رام الله الإخباري
كشف تحقيق تلفزيوني إسرائيلي، الليلة الماضية، عن أن الاحتلال الإسرائيلي حاول مرات عديدة تصفية قائد "قوة القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، غير أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اعترضت على ذلك.
وفي تحقيق بثّته الليلة الماضية، قالت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" فإن إدارة أوباما اعترضت على نية إسرائيل تصفية سليماني، بسبب حاجتها إلى إنجاز الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى.
وحسب القناة، فإنه "سبق لإسرائيل أن حاولت تصفية سليماني مرات عديدة بسبب دوره الواضح في تهديد المصالح الإسرائيلية".
ولم يكشف التحقيق السنوات التي حاول الكيان الإسرائيلي اغتيال سليماني فيها، أو الأماكن أو طرق الاغتيال.
ووفق التحقيق، فإن "سليماني يعد أحد أكثر الأشخاص الذين أسهموا في تصميم الشرق الأوسط على النحو الحالي".
ونقلت القناة عن رام بن براك الذي تولي منصبي نائب رئيس جهاز (الموساد) وقائد شعبة العمليات في الجهاز قوله إن "جهاز الموساد ظل يراقب سليماني بفعل الضرر الكبير الذي سببه لإسرائيل".
وزعم بن براك أن سليماني يصمم أنشطته ضد "إسرائيل" في أحيان كثيرة بدون علم القيادة الإيرانية.
وأضاف "إذا سألتني هل كانت القيادة الإيرانية وراء قرار إرسال الطائرة بدون طيار لاختراق الأجواء الإسرائيلية مؤخرًا؟، فيمكنني القول: لا. وإذا سألتني هل كان سليماني هو من كان وراء هذه العملية؟ فبكل تأكيد: نعم".
ويرى بن براك أن القرب الشخصي بين سليماني والمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي يمنحه القدرة الكبيرة على التأثير على دائرة صنع القرار السياسي- العسكري في إيران.
من جانبها، قالت سيما شاين التي شغلت في الماضي منصب رئيس قسم الأبحاث في (الموساد) في التحقيق إن "خطورة سليماني تكمن في مهاراته وتخصصه لا سيما في مجال الربط بين ساحات التأثير الحيوي لإيران في المنطقة".
فيما رأى رئيس "مركز الدراسات الإيرانية" في جامعة تل أبيب مئير ليطبيك أن الأميركيين حتى في ظل إدارة دونالد ترمب معنيون بالتفاهم مع سليماني على اعتبار أنهم يرون أنه "شخص يمكن التوصل معه إلى تفاهمات عملية".
ويرى ليطبيك الذي تحدث في التحقيق أن "القرب الشخصي بين سليماني وخامنئي يمنحه هامش مناورة كبيرة في اتخاذ القرارات الميدانية".
وشدد على أنه على الرغم من أن سليماني من ناحية رسمية يفترض أن يتلقى تعليماته من محمد الجعفري قائد "الحرس الثوري"، فإنه من ناحية عملية يتلقى تعليماته من خامنئي مباشرة.
ويشير الباحث المختص في الشؤون الإيرانية في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي راز تسيمت إلى أن أول من دعا إلى تصفية سليماني كان أحد أعضاء مجلس النواب الأميركي في أعقاب نقاش حول دور إيران في المنطقة.
ويلفت تسيمت إلى أن مكانة سليماني تطورت لدرجة أن مجلس الخبراء الإيراني عندما أراد مؤخرًا أن يحصل على إيجاز حول السياسة الخارجية الإيرانية لم يدعُ الرئيس حسن روحاني أو وزير خارجيته محمد جواد ظريف لتقديم الإيجاز بل قاسم سليماني.
ويتهم الاحتلال الإسرائيلي سليماني بالمسؤولية عن تطوير قدرات كل من تنظيم حزب الله اللبناني والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإمدادهما بالأموال والخبرات والأسلحة المختلفة، والصواريخ المتطورة.
وطن للانباء