دشنت بلدية نابلس وسلطة المياه الثلاثاء المشروع الاستراتيجي "شريان الحياة"، الهادف لزيادة كميات المياه ومواجهة أزمة المياه التي تعاني منها المدينة في فصل الصيف.
وشارك بتدشين المشروع رئيس سلطة المياه مازن غنيم، ورئيس بلدية نابلس عدلي يعيش ومحافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب وممثلون عن المؤسسات والفعاليات الرسمية والشعبية.وتحدث يعيش خلال حفل التدشين الذي أقيم بمنطقة المساكن الشعبية شرقي المدينة، مبينا أسباب أزمة المياه في المدينة، وأهمها عراقيل الاحتلال، وكذلك الزيادة في أعداد السكان، والتوسع العمراني.
وأشار إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لبلدية نابلس بتوفير مصادر جديدة للمياه، بسبب أزمة المياه التي عانت منها المدينة في الصيف الماضي.
وبين أنه كانت هناك كميات مياه متوفرة في سهل سميط بالفارعة، لكن نقلها يحتاج إلى خط ناقل بقطر 20 إنشًا، في حين أن قُطر الخط الناقل من محطة ضخ الباذان يبلغ 12 إنشا فقط، ويتطلب تغييره تكلفة تقديرية تصل إلى 12 مليون شيكل.
وأشار إلى أن سلطة المياه قدمت الدعم لهذا المشروع من خلال تزويد البلدية بنحو 3000 متر من الأنابيب، كما حصلت البلدية على دعم بقيمة نصف مليون دولار من صندوق البلديات، مبينا أن المشروع سيخدم المدينة وكافة القرى والمخيمات بالمنطقة الشرقية.
بدوره، بارك المحافظ الرجوب هذا المشروع الهام والحيوي، وأشاد بكل الجهود التي بذلت لإطلاقه، وشكر كل الجهات التي قدمت الدعم للبدء بتنفيذه، متمنيا أن يتم إنجاز المشروع بالوقت المناسب لكي يرى النور قريبا.
من ناحيته، وصف غنيم هذا المشروع بالوطني لأن خدمة المياه هي التحدي الأول للشعب الفلسطيني، وتوفير المياه الصالحة للشرب هي على رأس أولويات سلطة المياه.
وقال إن أزمة المياه التي تعاني منها نابلس هي نموذج لأزمة المياه التي يعاني منها الوطن، ومن هنا قدمت سلطة المياه دعما مباشرا لهذا المشروع بتوفير كل ما يمكنها تقديمه، وهي تولي أهمية خاصة لإنجازه بالفترة المحددة.
وأوضح غنيم أن ايصال المياه الصالحة والآمنة لكل بيت فلسطيني كان بمثابة حلم، لكنه بدأ يتحقق من خلال مجموعة من المشاريع الاستراتيجية لسلطة المياه، والتي كان لها انعكاس مباشر على حياة المواطنين.
وأشاد بالتعاون في إنجاز هذا المشروع، معتبرا أنه نموذج للتعاون ما بين سلطة المياه وبلدية نابلس وصندوق البلديات، وبارك لمدينة نابلس والقرى المستفيدة من المشروع.
وتطرق إلى الواقع المأساوي للمياه في غزة، حيث تبلغ نسبة المياه الجوفية غير الصالحة للشرب الى 97%، وكان هناك تقارير تحذر من أن غزة لن تكون مكانا قابلا للحياة بعد عام 2020.
وأكد أن سلطة المياه لم تتوقف عن العمل في غزة طوال الفترة الماضية، واستثمرت 1.5 مليار دولار في قطاع المياه بغزة، منها 565 مليون دولار لمحطة التحلية، من أجل تعزيز صمود المواطنين، وتمكنت من تجاوز الكارثة البيئية.
بدوره، تحدث نائب مدير دائرة المياه في بلدية نابلس المهندس عدنان العامودي عن واقع المياه في المدينة، والأسباب التي دفعت البلدية لتنفيذ هذا المشروع.
وبين أن المدينة تحصل على المياه من خمسة آبار رئيسية، وخمسة ينابيع، والتي تزود المدينة بنحو 31 ألف متر مكعب يوميا، بينما تبلغ الحاجة اليومية للمدينة 45 ألف متر مكعب.
وبين أن أزمة المياه دفعت البلدية للبحث عن مصادر إضافية للمياه، وتم شراء 300 متر مكعب بالساعة من آبار سهل سميط، ونقلها من الباذان الى نابلس.وأضاف أن البلدية واجهت مشكلة في نقل المياه من الباذان، تتمثل في أن الخط الناقل قديم يعود لعام 1973، وهو غير كاف لنقل الكميات الإضافية.وأوضح أن الخط الجديد قطره 20 إنشا، ويستطيع نقل 1000 متر مكعب بالساعة، وهذا ما يكفي لتغطية احتياجات مدينة نابلس لفترة تتراوح ما بين 10-15 عاما.