رام الله الإخباري
يجري في قطاع غزة منذ الأحد الماضي استعدادات شبابية وشعبية للموجة الثانية من فعاليات مسيرة العودة الكبرى قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة يوم الجمعة المقبل، إلا أنها تختلف عن سابقتها من حيث التجهيز والاستعداد، وبرزت إطارات السيارات التالفة "الكوشوك" كأحد الأساليب المزمع تكثيف استخدامها.
الشبان المشاركون سلميًا في مسيرة العودة الجمعة الماضية تعرضوا لقنص متعمد ومباشر من قوات الاحتلال، ما أدى لاستشهاد 19 وإصابة المئات؛ ما دفعهم للبحث عن أدوات تعيق جنود الاحتلال عن استهدافهم.
وانطلقت الجمعة الماضية فعاليات مسيرة العودة الكبرى-التي تشكل حدثًا فارقًا في التاريخ الفلسطيني المعاصر-والمقرر تواصلها لحين اجتياز السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة وتحقيق العودة في 15 مايو المقبل.
إشعال الإطارات التالفة، هذا ما اهتدى إليه الشبان بعد مداولات واستحضار مراحل تاريخية مهمة للنضال الفلسطيني، أبرزها الانتفاضة الأولى عام 1987، التي استخدمت فيها الكوشوك بشكل مكثف لذات الهدف.
وتماشيًا مع ما اهتدوا إليه، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اسم #جمعة_الكوشوك على الجمعة المقبلة، في إطار سعيهم لإشعال عدد كبير منها لحجب الرؤية وحماية المتظاهرين السلميين الساعين للعودة إلى ديارهم التي هجروا منها قبل 70 عامًا.
وتفاعل المواطنون مع الهاشتاق ميدانيًا، عبر جمع مئات الكوشوك التالف من محال الإطارات المنتشرة في القطاع، كما جمع نشطاء مساهمات نقدية لشراء الكوشوك حال استعصى عليهم توفيره مجانًا.
ونقلت وكالة صفا عن مراسلها بغزة بأن الشبان بعد تجميعهم الكوشوك رحلوه للمناطق الشرقية من خيام العودة في المناطق الخمس في القطاع، لإشعالها يوم الجمعة قرب السياج الفاصل.
ويلفت إلى أن الإطارات المشتعلة ذات الدخان الأسود الكثيف ليست الطريقة الوحيدة، فالشبان جهزوا مرايا لعكس أشعة الشمس، وأضواء ليزر لإعاقة وتشتيت نظر جنود الاحتلال.
ووثقت عدد من الكاميرات المتواجدة مع نشطاء مواقع التواصل في المناطق الشرقية للقطاع مشاهد إعدام قوات الاحتلال للمشاركين سلميًا، فقد أظهرت عشرات المقاطع استهداف شبان يبعدون عن الجنود مئات الأمتار ولا يشكلون أدنى تهديد.
ومن بين هذه المشاهد، إعدام الشاب عبد الفتاح عبد النبي (18عامًا) شرقي بلدة جباليا شمال قطاع غزة، الذي حاول إحضار كوشوك لإشعاله لحجب الرؤية إلا أن قوات الاحتلال عاجلته برصاصة قاتلة.
وفي الإطار، تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية أن جيش الاحتلال تعمد قتل أو إحداث إعاقة كبيرة في صفوف المتظاهرين السلميين الذين استهدفهم بالرصاص الحي في قطاع غزة خلال الأيام الأولى من مسيرة العودة الكبرى.
وتشدد الوزارة في مؤتمر صحفي عقدته الاثنين الماضي على أن الاحتلال تعمد قتل عدد كبير من المتظاهرين وإحداث أكبر إصابات غائرة في صفوفهم.
وكالة صفا