رام الله الإخباري
قال موقع "بيزنس إنسايدر" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض عرضا إماراتيا قدره مليارا دولار، ثم ما لبث أن ندم على ذلك.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن العرض الإماراتي جاء قبل أيام من من لقاء جمع أحد المقربين منه بوفد إماراتي ومستثمر روسي في جزر سيشل في المحيط الهندي في بداية عام 2017.
وينقل الموقع عن مصادر، قولها إن ترامب تحدث مع صحافيين في 11 كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، وقال إنه رفض عرضا من شركة "داماك" العقارية في دبي، التي تعد الشريك التجاري الرئيسي لـ"منظمة ترامب في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن ترامب برر رفضه العرض بقوله لأنه لم يرد أن يفسر هذا بأنه تضارب في المصالح، وأضاف: "لم أقبله وكان علي ألا أقبله".
ويفيد التقرير بأن هذا العرض جاء في وقت كشفت فيه صحف أمريكية عن توسيع المحقق الخاص روبرت مولر تحقيقاته في التدخل الأمريكي إلى المال الإماراتي ودوره في الحملة الانتخابية لترامب، في ظل التحقيق مع مستشار لولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، وهو اللبناني الأمريكي جورج نادر، الذي التقى مع مؤسس شركة التعهدات الأمنية "بلاكووتر"، التي تعرف أيضا باسم "أكاديمي"، إريك برينس في جزر سيشل، واعتبر برينس ممثلا عن ترامب، بالإضافة إلى رجل أعمال روسي مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واسمه كيريل ديمتريف، وهو مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي، حيث كان الهدف من اللقاء هو بحث إنشاء قناة اتصال سرية بين البيت الأبيض والكرملين.
ويشير الموقع إلى أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي يعد من ضمن المؤسسات الخاضعة لعقوبات اقتصادية شاملة، فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على روسيا عام 2014، عقب غزوها لمناطق في أوكرانيا وضمها شبه جزيرة القرم.
ويلفت التقرير إلى أن الدوافع التي منعت ترامب من قبول مبلغ الملياري دولار من شركة "داماك" التي يديرها الملياردير الإماراتي حسين سجواني، غير معروفة، مشيرا إلى أن علاقة سجواني مع الرئيس الأمريكي بدأت منذ خمسة أعوام، عندما افتتحت "داماك" نادي "ترامب الدولي للغولف"، ضمن مشروع "أكويا" العقاري في دبي بتكلفة ملياري دولار.
ويبين الموقع أن العلاقة الإماراتية الروسية مرتبطة بصندوق الاستثمار المباشر الذي يديره ديمتريف، مشيرا إلى أن الصندوق يدير سلسلة من المشاريع الاستثمارية المشتركة مع شركات إماراتية بمليارات الدولارات، حيث ترى أبو ظبي في روسيا حليفا اقتصاديا، وفي حال تحسنت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وتم تخفيف العقوبات، فإن الإمارات ستنتفع من هذه العلاقة.
وينوه التقرير إلى أن موسكو فضلت فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون؛ لأنها اعتقدت أن العلاقة ستتحسن لو فاز ترامب، لافتا إلى أن إدارة ترامب رفضت في شهر كانون الثاني/ يناير فرض عقوبات جديدة على روسيا لمعاقبتها بسبب التدخلات في الانتخابات.
ويقول الموقع إنه "منذ تولي ترامب السلطة، فإنه قام وعائلته بالخلط بين الخطوط، بين ماهو متعلق بالرئاسة وأمور شخصية، فجارد كوشنر، صهر ومستشار ترامب، متهم بإقامة علاقات مع شركات صينية لإنقاذ مبنى عقاري مثقل بالديون يعود إلى عائلته، وقالت منظمة ترامب إنها لن تتعامل مع شركات أجنبية طالما بقي ترامب في الرئاسة، إلا أن هذا على ما يبدو لا يشمل مشروعين مع (داماك)، وسافر نجل ترامب دونالد ترامب جي آر إلى دبي للقاء سجواني في أيار/ مايو العام الماضي".
ويورد التقرير نقلا عن صحيفة "إندبندنت"، قولها أن اسم منظمة ترامب ظهر على عدد من الملفات التنظيمية التي قدمتها "داماك" بعد انتخاب ترامب، منوها إلى أن "داماك" قدمت ملفات مالية في الفترة التي زار فيها نجل ترامب دبي، وفيها اسم مجموعتين جديدتين تابعتين لمنظمة ترامب، تحت اسم "نادي ترامب العالمي للغولف"، و"لم يرد ممثلو (داماك) ولا (منظمة ترامب) على أسئلة الموقع".
ويذكر الموقع أن اهتمامات "داماك" التجارية زادت في السنوات الأخيرة، ففي عام 2010 أجرت محادثات مع شركة روسية على قائمة العقوبات، وهي "روستك"، ومديرها مقرب من بوتين، بشأن إطلاق مشروع بقيمة 300 مليون دولار في مجال العقارات، إلا أن نائب "داماك" نيال ماكلوغلين أكد أن المشروع لم يتم.
وبحسب التقرير، فإن سجواني وصف بالرجل القادر على بناء على علاقات مع شخصيات في المناصب العليا، وحضر افتتاح فندق ترامب الدولي في واشنطن في تشرين الأول/ أكتوبر، مشيرا إلى أنه بعد شهرين سافر ولي العهد في أبو ظبي محمد بن زايد إلى برج ترامب، والتقى بكوشنر والمرشح في حينه لمنصب مستشار الأمن القومي مايكل فلين، ومستشار ترامب ستيفن بانون، دون أن يعلم إدارة باراك أوباما.
ويشير الموقع إلى أنه بعد أسابيع من لقاء برج ترامب، فإن سجواني وعائلته حضروا حفلة ليلة السنة الجديدة في منتجع ترامب في مار – إي – لاغو، لافتا إلى أن ترامب رفض العرض الإماراتي في الأسبوع التالي، وبعد لقاء الوفد الإماراتي مع برينس وديمتريف في جزر سيشل، حيث أخبر برينس المشرعين العام الماضي أن الإماراتيين هم الذين قدموه لرجل الأعمال الروسي، لكن نادر، على ما يبدو، أخبر مولر أن الإماراتيين لم يفعلوا هذا.
ويختم "بزنس إنسايدر" تقريره بالإشارة إلى أن سجواني التقى ترامب هذا العام في المنتدى الاقتصادي في دافوس، ووضع صورة على إنستغرام، وعلق عليها بالقول: "نهاية رائعة لثلاثة أيام مزدحمة بالعمل".
عربي 21