رام الله الإخباري
هل بات نجم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على وشك الأفول؟ تفقد ميركل، التي تقوم حالياً فقط بتسير شؤون المستشارية لحين رؤية الحكومة الجديدة النور، الدعم. هذا ما تكشف عنه استطلاعات الرأي الأخيرة فيّ المستشارة الألمانية وحزبها. فمنذ الانتخابات التشريعية في أيلول/سبتمبر الماضي تراجع-وباستمرار-الرضى عن الأداء السياسي لميركل. فاليوم يعتبر 51 في المائة فقط من الألمان أنه سيكون من الجيد لو ترشحت ميركل لمنصب المستشارة لدورة رابعة، فيما يعتبر 46 في المائة من الألمان أنه من غير الجيد أو بالأحرى من السيء أن تتولى ميركل منصب المستشارة.
الولاية الرابعة والأخيرة
زعيمة الحزب والقائمة حالياً بأعمال المستشارة تدرك أن الولاية الرابعة لها ستكون بالتأكيد هي الأخيرة. فقد استغرق الأمر الكثير من الوقت قبل الانتخابات التشريعية للإعلان عن ترشحها لولاية جديدة. والمعارضة ليست الوحيدة التي تضغط من أجل التجديد، بل إن البعض يراهن داخل الاتحاد المسيحي على أن تخرج ميركل من المشهد. وكلما أسرعت بذلك سيكون أفضل، حسب ما يعتقد البعض، وحتى وإن عبر المنتقدون عن ذلك خلف أبواب مغلقة وليس على رؤوس الأشهاد.
الجناح اليميني في حزبها، قبل أي طرف آخر، لن يغفر لها توجيه الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ نحو نهج ليبرالي اجتماعي ديمقراطي. فهناك استياء منذ مدة في صفوف المحافظين، إلا أن القليلين فقط يعبرون عن هذا الاستياء، ويفكرون بصوت عالٍ بنهاية حقبة ميركل. على سبيل المثال رئيس وزراء ولاية شليسفيغ هولشتاين، دانييل غونتر، الذي قال مؤخراً: "عند تشكيل الحكومة يجب أيضاً مراعاة أن تضم وجوهاً تكون لها آفاقاً سياسية ومستقبل في زمن ما بعد ميركل".
غروب شمس ميركل بدأ قبل الانتخابات
ومنذ أن فتحت أنغيلا ميركل في خريف 2015 الحدود الألمانية أمام لاجئين، طرأ انقسام في المجتمع والتحالف المسيحي، الذي يضم حزب ميركل وشقيقه البافاري المسيحي الاجتماعي. ففي الوقت الذي امتدح فيه ناخبون خضر سياسة المستشارة، خرجت انتقادات كثيرة من داخل حزب ميركل وتحالفها المسيحي. وحتى خلال الحملة الانتخابية لعب الموضوع دوراً كبيراً.
بدأ الانهيار قبل الانتخابات بوقت طويل. شعار ميركل في الحملة الانتخابية 2017 كان: "من أجل ألمانيا نعيش فيها بشكل جيد وبسرور". وكانت نتيجة هذا الشعار الباهت كارثية على حزبي التحالف المسيحي في الانتخابات التشريعية في 24 أيلول/سبتمبر الماضي. فالحزب المسيحي الديمقراطي وحليفه الحزب المسيحي الاجتماعي حصلا فقط على 33 في المائة من مجموع أصوات الناخبين. ولم يحقق الحزبان أسوء من هذه النتيجة إلا في انتخابات 1949.
إلا أن المستشارة الألمانية رفضت الاعتراف بارتكابها أخطاء، وحاولت في خطوة أولى تشكيل ائتلاف حكومي يضم التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر(الليبرالي) وحزب الخضر. لكن بعد مشاورات استمرت أسابيع انسحب زعيم الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر معلناً فشل المحاولة. وكان ذلك بمثابة هزيمة لأنغيلا ميركل التي لم تنجح في منح فكرة وشعار وتماسك لمشروع الائتلاف ذاك.
ميركل من جديد؟
يغيب الشعار عن المحاولة الثانية لتشكيل ائتلاف حكومي تحت قيادة أنغيلا ميركل بمشاركة الاشتراكيين الديمقراطيين. وإذا فشل مشروع "الائتلاف الحكومي الكبير"، فإن ميركل ستكون قد قضت أطول فترة في المستشارية. ورفضت ميركل في وضوح تام بعد الانتخابات تشكيل حكومة أقلية، لأن ذلك يعني عدم امتلاكها أغلبية كافية لتمرير القرارات في البرلمان. وحتى في حال تنظيم انتخابات جديدة، فإنه لا يُعرف ما إذا كانت ميركل ستخوض غمار المنافسة من جديد.
هل بات نجم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على وشك الأفول؟ أنغيلا ميركل صبورة وتحسن المناورة والتكتيك ولا تميل إلى التصعيد وتعرف كيف تنجو بنفسها. ويمكن أيضاً قراءة استطلاعات الرأي الأخيرة للقائمة بأعمال المستشارة على النحو التالي: 90 في المائة تقريباً من ناخبي الاتحاد المسيحي يريدون أن تترشح أنغيلا ميركل من جديد في حال تنظيم انتخابات جديدة.
دويتشيه فيليه