جماهير طولكرم تشيع جثمان الشهيد الأسير الجلاد

 تشيع جثمان الشهيد الأسير الجلاد

شيعت جماهير غفيرة من أبناء مدينة طولكرم بعد ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد الأسير "محمد عامر" ثابت إبراهيم الجلاد (25 عاما)، الذي استشهد في مستشفى "بيلنسون" الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، إلى مثواه الأخير في المقبرة الغربية في المدينة.

وشارك في مراسم التشييع التي انطلقت من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ممثلو المؤسسات الرسمية والأمنية والشعبية، والمعنية بالأسرى، وفصائل العمل الوطني، وذوو الشهيد وحشد من المواطنين، الذين جابوا شوارع المدينة باتجاه منزل الشهيد لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وسط الهتافات الوطنية، محملين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده، ومطالبين بفتح تحقيق عاجل لمعرفة الظروف الحقيقية لاستشهاده.

ونقل نائب محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة، تعازي المحافظ عصام أبو بكر، لذوي الشهيد وعائلته وأهالي المحافظة وعموم أبناء شعبنا في كل مكان، مؤكدا أن جرائم الاحتلال بحق الإنسان والحجر والشجر لن تمنع شعبنا وقيادته ممثلة بالرئيس محمود عباس من مواصلة النضال والتحرك السياسي والدبلوماسي وطرق باب المنظمات الدولية، لكشف جرائم الاحتلال وعدوانه على شعبنا.

واعتبر رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع، الذي شارك في التشييع، أن استشهاد الاسير الجلاد هو جريمة مركبة، بدءا من الاشتباه بالشهيد وإصابته إصابة خطيرة، واعتقاله ورفض الإفراج عنه، على الرغم من معاناته بسبب المرض، تضاف لسجل الجرائم التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا خاصة الأسرى، من إهمال طبي متعمد ضد الأسرى المرضى والذي ذهب ضحيته العديد من شهداء الحركة الأسيرة وآخرها الشهيد الجلاد.

وحمل قراقع الاحتلال المسؤولية عن استشهاد الجلاد، مؤكدا ضرورة أن يصل صوتنا الى كافة المحافل الدولية والمؤسسات الحقوقية لفضح ممارسات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى.

وأوضح قراقع أن جريمة الاحتلال بإعدام المواطنين تتواصل يوميا على الحواجز وفي شوارع الضفة الغربية والقدس، إلا أن كل هذا لن يزيد شعبنا وأسراه الأبطال إلا صمودا في مواجهة الاحتلال.

من جانبه، شدد عضو المجلس الثوري لحركة فتح مؤيد شعبان على حفظ وصايا الشهداء والمناضلين من أبناء شعبنا، من خلال رفض الاحتلال وجرائمه بحق المواطنين، منوها إلى أن الشهيد الجلاد هو فارس من فرسان الوطن الذين قدموا أرواحهم الطاهرة لحرية شعبنا الفلسطيني الذي يرفض الخنوع والخضوع لإملاءات الاحتلال وعدوانه وظلمه.

من جانبه دعا رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إلى تبني استراتيجية وطنية شاملة في مواجهة الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني والأسرى، مشددا على دور الحركة الوطنية الفلسطينية بالوقوف في وجه الممارسات الاحتلال العنصرية التي لا يمكن أن يكتب لها النجاح في ظل صمود شعبنا وتقديم التضحيات الجسام لتحقيق الحرية والاستقلال.

بدوره عبر المهندس محمود الجلاد في كلمة عائلة الجلاد، عن شكره للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، ومحافظ طولكرم عصام أبو بكر، ووزارة الأسرى ونادي الأسير وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية والمؤسسة الأمنية وعموم أبناء شعبنا على وقفتهم إلى جانب العائلة، وتقديم التعازي والمشاركة في تشييع الجثمان.

وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت جثمان الشهيد الجلاد مساء أمس الجمعة على حاجز عناب شرق طولكرم، بعد احتجازه لأسبوع، حيث كان أصيب برصاص الاحتلال في التاسع من تشرين الثاني الماضي على حاجز حوارة قرب نابلس، أثناء توجهه لمستشفى النجاح لتلقي العلاج من مرض سرطان الغدد الذي كان مريضا به.