الماليزية، وهتف المشيعون "الله أكبر" متهمين اسرائيل بقتله.
ومن المقرر نقل جثمان البطش جوا إلى مصر، وبعد ذلك إلى قطاع غزة عبر معبر رفح لدفنه هناك.وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أعلنت السبت اغتيال أحد ناشطيها في كوالالمبور، بينما اتهمت عائلته جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد بقتله.
وأعلنت السلطات الماليزية أن البطش (35 عاما)، قتل برصاص شخصين يشتبه بارتباطهما بوكالة استخبارات أجنبية، أطلقا النار عليه خلال توجهه لأداء صلاة الفجر.
وشارك مئات المشيعين في الجنازة، التي عبرت شوارع العاصمة الماليزية، وغطي الجثمان الذي كان ينقل على عربة بالعلم الفلسطيني، وحمل المشيعون لافتات عليها صورة البطش.
ونقل الجثمان إلى المسجد، حيث أديت صلاة الجنازة بمشاركة 500 شخص.وفي وقت سابق الأربعاء، قالت الشرطة الماليزية، إنها تعتقد أن المسلحين اللذين يشتبه بتنفيذهما الهجوم، لا يزالان في البلاد، ونشرت صورة لأحدهما. ويعتقد أن الرجلين دخلا ماليزيا في كانون الثاني / يناير، ولا تزال جنسيتهما مجهولة.
وعثر على الدراجة النارية التي استخدمت في الهجوم الثلاثاء، في منطقة غير بعيدة عن موقع اغتيال البطش، وتمكنت الشرطة من رصد أحد المسلحين، لافتة إلى أن شعره أسود، ويضع نظارتين وله لحية صغيرة.
ويعتقد أن الموساد نفذ عمليات اغتيال بحق مسؤولين وعلماء فلسطينيين أو مرتبطين بحماس في الماضي، إلا أن جهاز الاستخبارات نادرا ما يؤكد وقوفه وراء عمليات من هذا النوع.
واتهمت حماس الموساد باغتيال أحد خبرائها في الطائرات المسيرة، محمد الزواري في تونس عام 2016، فيما يعتقد أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، دبّر عملية قتل المسؤول الرفيع في حماس، محمد المبحوح في أحد فنادق دبي عام 2010.