غرّم الاتحاد الانجليزي لكرة القدم الجمعة الاسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، متصدر الدوري الممتاز، بمبلغ 20 الف جنيه (نحو 28 الف دولار) بسبب وضع شارة صفراء على ملابسه تشير إلى تضامنه مع إقليم كتالونيا ومطالب القوميين الكتلان باستقلال الاقليم.وقبل أسبوعين تحدى بيب غوارديولا الاتحاد الانجليزي لكرة القدم بشكل وقح، وارتدى غوارديولا الشارة الصفراء في ويمبلي، خلال نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة أمام أرسنال.
رغم أنه كان قد اتهم بمخالفة قوانين الاتحاد الانجليزي، وفتح ضده إجراء تأديبي من قبل الاتحاد في 23 شباط/ فبراير الماضي لـنه قام منذ نهاية العام الماضي، بوضع شريط أصفر اللون في كل مباراة ومؤتمر صحافي دعما لأربعة مسؤولين كتالونيين مسجونين في اسبانيا، وامهله حتى الخامس من اذار/مارس ليشرح أسباب ذلك.
وجاء رد غوارديولا الاثنين بأنه يقبل الاتهام الموجه اليه بشأن رمز اقليم كاتالونيا، من دون أن يعتذر عن ذلك. وأكد نجم ومدرب نادي برشلونة سابقا، للصحافيين "قبل أن اكون مدربا، أنا انسان أولا"، مضيفا "الامر لا يتعلق بالسياسيين بل بالديمقراطية، الأمر مرتبط بمساعدة الناس الذين لم يفعلوا أي شيء". واعتبر أنه كما البريكست واستفتاء استقلال اسكتلندا، كان الشعب الكتالوني يطمح لإجراء سلمي مشابه من مفاوضات لتحقيق حقوقه من الحكومة المركزية الاسبانية.
ويمكن لمدرب سيتي وضع الشارة في مباريات دوري أبطال أوروبا كما فعل الاربعاء ضد بازل السويسري في اياب ثمن النهائي، لأن ذلك لا يعد خرقا لقوانين الاتحاد القاري للعبة.
وأمضى غوارديولا، المولود في سانتبيدور في كاتالونيا، معظم مسيرته لاعبا ومدربا في برشلونة، عاصمة الاقليم الانفصالي. وكان غوارديولا قد قال أكثر من مرة "اذا ارادوا توقيفي (لهذا الامر)، الاتحاد الاوروبي، البرميرليغ، الاتحاد الدولي، حسنا".
ورد آنذاك على مدرب مانشستر يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو الذي اعتبر أن غوارديولا "لا يجب السماح له ان يقوم بذلك".وتحاكم السلطات الاسبانية الانفصاليين الكتالونيين لدورهم في محاولة انفصال كتالونيا والتي أدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى إعلان استقلال كتالونيا من جانب واحد.
وردت الحكومة الاسبانية على الفور بوضع المنطقة تحت وصايتها، رافضة حكومة الاقليم وحلت البرلمان الكاتالوني لعقد انتخابات محلية في أواخر كانون الاول/ديسمبر شهدت فوز الاستقلاليين.
وحتى الآن، اعتقلت الحكومة الاسبانية أربعة من قادة الانفصال على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالتمرد، والعصيان، وسوء إدارة المال العام وبينهم نائب رئيس كاتالونيا السابق اوريول جونكيراس.وبدأت فكرة الاستقلال تلقى رواجا وشعبية في كاتالونيا بعد استصدار راخوي في 2010 من المحكمة الدستورية قرارا بتقليص الحكم الذاتي لكاتالونيا.
وفي الاستفتاء الذي تم في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بمشاركة 43% من أصحاب حق الاقتراع في كتالونيا، أيّد 90% من الناخبين فكرة الانفصال عن إسبانيا.
وقمعت قوات الأمن الاسبانية بالقوة تنظيم استفتاء لتقرير مصير كاتالونيا بعدما حظرته السلطات الاسبانية المركزية ورفضه زعماء الدول الأوروبية. وأصيب خلال اليوم الذي جرى فيه تنظيم الاستفتاء 900 شخص على الأقل في المواجهات بين محتجين والشرطة الإسبانية، بينما حاولت الشرطة قمع المواطنين ومنعهم من التصويت، وصادرت عدد من صناديق الاقتراع.
وكان الانفصاليون الحاكمون في كاتالونيا منذ أيلول/ سبتمبر 2015 دعوا في السادس من أيلول/ سبتمبر الى هذا الاستفتاء على الرغم من حظره من قبل المحكمة الدستورية.ويرى زعيم الاقليم الانفصالي كارلس بيغديمونت أن الاستفتاء على الاستقلال الذي صوّت فيه نحو نصف الكتالونيين ومعظمهم أيد الاستقلال عن اسبانيا واعلان الانفصال، نافذ ويحظى بشرعية وشعبية كبيرة.