مسن في مسيرات العودة: سأموت مرتاحا لأنني ورثت أمل التحرير لدى أولادي وأحفادي

مسن في مسيرات العودة: سأموت مرتاحا لأنني ورثت أمل التحرير لدى أولادي وأحفادي

رام الله الإخباري

شكلت مسيرات العودة التي انطلقت الجمعة من كافة أرجاء قطاع غزة صوب الحدود العازلة، علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، ونقطة تحول مفصلية نحو انتزاع الحقوق الفلسطينية من الاحتلال، بحسب محللين.

فإلى جانب الرسائل المختلفة التي بثها المشاركون لأطراف عديدة في مقدمتهم أمريكا وإسرائيل معلنين فيها سقوط ما يسمى بصفقة القرن؛ كان لافتا الطابع العائلي والأسرى للمشاركين في المسيرات، وظهر واضحا أن عائلات بأكملها كانت في مقدمة المشاركين، إذ عمد الآباء والأجداد لاصطحاب أبنائهم وأحفادهم، وسجل مشاركة أطفال لم تتجاوز أعمارهم بضعة أسابيع، الأمر الذي اعتبر ترسيخا للحقوق الفلسطينية، وتثبيتا لمبدأ حق العودة لدى الأجيال القادمة.

وكانت فعاليات مسيرات العودة انطلقت الجمعة، بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، بمشاركة الآلاف من الفلسطينيين الذين نصبوا الخيام قرب المنطقة العازلة شرق قطاع غزة، في فعاليات تستمر حتى 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.

واستشهد 16 فلسطينيا وجرح نحو 1500 آخرين في القطاع، جراء إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على المشاركين العزل في المسيرات.

وحرص الحاج أبو صلاح حجازي على اصطحاب أبنائه الثلاثة، وأحفاده الـ11 إلى مسيرات العودة، حيث انطلقوا في وقت مبكر من صباح الجمعة، ليحطوا رحالهم في خيمة شرق مدينة غزة قرب المنطقة العازلة.

ويقول حجازي الذي يبلغ 80 عاما من العمر، "كنت حريصا على مشاركة أولادي وأحفادي في المسيرة، لأذكرهم أن لنا أرضا مسلوبة سرقها الاحتلال، وأن الحقوق الفلسطينية لا تموت بل ستبقى حية في وجدان وضمير الأجيال السابقة".


وتابع المسن المهجر من قرية دير سنيد الواقعة شمال قطاع غزة، واحتلت عام 48 : "كانت إسرائيل تقول حين احتلت أرضنا، الكبار يموتون والصغار ينسون، لكن هذا القول وهم، فالطفل الوليد تربى على حب فلسطين(..) أطفالنا يعرفون أن لهم حقا، وأرضا، ووطنا هجروا منه، وسيعودون إليه يوما ما".

وأضاف: "سأموت مرتاحا بعد هذه السنين، لأنني ورثت كما كل الفلسطينيين حلم العودة وأمل التحرير في نفوس أولادي وأحفادي، الذين سيشهدون يوم تحرير أرضهم بإذن الله".

من جهته قال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن مسيرات العودة استطاعت أن ترسل رسائل مهمة في عدة اتجاهات.


وأشار الصواف، " أن مشاركة العائلات التي هجرت من أرضها عام 48 كانت بارزة في المسيرات، حيث وجهت رسائل مهمة للعالم بأسره أثبتت فيها أن حق عودة اللاجئين أمر حتمي لابد منه.

وأضاف: "حضور الجد والحفيد معا في مسيرات كهذه، يعتبر دليلا على أن العزيمة لاستعادة الحقوق الفلسطينية حية ولا زالت تنبض".

وفي رسالة المسيرة الثانية التي وجهت داخليا، لفت الصواف إلى أن الفعاليات كانت تحت شعار الوحدة، وبرهن من خلالها الشعب على أن سلاح الوحدة؛ يعد أحد أهم الأسلحة في مواجهة المؤامرات التي تحاك لتصفية القضية. لافتا إلى أن الفصائل عليها أن تلتقط الرسالة وتتوحد من أجل الشعب.

وتابع: "لا بد أن تراهن كل القوى الفلسطينية على شعبنا الذي أثبت أنه رقم صعب، وقادر على إسقاط كل المؤامرات التي تستهدف حقوقه، ولأجل ذلك لابد لكل القوى الفلسطينية أن تتوحد لأن لديها شعبا حيا، مؤمنا بقضيته ويضحي من أجلها".


وفي الرسالة الثالثة قال الصواف الذي شارك مع أبنائه في مسيرات العودة، أن الشعب الفلسطيني بعد 70 عاما من الخذلان العالمي لقضيته، يوجه رسالة واضحة للاحتلال أنه قرر العودة وفقا لقرارات الأمم المتحدة التي جرى تعطيلها على مدار سنين مضت".


وختم الصواف بالقول أن المسيرات الحاشدة أفشلت في رسالتها الرابعة خطط تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها ما يسمى صفقة القرن، ووجه من خلالها رسالة لترامب أنه لن يتمكن من فرض أي صفقات أو مؤامرات تنال من حقه وثوابته.

عربي 21