رام الله الإخباري
رُغم الأوضاع السياسية والاجتماعية السيئة التي يعيشها السكان في الوطن العربي بشكل عام وفلسطين بشكل خاص، إلا أن جميع نشطاء موقع التواصل الاجتماعي الشهير « الفيسبوك »، وجدو في (نبش الصور القديمة) وسيلة للهروب من الواقع المزري الذي يعيشونه، بهدف الترفيه ورسم البهجة والسرور على وجوههم ووجوه أصدقائهم وتناسي الآلام والمعاناة التي يعيشونها بسبب الحروب.
وكانت حملة (نبش الصور القدمة) انطلقت من اليمن، وفي غضون ساعات اجتاحت عدة بلدان في الوطن العربي حتى وصلت إلى الأراضي الفلسطينية، فتحول موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم « فيسبوك »، لمنصة تحتوي على صورٍ قديمةٍ وذكريات من الزمن الجميل ولتحظى بسيل من الاعجابات وتعليقات المضحكة بين الأصدقاء.
« محمد وأحمد وإبراهيم وداود وعبد الرؤوف » مجموعة من الأصدقاء جلس كُل واحدِ منهم في زاوية من البيت، يحملون بأيديهم أجهزتهم الخليوية (الجوال)، واللافت للانتباه أنهم لا يتحدثون مع بعضهم البعض، وفجأة يقطع صمتهم الطويل ضحكات مدوية في المكان، كأن قلوبهم اجتمعت على موقف مضحكٍ أو « نكتة » همس بها أحدهم في أذن الأخر.
حال الأصدقاء الخمسة استمر عدة ساعات قبل أن تتضح الصورة، فكل شخص يقوم بالإعجاب أو بالتعليق على صورة مر عليها عدة سنوات على موقع « الفيسبوك » وربما مر عليها أكثر من (10سنوات)، وما يزيد من ضحكاتهم هو التغيير الواقع على صاحب الصورة بشكل جذري عن شكله الحالي.
ورغم بساطة الموقف وما يحمله من تعبيرات جميلة وترفيهية فقط، إلا أن العديد من نشطاء « الفيسبوك » قاموا فور اجتياح حملة (نبش الصور القديمة) إما بتعطيل حساباتهم أو بتغير قائمة مشاهدة الصورة أو المنشور؛ فبدلاً من أن يكون المنشور أو الصورة (عام يُشاهده جميع أعضاء الفيسبوك يتم تغيير المشاهدة إلى « أنا فقط »).
بعض النشطاء كتبوا على صفحاتهم الشخصية، « انبش صورة واحصل على مئات الاعجابات والتعليقات »، « قضية نبش الصور أصعب من قضية نبش القبور »، « نبش الصور القديمة رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه »، « ظهور كائنات غريبه من وراء نبش الصور! ».
وتعتبر ظاهرة « نبش الصور » ليست حديثة العهد فقد سبق وأن انتشرت في أوساط نشطاء الفيسبوك، إلا أن هذه المرة اجتاحت عدة بلدان في الوطن العربي، خاصة بعد تدشين حملة بعنوان « يوم النبش العالمي » في اليمن ونشر صور لمسؤولين يمنيين أثارت الكثير من الدهشة لدى عامة الناس.
فلسطين اليوم