أشارت تقديرات إسرائيلية الى أن حادثة اختراق الطائرة الإيرانية المسيرة للأجواء الإسرائيلية يوم أمس، التي أدت الى هجوم جوي إسرائيلي في سوريا ومن ثم إسقاط المقاتلة الإسرائيلية اف 16، انتهت، لكنّ التقديرات تشير الى أن جولة أخرى لمثل هذه الأحداث ستحدث وباتت مسألة وقت.
ووفق ما قالته وسائل الاعلام الإسرائيلية اليوم، إلى أن إسرائيل "سترد بقوّة أكبر من الرد الذي كان يوم أمس فيما لو حاولت ايران مجددا انتهاك السيادة الإسرائيلية"، مشيرة الى أن "إيران، واعتمادا على التصريحات المستمرة من المسؤولين الإيرانيين، فإن إيران ماضية في مشروعها التموضع العسكري في سوريا".
ونقل موقع "واللا" العبري، أن "التقديرات الإسرائيلية تشير الى أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعلم مسبقا بالطائرة المسيرة الإيرانية التي خرقت الأجواء الإسرائيلية يوم أمس".
وتابع الموقع "يبدو أيضا أنه ونظرا الى القصف المتعدد الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مواقع مختلفة للقوات الجوية السورية يوم أمس، فإن الأسد سيفكر مرتين في كيفية الرد على مثل هذه الأحداث، ومن المتوقع أن تؤثر سياسة الرد الواسعة (من قبل إسرائيل)، مثل يوم الأمس، بشكل مباشر على عمليات تموضع إيران في المنطقة وستؤثر أيضا على مواقف دول داعمة للاستقرار في سوريا مثل روسيا أو حتى الحكومة السورية التي تريد الاستقرار الإقليمي واستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، فلذلك فإن أي تكرار لسناريو أمس فإن الرد الإسرائيلي سيكون غير مسبوق وواسع وذات أهمية كبيرة".
اسرائيل تحذر إيران بعد غارات جوية في سوريا
وصعدت إسرائيل اليوم الأحد تهديداتها ضد إيران غداة شن غارات جوية واسعة النطاق داخل الأراضي السورية إثر سقوط إحدى طائراتها المقاتلة، ما يعزز المخاوف من مزيد من التصعيد في هذا البلد الذي يشهد نزاعا مستمرا منذ سبع سنوات.
وأثنى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم على الغارات الاسرائيلية السبت، مؤكدا أنها شكلت "ضربة قوية للقوات الايرانية والسورية". وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته "وجهنا امس (السبت) ضربة قوية للقوات الايرانية والسورية" في Yشارة الى الغارات التي شنها الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي السورية.
وشنت اسرائيل أمس السبت سلسلة غارات جوية في سوريا على أهداف سورية وإيرانية ردا على اختراق طائرة إيرانية بدون طيار أطلقت من سوريا مجالها الجوي، بحسب الجيش الاسرائيلي، لكن طهران نفت هذا الأمر. وأعقب ذلك سقوط مقاتلة اسرائيلية "اف 16" في الأراضي الإسرائيلية.
ونقل الطيار والملاح الى المستشفى لتلقي العلاج في مستشفى اسرائيلي قرب حيفا. وأكد المتحدث باسم المستشفى الاحد ان الطيار حاليا في حالة متوسطة بعد خضوعه لعملية جراحية السبت، بينما سمح للآخر بالتوجه الى منزله. وهي المرة الاولى يعلن فيها الجيش الاسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف ايرانية في سوريا.
وهذه المرة الأولى ايضا تسقط فيها مقاتلة اسرائيلية منذ العام 1982، حسبما اوردت وسائل الاعلام الإسرائيلية. وأشار المسؤولون السياسيون والعسكريون والمعلقون الى السابقة التي تشكلها هذه المواجهة.
وعنونت صحيفة معاريف الاسرائيلية عددها الاحد بعبارة "أول مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران"، بينما كتبت صحيفة يديعوت احرونوت "يوم قتال مع إيران".
لا حدود امام الصواريخ
وأكد خبراء عسكريون ان الطائرة بدون طيار التي تم اعتراضها في الاجواء الاسرائيلية، هي اول طائرة يتم تشغيلها بشكل مباشر من الإيرانيين الموجودين في سوريا. وقال الجنرال امنون عين دار من سلاح الجو الاسرائيلي لإذاعة الجيش ان الطائرة من طراز اف 16 الاسرائيلية التي سقطت السبت تم استهدافها من قبل صاروخ أطلق من سوريا. وقال "الصواريخ لا تعرف الحدود".
ولا تزال سوريا واسرائيل رسميا في حالة حرب رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئا بالمجمل طوال عقود حتى اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011. ومنذ اندلاع الاحداث في سوريا عام 2011 عملت اسرائيل على تجنب التورط في هذا النزاع الا انها كانت تستهدف احيانا مواقع للنظام السوري او قوافل سلاح تقول انها كانت في طريقها الى حزب الله اللبناني.
وفي اذار/مارس 2017 استهدف الطيران الاسرائيلي قافلة سلاح في سوريا واعترضت اسرائيل صاروخا أطلق باتجاه اراضيها. واكد الجيش السوري يومها انه أسقط مقاتلة اسرائيلية واصاب اخرى، الامر الذي نفته اسرائيل. ومن جانبه، شدد وزير الاستخبارات اسرائيل كاتس ان الدولة العبرية "لن تقبل بالوجود العسكري الايراني في سوريا".
وقال كاتس للإذاعة "لدينا الوسائل لمعرفة كل ما يحدث في سوريا مثلما أثبتنا خلال هجمات السبت. تفوقنا الجوي تم الحفاظ عليه تماما".