اعتبر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق، أن القرار الأمريكي بافتتاح سفارة واشنطن في القدس في أيار/مايو المقبل، إمعان بالخطيئة والجريمة من قبل الإدارة الأمريكية.جاء ذلك في تصريحات صحفية له اليوم السبت، على هامش ندوة نظمتها جامعة "السلطان محمد الفاتح الوقفية" التركية، غداة كشف الإدارة الأمريكية عن نيتها افتتاح سفارتها في القدس منتصف مايو المقبل.
وأوضح مخاطبا تركيا: "اليوم القدس تحتاج شهداءكم وأموالكم وجهودكم ومؤسساتكم الرسمية والشعبية، القدس قلبنا النابض وهي عبر التاريخ مقياس نبض الأمة، هناك تصفية للقضية ولكن على الأرض هناك أحرار، والتاريخ التركي العثماني له باع طويل في القدس وفلسطين".
وقال مشعل: "إن ذلك استمراراً لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 كانون الاول/ديسمبر 2017، وهي مقدمة للإعلان عن صفقة القرن، التي تعني تصفية القضية الفلسطينية، بحسب ما جاء على موقع وكالة (الأناضول).
ودان مشعل الموقف الأمريكي، قائلا: "هذه الجريمة لن تمر، وستفشل، ولن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية وقضية القدس، فالقدس عاصمتنا الأبدية، وقلبنا وروحنا وحاضرنا ومستقبلنا، كما كانت ماضينا".وفي السياق ذاته، طالب مشعل دول العالم أجمع بإدانة قرار نقل سفارة واشنطن إلى القدس في أيار/مايو المقبل، والعمل على منع تنفيذ ذلك القرار.
وأمس الجمعة، كشف مسؤولان من إدارة ترامب، أن عملية نقل سفارة واشنطن لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ستجري منتصف مايو المقبل، بالتزامن مع حلول الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل، الموافق ليوم النكبة الفلسطينية.
ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من مايو من كل عام ذكرى النكبة التي وقعت أحداثها عام 1948، وجرى خلالها تهجيرهم من أراضيهم، فيما يحتفل الإسرائيليون بما يسمونه "عيد الاستقلال الـ 70" هذا العام.كما اعتبر مشعل أن القرار الأمريكي سيظل زوبعة في الفنجان، ونحن أصحاب الحق، مطالبا العالم بالوقوف مع الشعب الفلسطيني، وأن يدين الموقف الأمريكي، وألا يسمح له بالتطبيق.
فيما أكد أن أهل فلسطين وأهل الأمة وأحرار العالم، سيفشلون السياسة الأمريكية المتعلقة بالقدس والقضية الفلسطينية.وعن الموقف التركي من ذلك، ذكّر مشعل بدور الرئيس رجب طيب أردوغان في عقد القمة الطارئة لدول مجلس التعاون الإسلامي في إسطنبول 14 ديسمبر الماضي، بمشاركة 16 زعيما، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء.وقال: "نريد من تركيا مواصلة مواقفها وأن يتحول الموقف الرافض، لإجبار الإدارة الأمريكية للتراجع، وأن تعمل على الأرض لتعزيز أهل القدس، واستمرار الجهود لكسر الحصار عن غزة".
وأضاف: "لم يكتف الأمريكان بأنهم ناصروا إسرائيل وأعطوها السلاح القاتل وحموها بالأمم المتحدة ومجلس الأمن وبالفيتو، بل اليوم يريدون تصفية القضية الفلسطينية، ترامب يظن نفسه إلها، إن قال كلمة فعلى العالم أن يستجيب لها.وتابع: "أقول من هنا، صفقة القرن ستفشل وسنفشلها، والقدس لن تكون إلا فلسطينية عربية مسلمة، لا حق للصهاينة فيها، نحن وإخواننا المسيحيون، هم شركاء لنا، ولهم فيها تاريخ ضمن مظلتنا العربية".
ومنذ تولي ترامب الرئاسة، بدأ الحديث عن دفعه نحو عقد "صفقة القرن" تشمل الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية والقدس الموحدة عاصمة لها، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى بالضفة لإسرائيل، وإعلان قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وإبقاء السيطرة الأمنية لإسرائيل.
وبالمقابل قال مشعل: "إن هناك تواطؤا من الذين يشار لهم بإصبع الاتهام (لم يحددهم)"، مؤكدا أن خذلان أهل فلسطين والقدس جريمة كبرى، والجريمة الأكبر التواطؤ على القدس والأقصى، والتاريخ سيسجل من وقف مع القدس والأقصى بأحرف من نور، ومن وقف ضدها ستكون له صفحات سوداء في التاريخ.