المطران حنا: قيل لنا بأن توقعوا بأن يخرج إعلان عطلة لعيد الفصح يوم غدٍ

المطران حنا: قيل لنا بأن توقعوا بأن يخرج إعلان عطلة لعيد الفصح يوم غدٍ

رام الله الإخباري

قال المطران عطا الله حنا، رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم السبت، لدى استقباله عدداً من ممثلي وسائل الإعلام العربية: نوجه التحية لشعبنا الفلسطيني هذا الشعب المناضل والمقاوم من أجل الحرية، كما نستذكر شهداءنا الأبرار، وخاصة أولئك الذين ارتقوا يوم أمس في غزة، مؤكدين كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين، بأننا سنبقى ندافع عن عدالة قضيتنا، كما وسنبقى ندافع عن القدس، حاضنة أهم مقدساتنا وعاصمتنا الروحية والوطنية.

وأضاف المطران حنا: من رحاب مدينة القدس نوجه التهنئة لابنائنا الذين يحتفلون يوم غد بعيد القيامة المجيد، وهم يستعدون للاحتفال اليوم بسبت النور، واستقبال النور المقدس، الذي سينتقل من مدينة القدس إلى كافة كنائسنا في هذه الأرض المقدسة، كما أن هذا النور المقدس، سينقل إلى مختلف العواصم العالمية كبركة من القبر المقدس في هذا اليوم المجيد.

وأوضح حنا، أنه قد وصلت إلى مدينة القدس وفود أرثوذكسية من كافة الكنائس الأرثوذكسية في عالمنا، حيث سينقل النور المقدس بالطائرات مباشرة بعد الانتهاء من الاحتفال بسبت النور في كنيسة القيامة.

وتابع: لقد قمنا خلال الأيام الماضية بسلسلة اتصالات مع الجهات الفلسطينية الرسمية حول مسألة اعتبار عيد الفصح المجيد عيداً رسمياً وعطلة رسمية في فلسطين، وقيل لنا بأن توقعوا أن يخرج إعلان فلسطيني حول هذا الموضوع خلال الساعات المقبلة، وقد انتظرنا ساعات وأياماً، ولم يصدر أي بيان أو توضيح عن هذا الأمر، مما يجعلنا نعرب عن استيائنا واستنكارنا لهذا التجاهل ولهذا التهميش لأهم الأعياد المسيحية، وأعود وأكرر مطالبتي مجدداً بضرورة تصويب ومعالجة هذا الخطأ غير المقبول وغير المبرر على الإطلاق.

وقال المطران حنا: يجب أن نقول لمن لا يعرفون بأن عيد القيامة يعتبر من أهم الأعياد المسيحية، فهو أهم من أية مناسبة دينية مسيحية أخرى، إنه أعظم عيد ومناسبة روحية، يحتفي بها المسيحيون في مشارق الأرض ومغاربها.

وأضاف: الحدث الذي نُعد له أعني بذلك القيامة، قد تم هذا في مدينة القدس، فالقيامة لم تحصل لا في روما ولا في القسطنطينية ولا في أي مكان آخر في هذا العالم، بل تمت في فلسطين، وتحديداً في مدينة القدس التي نعتبرها عاصمة فلسطين وكنيسة القيامة والقبر المقدس، إنما هما خير شاهد على هذا الحدث العظيم الذي نعد له يوم غد، والذي نسميه في قاموسنا الكنسي عيد الأعياد وموسم المواسم.

واعتبر أنه ليس من المقبول ألا يكون عيد القيامة عيداً رسمياً في فلسطين، وهو من أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق، وهو عيد مقدسي بامتياز، حيث يُحتفى بهذا العيد بشكل خاص في مدينة القدس وفي كنيسة القيامة تحديداً، ويأتي الحجاج والزوار من كل حدب وصوب للاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة.

وذكر حنا: نستعد لهذا العيد بالصوم والدعاء والتوبة، وأن هذا العيد إنما يُعتبر العيد الأول في المسيحية، وهذا أمر متفق عليه في كافة الكنائس، فمسألة القيامة في العقيدة المسيحية ليست مسألة هامشية، بل هي عقيدة وإيمان، وبالتالي فإننا نطالب الحكومة الفلسطينية، بأن تقوم بتصويب هذا الخطأ، الذي نتمنى ألا يكون مقصوداً والإعلان عن عيد الفصح المجيد عيداً رسمياً في فلسطين.

وأشار إلى أن إعلان من هذا النوع إنما يعتبر رسالة إلى مسيحيي الأرض المقدسة بأنكم لستم أقلية في وطنكم، وإن كانت نسبتكم هي 1% كما أنها رسالة إلى كافة الكنائس المسيحية في العالم، وإلى كافة شعوب الأرض بأن القدس هي عاصمة فلسطين والأعياد المرتبطة بالقدس إنما هي أعياد وطنية بامتياز، وتعتبر أعياداً رسمية في دولة فلسطين.

ووجه المطران حديثه قائلًا: إنني أناشد الحكومة الفلسطينية باتخاذ قرار سريع حول هذا الموضوع، وتصويب هذا الخطأ الفادح بحق المسيحيين مستقبلاً، فنحن لا يمكننا أن نقبل بتهميش أعيادنا ومناسباتنا الدينية، وأقول مجدداً بأن عيد القيامة هو من أهم أعيادنا ومناسباتنا الدينية.

وذكر المطران، أقول للمسيحيين الفلسطينيين الغاضبين والمستائين من عدم إدراج عيد القيامة عيداً وعطلة رسمية في فلسطين بأن حافظوا على انتمائكم الإيماني وعلى انتمائكم الوطني، ونؤكد لكم بأننا لن نسمح بأن تقوم أية جهة بتهميشنا وتهميش أعيادنا ومناسباتنا الوطنية.

وبيّن أن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا أقلية في وطنهم، كما أنهم ليسوا جالية أو ضيوفاً عند أحد، نحن ننتمي إلى أعرق كنيسة موجودة في العالم وكنيسة القيامة في القدس تعتبر القبلة الأولى والوحيدة للمسيحيين في كل مكان.

وختم المطران حديثه قائلًا: إن عيد القيامة هو عيد مرتبط بالقدس لأن هذا الحدث العظيم تم في هذه المدينة المقدسة، ونطالب الحكومة الفلسطينية باحترام هذا العيد وهذه المناسبة الدينية العظيمة والإعلان عنها وبأسرع ما يمكن أنها عيداً رسمياً في فلسطين، وذلك ليس احتراماً فقط للمسيحيين الفلسطينيين، وإنما أيضاً احتراماً لتاريخ وهوية وتراث مدينة القدس والتي تحتضنها.


 

دنيا الوطن