رام الله الإخباري
أفضى آخر مقال كتبته قبل 3 أيام وحمل عنوان “محمد بن سلمان، سيادة الأمير، هذا النداء لك: لن تستطيعوا حمايةَ الكعبة بالتعاون مع محتلّي القدس” إلى موجات عنيفة في دول المنطقة. أعقب ذلك إطلاق حملة إعلامية اعتباطيّة ومشوِّهة، وهجوم شديد منظم باللغة العربية أولا ثم باللغة الإنجليزية.
شنت الحملة في العديد من الدول من مصر غربا إلى الإمارات شرقا، وكان واضحا أن مركزها الإمارات. وبالرغم من أن زيادة ردود الأفعال بشكل كبير، إلا أنني لم أر نقدًا جيدًا أو محتوى واحدًا جديرًا بالانتباه. لماذا؟ لأن جميع ما ورد بمقالي كان صحيحًا، كان ناقصًا، لكنه لم يكن زائدًا.
كان المقال يكشف عن سيناريو يكتب حديثا في المنطقة ويوضع قيد التنفيذ، كان يكشف النقاب عن التحالفات السرية وأهداف تلك التحالفات ومخططات تأسيس جبهة ضدّ لتركيا.
وضعت جميع المخططات بناء على فكرة “إيقاف تركيا”
كانت موجة استيلاء جديدة يروج لها من خلال المحور الأمريكي – الإماراتي – السعودي – الإماراتي. فالاستخبارات الإماراتية والسعودية وقعتا تحت سيطرة الاستخبارات الإسرائيلية، وكانتا تنفذان التعليمات الأمريكية – الإنجليزية بالحرف الواحد. كان أهدافهم تظهر وكأنها موجهة ضد إيران، لكن جميع السيناريوهات والتحالفات المعلنة والخفية وضعت من أجل “إيقاف تركيا”.
ولنتذكر جميعا أنه إذا كان هناك حرب جديدة ستندلع في المنطقة من سوريا إلى العراق، ومن بي كا كا إلى داعش، وحرب أهلية ستدبر، ودولة ستمزق، وعدد كبير من التنظيمات الإرهابية ستشكل؛ فإن ذلك كله سيتم على يد هذا المحور الذي إذا صمد فسيكون هو من ينقل أعتى موجة استيلاء غربية تستهدف منطقتنا بعد مرور مائة عام. وهذا ما سنراه قريبا.
أعتقد أنّ الباب سيُفتَح للتخطيط من أجل “عمليات داخلية” لأتباع هذه الجبهة الجديدة ضدّ تركيا الأسبوع المقبل. وسأناقش هذه السيناريو الظلامي لاحقًا. السيناريوهات التي أتحدث عنها ليست ما حدث في الماضي، بل ما يبدأ حديثا وتُعَدُّ العُدّة لتنفيذه اليوم وتلك “العمليات” التي سنرى تأثيراتها ونتائجها ربما خلال عام من الآن.
محمد بن زايد مصدر الشر
لكن دعوني أقلْها اليوم: إنّ ولي عهد الإمارات محمد بن زايد آل نهيان كان هو الهدف الرئيس لذلك المقال، لأنّه هو مصدر الشرّ ومنبع جميع الحسابات الخبيثة التي تستهدف تركيا.
لأنّ بن زايد هو الذي يضع محمدَ بن سلمان في كفّه وينفّذ الوصاية عليه، وهو الذي يضع بنفسه المخطط الأكبر بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.
وهو الذي يقف وراء جميع حركات الشر الإقليمية الموجهة ضدّ تركيا. إنه صرْحٌ للشر، وشريك في جميع التهديدات التي يكافحها بلدنا.
نعلم أنك تدير قتلة مأجورين أيها الأمير (ابن زايد)
نعرفك يا سيادة الأمير، نعلم أنك تؤسس جيش السوء، وأنك تخصص الجزء الأكبر من وقتك ومالك لضرب تركيا، وأنك تتحالف مع التنظيمات الإرهابية وتمولها وتسلحها وتطلقها للهجوم على تركيا.
نعرف أنك تدعم كل تنظيم يهاجم تركيا من عفرين وحتى شمال العراق، وأنك من يسوّق لمخططات الاستيلاء التي وضعتها العواصم الغربية، وأنك مسؤول عن مقتل الآلاف من الأشخاص من اليمن وحتى ليبيا.
نعرف أنك تروّج للعالم العربي سيناريو مبني فقط على “خداع الأغبياء” تحت مسمى “الإسلام المعتدل”، وأن هدفك الوحيد هو جعل الهيمنة الأمريكية – البريطانية تعود من جديد إلى المنطقة بعد مائة عام، وأنك واقع بين أحضان الاستخبارات الإسرائيلية، وأنك تنفذ عمليات الاغتيال في جميع دول المنطقة من خلال محمد دحلان الذي قتل ياسر عرفات بالسم، وأنك تدير قتلة مرتزقة.
ما نوع المساومة التي تسعى بها حول مكة والمدينة؟
نعرف أنك النسخة الحديثة من لورانس الذي سمّم العالم العربي وقدّمه للاستعمار الإنجليزي قبل مائة عام، وأنك تتولى المهام نفسها، وأنك أحد العناصر الأساسية لـ”المساومة على القدس” التي أجريت مع أمريكا وإسرائيل، وأنك تدير مساومات خيانة مشابهة من أجل مكة والمدينة وسائر مقدسات المسلمين.
يا محمد بن زايد أو كما يطلق عليه أسياده MMZ! نعلم قدر مساهمتك في ملفات 17-25 ديسمبر 2013، وموقفك من حركة الأموال المشبوهة التي تدار عبر إمارة دبي، وماهية الاتفاقات التي عقدتها مع منظمة غولن الإرهابيّة، وكيف وفرت له المال، وإلى أي مدى أنك “شريك” لمن دهسوا أبناءنا بالدبابات وقصفوا مبنى برلماننا بالقنابل وأطلقوا الرصاص على المدنيين.
انتبه، أنت تدعم بي كا كا بالمال والسلاح!
نعلم أنه عندما فشل تحالفك مع منظّمة غولن الإرهابيّة خطبت وُدَّ بي كا كا، وكيف أنك تعمل مع ب ي د، ومع من وكيف تموّل هذا التنظيم بالمال والسلاح بغية “إيقاف تركيا”. نعلم أنك لا تنشر الفتنة والفساد والشر في تركيا فقط، بل في جميع أرجاء منطقة الشرق الأوسط، وأنك شكلت التنظيمات السرية وأحدثت حالة من الفوضى في العديد من الدول، وأنك تنفذ عمليات سرّية، وأنك لم تعلن الحرب علينا فقط بل على الإسلام والعرب كذلك، وأن المهمة التي تمثلها هي عبارة عن محاولة إنشاء نظام استيلاء ووصاية غربية.
سيُذكَر اسمك بالإرهاب، نعلم ما تمكرُه لـ تركيا
سيادةَ الأمير!
لو ربحت ستخسر المنطقة بأكملها، ولو فشلت فحتى السعودية ستخسر، فلا تفتح الطريق أمامهم لتدمير هذا البلد. إنك تجرّ المنطقة إلى حافّة الهاوية، فلا تفعل ذلك، لقد أصبحت ممثلًا عن جميع الحسابات الرامية لتمزيق المنطقة.
سيُذكَر اسمك مقترنا بالحروب الأهلية والإرهاب والاغتيالات والعمليات السرية. من يتهمون أمريكا وإسرائيل وأوروبا سيحمّلونك مسؤولية جميع الفظائع التي ترتكبها كل تلك الدول والقوى في منطقتنا.
نعلم أنك ضمن تحالف الشر المشكل ضد تركيا وأردوغان، وأنك تعمل من أجل هذا الهدف في العديد من المجالات من منظمات المجتمع المدني إلى الإعلام، ومن رؤوس الأموال إلى السياسة، ومن الأمن إلى الاستخبارات. والآن تسعى لزعزعة تركيا قبيل الانتخابات عن طريق تشكيل موجة جديدة وتمويل بعض الجهات، نحن نعرفك وشركاءك كذلك.
لن تستطيع إحناء هذه الذراع أيّها الأمير، ستبقى منعزلًا!
لن تستطيعوا النجاح كذلك في تنفيذ هذا السيناريو الجديد. ستنقلب حساباتكم السابقة للانتخابات ومخططاتكم المتنكرة بمظهر المحافظة، تلك المخططات التي تنفذها مع شركائك من الإنجليز والسعوديين والإسرائيليين، وستخسر، ستخسرون جميعا..
إنك لا تستطيع إحناء هذه الذراع أيها الأمير! لا تحاول دون جدوى… إنك ستغرُق كلما حاولت، وسترتكب أخطاء جسيمة كلما تحركت مدفوعًا بالغضب. وسيأتي اليوم الذي تترك فيه وراءك إرثًا ثقيلًا بسبب عدائك لتركيا الذي تحوَّل إلى مرض. وسينظر إليك الجميع على أنك مجرم ربما بسبب تمويلك للإرهاب وربما بسبب شتى أنواع العمليات السرية التي تديرها. وأما الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا الذين تسعد بدعمهم اليوم فسيرمونك بعدما يستغلونك أو أنهم لن ينجحوا في مسعاهم، وحينها ستبقى وحيدا.
إن هذه المنطقة لا تبنى بالمشاريع الموضوعة عن بُعد. كم أن منطقة المستقبل لن تبنى بهذه الطريقة. سيسخر ما تستثمر به، وسيأتي اليوم الذي تُعلَن فيه عدوًّا للمنطقة. ويا ليتك تعلم يأيها الأمير كيف أنه من الصعب حتى بشخصيتك وسياساتك وحساباتك هذه أن نقول إنك تنتمي إلى هذه المنطقة! بل حتى من الصعب القول إنك تنتمي إلى العرب.
لن تستطيع إيقاف تركيا أو إسقاط أردوغان، ستعرَض ملفات جرائمك أمام ناظريك
كان هناك من سلموا وطن الإسلام إلى بريطانيا قبل مائة عام، وأنت اليوم صرت ممثل عنهم بعد مائة عام. كانوا يسلمون وطن الإسلام إلى بريطانيا، وأنت تسلمه اليوم إلى أمريكا وإسرائيل. لكن اعلم أن عداوتك لتركيا ستكون أكبر خطأ ترتكبه. فالإساءة لتركيا بهذا القدر هو ما سيقضى عليك، تذكر هذا جيدا.
يا محمد بن زايد، نعلم دورك في محاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز. ونعلم كذلك ما تسعى لوضع حجر أساسه في تركيا بالتعاون مع محور الشر ذلك، ومن تدعم لهذا الغرض. إن إسقاط أردوغان وإيقاف تركيا أصعب من قدراتك، بل من قدرات أسيادك، تذكر هذا جيدًا. تعتقد أن ما أقوله نوع من أنواع الحماس أو الكلام الفارغ أو التهديد، لكنه ليس كذلك، وسترى أنك ليس كذلك حقا.
يأيها الأمير، لن تستطيع إيقاف تركيا أو إسقاط أردوغان. لقد خسر كل من لم يستمدّ قواه من روح هذه الأرض، وسلّم ترابها إلى أسياده على طبق من فضة، وجعل مقدّسات الإسلام محلّ مساومة.
وأنت كذلك ستخسر حتمًا، لكن ملفات جرائمك ستعرَض أمام عينيك، وسترى ذلك..
ابراهيم كراجول – يني شفق
تركيا الان