رام الله الإخباري
رغم أن عمرها لم يتجاوز الـ16 عاما، إلا أن الطالبة نور ناصر شرفا من طولكرم، استطاعت المنافسة بقوة في المهرجان الدولي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة في تونس، ونالت المركز الثاني بمجال الأنظمة المدمجة، بمشروعها (طاقتك بيدك).
وحمل المشروع شعار مصباح وفي داخله مخ، بعنوان "طاقتك بيدك" مكتوب باللون الأصفر.وشرفا من ضاحية شويكة في طولكرم، وتدرس في مدرسة طولكرم الثانوية الصناعية، وهي أصغر طالبة شاركت في المهرجان ضمن ستة طلبة من جامعتي خضوري والنجاح، تنافسوا مع 300 مشروع تقدم بها طلبة من 22 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وعقد المهرجان الدولي مطلع الأسبوع الماضي بتنظيم من الجمعية التونسية لمستقبل العلوم والتكنولوجيا ATAST واستمر لمدة ستة أيام.وقالت نور: إنها استوحت فكرة مشروعها من مشكلة استمرار انقطاع الكهرباء في طولكرم وباقي المدن الفلسطينية خاصة في فصل الصيف، وتعتمد فكرة المشروع على توليد طاقة وتوفيرها وتخزينها في نفس الوقت، من خلال الوزن.
وأوضحت أن المشروع يتضمن استخدام مادة متوفرة في الطبيعة، ومن خصائصها الفيزيائية أنها تعطي فولتية عند تعرضها للوزن، ويتم تخزينها، أي نحصل على طاقة كهربائية من خلال أي وزن حولنا، وبالتالي القدرة على تشغيل الأحمال الكهربائية.
وأضافت شرفا أنها عرضت خلال المسابقة مجسم مصغر عن المشروع تضمن بعض التطبيقات، مثل إضاءة رصيف من خلال مرور المشاة عليه، وتشغيل جرس إنذار لمسار ذوي الاحتياجات الخاصة في الشوارع بالاستفادة من وزن الأشخاص، وإضاءة مصابيح كهربائية في مصفات السيارات تكون حسب وزن السيارة.
لم يكن هذا المشروع هو الأول لدى نور، بل كان واحدا من مجموعة أفكار تكنولوجية نفذتها خلال الثلاث سنوات الماضية عندما كانت في الصف التاسع، وشاركت بها في المعارض المحلية والوطنية.
وسبقه مشروع"smart car"، أي السيارة الذكية، وهو حل مشكلة حالات الاختناق لدى الأطفال داخل السيارات، وكان عبارة عن دارة الكترونية مرتبطة مع تطبيق على الهاتف الذكي عن طريق البلوتوث، وحصد المركز الثالث من بين 65 مشروعا، في معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا في رام الله 2016.
كما نفذت نور تطبيق المواقع الأثرية والسياحية غير المعروفة في محافظة طولكرم على الأجهزة المحمولة تحت عنوان "بكل خطوة حكاية"، ونال المركز الثاني من بين 72 مشروعا في المعرض ذاته عام 2017.
وقالت: إنها حصلت على المركز الأول هذا العام بمشروع "طاقتك بيدك" على مستوى طولكرم، إلا أن الحظ لم يحالفها على المستوى الوطني، ليكون نصيبها المركز الثاني على مستوى العالم بنفس المشروع في معرض تونس.
وأكدت شرفا مسيرتها العلمية لن تتوقف، وستواصل العمل في المشاريع التي تعود بالفائدة على الوطن، وتطمح إلى دراسة الهندسة الفيزيائية.
ولاقت فكرة مشروع "طاقتك بيدك"، استحسان وتشجيع بلدية طولكرم، التي بادرت إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لنور من اجل المشاركة في معرض تونس الدولي، كما أبدت استعدادها لدراسة محتواه على أمل التنفيذ في المستقبل، رغم صعوبة ذلك، لعدم توفر المادة المستخدمة في المشروع بكميات كبيرة.
لنور وضع خاص لدى المدرسة وهيئتها الإدارية والتدريسية، ويرون فيها روح الإبداع والمثابرة في البحث عن الأفكار وتنفيذها بمشاريع، وسعيها الدؤوب في المشاركة والمنافسة في المسابقات والمعارض التكنولوجية.
وقالت المهندسة إيمان كتانة المعلمة في مشغل الاتصالات في المدرسة والمشرفة على المشروع والتي رافقت نور إلى تونس، إن المدرسة لعبت دورا في تشجيع نور على تنفيذ مشاريعها، في الوقت الذي كانت تبحث عن أفكار إبداعية، وبرز اسمها في الحصاد الإبداعي الفلسطيني عام 2017 بناء على هذا الأساس تمت دعوتها من قبل المعرض التونسي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة.
وأوضحت أنها أشرفت على نور في مراحل عمل مجسم المشروع الذي استمر العمل به ما يقارب 4 شهور، وقامت المدرسة بتوفير كافة مستلزماته، حتى نجحت في إنهاء المجسم واللوحة توضيحية، وتم اصطحابهما إلى تونس لعرضهما في المعرض.
وقالت كتانة: "خضعت نور لتحكيم 3 مختصين جامعيين يحملون مؤهلات دكتوراه وماجستير، قاموا بتوجيه الأسئلة عليها حول المشروع والمادة العلمية، وأبدعت في الإجابة والشرح بأسلوب علمي نالت إعجاب المحكمين لها رغم صغر سنها".
وقال مدير المدرسة نسيم عواد: "نحن نبحث عن المبدعين من الطلبة والمعنيين بالأبحاث والالتحاق بالمسابقات، وبهذه الطريقة يستطيع الطالب أن يصل بإبداعه إلى أي مكان في العالم"، مشددا على دور المعلم في الإشراف على الطالب وتشجيعه حتى يستمر بهذه المسيرة، وهذا ما حصل مع نور.
مشروع "طاقتك بيك"، تم عرضه على المجلس الأعلى للإبداع والتميز، وبلدية طولكرم، ومؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي، والحاضنة الفلسطينية للطاقة، بانتظار التنفيذ.
وكالة وفا