رام الله الإخباري
سمح الجيش الإسرائيلي، الأربعاء 21 فبراير/شباط 2018، بنشر معلومات تكشف عن أن الوحدة 8200 بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، ساعدت أستراليا في إحباط محاولة تفجير طائرة إماراتية تجارية، في العام 2017، بحسب ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وقال بيانٌ للجيش الإسرائيلي: "وفَّرت الوحدة 8200 معلوماتٍ استخباراتية أدت إلى إحباط تفجير الطائرة على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في نهاية عام 2017. وسمح التعاون مع مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي بنقل المعلومات إلى السلطات الأمنية الأسترالية المحلية، وأدى إلى القبض على المشتبه بهم، الذين كانوا في مراحل متقدمة من تحضيراتهم للهجوم وعلى وشك التنفيذ. وأسهم إحباط الهجوم في إنقاذ حياة عشرات الحيوات البريئة".
تناولت التقارير الإخبارية حينها أخبار الهجوم في إسرائيل وخارجها، لكن لم تُكشف وكالة الاستخبارات التي ساعدت في توفير تلك المعلومات الحيوية حتى الآن.
في يوليو/تموز 2017، أرسل رجلٌ أسترالي شقيقه إلى مطار سيدني لاستقلال طائرةٍ تابعةٍ لشركة الاتحاد الإماراتية، وهو يحمل قنبلةً يدوية الصنع على شكل آلة لفرم اللحوم، صُنِعَت بتوجيه من أحد قادة داعش البارزين. ولم يكن شقيقه يعلم شيئاً بشأن القنبلة.
وخطط كلٌّ من خالد خياط ومحمود خياط، اللذين اتُّهما في جرائم تتعلق بالإرهاب لتصميم جهاز يطلق غازاتٍ سامة في الأماكن العامة.ووفقاً لمايكل فيلان نائب رئيس الشرطة الفيدرالية الأسترالية، أُرسِلَت مواد التفجير العسكرية المتطورة المستخدمة في صناعة القنبلة عبر الشحن الجوّي من تركيا، كجزءٍ من مخططٍ "مستوحىً وموجه" من تنظيم داعش، إلا أنَّ القنبلة لم تجتز الإجراءات الأمنية بالمطار.
وقال فيلان: "هذا واحدٌ من أكثر العمليات تعقيداً، التي جرت محاولة تنفيذها على الأراضي الأسترالية".وزعمت الشرطة أنَّ شقيق أحد الرجلين كان قد قدمه لتنظيم داعش، إذ إنَّ شقيقه وفقاً للشرطة كان عضواً بارزاً بالتنظيم في سوريا.
صنعوا العبوة بتوجيه من داعش
وقالت الشرطة إنَّ التواصل بين المتهم وداعش بدأ تقريباً، في أبريل/نيسان. وتحت توجيه المسؤول المجهول في داعش، صنعوا "عبوةً ناسفة متطورة تعمل بكفاءة".
وأفادت الشرطة بأنَّ أحد الشقيقين لم يكن يعلم بأنَّه يحمل في أمتعته قنبلةً في صورة آلةٍ لفرم اللحوم، وأنَّه حاول تسجيلها ضمن أمتعته في المطار.وقال البروفيسور غريغ بارتون، الخبير الأمني بجامعة ديكن الأسترالية في مدينة ملبورن، إنَّ قنبلةً كهذه تنفجر كقنبلةٍ كبيرة، بقوةٍ كافية لإحداث فجوةٍ في الطائرة، حتى إذا انفجرت في قسم الأمتعة.
وأضاف: "أعتقد أنَّ التفكير المنطقي هو وضع المتفجرات وتغليفها، وإذا فتَّش أمتعتك شخصٌ فإنَّها ستبدو فقط على ما هي عليه، آلة لفرم اللحوم، وذلك لأنَّها ليست كهربائية ولا إلكترونية، ولذا فإنَّها لن تكون مثيرة للشكوك".
وقالت الشرطة إنَّ هناك "قدراً من التكهنات" بشأن ما حدث بعد ذلك، إلا أنَّه بدا أن أحد المتهمين غادر المطار مصطحباً الأمتعة معه، أما شقيق الرجل فقد غادر على متن الطائرة، ولم يعُد من وقتها إلى أستراليا.
وقال فيلان: "أريد أن يكون الأمر واضحاً، لم تتجاوز القنبلة مرحلة التفتيش، لا أريد أن يقول أحدٌ إنَّ هذه القنبلة قد تجاوزت مراحل التأمين بالمطار... لأنّ هذا لم يحدث، إنَّها لم تقترب نهائياً حتى من هذا".
نتنياهو: نحمي الآخرين أيضاً
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء 21 فبراير/شباط 2018، إن المخابرات الإسرائيلية أحبطت خطة لإسقاط "طائرة ركاب"، في إطار تبادل واسع النطاق للمعلومات على مستوى دولي، لكنه لم يذكر تفاصيل.
جاءت تصريحاته في خطاب في القدس أمام زعماء لليهود الأميركيين، عقب بيان للجيش الإسرائيلي ذكر أن فرعاً من المخابرات العسكرية يُعرف باسم "الوحدة 8200" أحبط "هجوماً جوياً في الخارج للدولة الإسلامية".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن بيان الجيش كان يشير إلى محاولة تفجير، في يوليو/تموز، لرحلة تابعة لشركة الاتحاد للطيران "الإماراتية"، كان من المقرر أن تغادر سيدني إلى أبوظبي، التي أحبطتها قوات الأمن الأسترالية قبل إقلاع الطائرة.
وذكرت الشرطة الأسترالية أن رجلاً أسترالياً أرسل شقيقه للحاق بالرحلة، حاملاً دون أن يدري قنبلةً محلية الصنع في مفرمة لحم، تم صنعها بتوجيه من قائد كبير في تنظيم الدولة الإسلامية.
وبعد أيام من كشف المؤامرة، قال وزير الداخلية اللبناني، إن بيروت راقبت الشقيقين لأكثر من عام، وعملت مع السلطات الأسترالية لإحباط الهجوم.وقال نتنياهو "كشفنا اليوم أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية منعت إسقاط طائرة ركاب أسترالية، ويمكنني أن أقول لكم إن هذا كان واحداً من كثير جداً من مثل تلك التحركات، التي قمنا بها لمنع أعمال إرهاب حول العالم".وأضاف: "أعتقد أنه يجب القول: كل الاحترام للاستخبارات الإسرائيلية، التي لا تحمي المواطنين الإسرائيليين فحسب، بل تحمي أيضاً مواطني دول كثيرة أخرى".
هاف بوست عربي