رام الله الإخباري
عكس قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لقاعدة الـ "تيفور" الجوية بسورية، بحسب ما أعلنت روسيا، التوجه العام للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية نحو التصعيد باستهداف منشآت النظام السوري في محاولة للقضاء على الوجود الإيراني بسورية وتدمير المنشآت العسكرية الإيرانية.
القاعدة العسكرية التي تم قصفها، تستخدم من قبل طهران، حسب تقديرات أمنية إسرائيلية، لتخزين وصنع الأسلحة التي يتم توزيعها على قوات النظام السوري ومستودعات حزب الله في سورية ولبنان.ويعتقد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن المستويات الأمنية الإسرائيلية العليا، تدفع نحو اعتماد سياسة هجومية ضد النفوذ والتواجد الإيراني بسورية.
وقد تم مؤخرا استعراض هذا الموقف الثابت، الذي تشارك فيه جميع الفروع الأمنية، على المستوى السياسي الإسرائيلي، أوضح وزير الأمن ورئيس هيئة أركان الجيش أن تعميق الوجود العسكري الإيراني في بسورية سيعتبر خطا أحمر، وعليه أتت عملية قصف قاعدة "تيفور".
ولطالما اعتمدت إسرائيل على التصريحات فقط بكل ما يتعلق بالوجود الإيراني بسورية وحاولت التدخل لدى روسيا لضمان تقليل نفوذ طهران، بيد أنه، حسب هرئيل، انتقلت تل أبيب من الأقوال إلى الأفعال، عبر وضع إستراتيجية، يدعمها المستوى الأعلى بالمؤسسة العسكرية.
وتعتمد الخطة على نهج عدواني تجاه الوجود الإيراني، وهو مصمم على إيقاف والحد من نفوذ المؤسسة الإيرانية في سورية، حيث تم مؤخرا عرض هذا الموقف الثابت للفروع الأمنية والعسكرية، على المستوى السياسي الإسرائيلي.
ينسجم هذا الموقف والإستراتيجية الجديدة للأجهزة الأمنية، مع ما صرحت به القيادة الأمنية الإسرائيلية، إذ أوضح وزير الأمن أفيغدور ليبرمان ورئيس هيئة أركان الجيش غادي آيزنكوت، في الأشهر الأخيرة أن تعميق الوجود العسكري الإيراني في سورية سيعتبر خطاً أحمر وأن إسرائيل ستعمل على حماية مصالحها الأمنية.
في ظل التحركات الإقليمية والتطورات الميدانية وتطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإخراج جيشه من سورية، وهو الموقف الذي تعارضه تل أبيب، وإلى جانب مسألة السلاح لسورية وحزب الله، فإن إسرائيل أضافت خطًا أحمر آخر، خلال العام الماضي، يتعلق بـ "إحباط الاستقرار العسكري الإيراني في سورية".
وأشار المحلل العسكري إلى أن الغارة في سورية جاءت في موازاة غارة إسرائيلية أخرى في قطاع غزة.ورأى أن "إسرائيل لم تعد مشاهِدة تجلس جانبا، وإنما تأخذ على عاتقها جزءا فعالا من الأحداث الجارية في المنطقة".
وأضاف أن "إسرائيل قصفت القاعدة العسكرية تي فور نفسها مرتين، في آذار/ مارس 2017 وشباط/ فبراير الماضي، وأعلنت مسؤوليتها عن الغارتين، وكانت الأخيرة في أعقاب دخول طائرة مسيرة إيرانية إلى الأجواء الإسرائيلية قبل إسقاطها".
في الأسبوع الماضي، يشير هرئيل التقى رؤساء روسيا وإيران وتركيا في أنقرة لمناقشة الوضع في سورية، حيث أثار المؤتمر قلقا كبيرا في إسرائيل.وتابع: "الانطباع هو أن روسيا الآن تعطي إيران الدعم و"الريح الخلفية" لمواصلة نشاطها العسكري في سورية، حتى لو كان هذا يعني زيادة الاحتكاك على الحدود مع إسرائيل".
حسب المحلل العسكري، فإن تعداد القوات العسكرية الإيرانية في سورية بهذه الفترة أقل قليلا من 20000، وفي السنوات الأخيرة لم يكن هناك تغيير كبير في عددهم.
ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن حوالي 2000 من المستشارين والمقاتلين الإيرانيين يتمركزون في سورية، ونحو 7500 عنصر من حزب الله وحوالي 9000 عنصر مليشيات من العراق وأفغانستان وباكستان.
في مقابلة مع "هآرتس في عيد "الفصح العبري"، قال آيزنكوت إن "الوضع النهائي المرغوب هو انسحاب جميع القوات الإيرانية الشيعية من سورية، بما في ذلك حزب الله والميليشيات". وأوضح رئيس الأركان أن إسرائيل أقامت شريطاً على طول الحدود السورية، وهو ما لن يسمح بنشر القوات الموالية للنظام في طهران، لكنه امتنع عن تحديد نفس الخط الجغرافي.
ومع ذلك، يقول هرئيل فإن "الجهود الإيرانية لترسيخ وتعزيز وجودها في سورية لا تقتصر على الأرض واليابسة، ولكن أيضا إلى تعميق القدرات الجوية لقوات النظام".
ولفت المحلل العسكري إلى أن قاعدة "تيفور" لسلاح الجو السوري، التي تعرضت للهجوم يوم أمس الإثنين، تم استخدامها من قبل عناصر طهران لتشغيل الطائرات بدون طيار الإيرانية التي اخترقت أجواء البلاد، وليس بعيدا عنها تتواجد قاعدة جوية أخرى تقع في مكان قريب تخدم إيران وحلفائها، وهو مطار الشعيرات الجوي.
عرب 48