أطلقت شركة سبيس أكس الأميركية إلى الفضاء صاروخها فالكون هيفي الذي يعد أقوى صاروخ في العالم، في أول اختبار لإطلاقه، لتضع بذلك الشركة الخاصة المملوكة للملياردير إيلون ماسك حجر زاوية جديدا في مسيرتها.
وانطلق الصاروخ بنجاح مخترقا السماء الزرقاء الصافية أمس الثلاثاء من مركز كنيدي للفضاء بولاية فلوريدا، وهو الموقع ذاته الذي انطلقت منه رحلة المركبة أبوللو 11 سنة 1969 لتنقل الإنسان إلى القمر للمرة الأولى.
ويحمل الصاروخ -الذي يعادل طوله مبنى مكونا من 23 طابقا ويضم 27 محركا- سيارة تسلا رودستار قرمزية اللون إلى الفضاء كحمولة تجريبية يجلس خلف مقودها دمية ترتدي نموذجا تجريبيا لبدلة فضاء من المخطط أن يرتديها رواد الفضاء في رحلتهم إلى المريخ مستقبلا.
ولأول مرة على الإطلاق يُستخدم صاروخا دفع أعيد تجديدهما لإرسال حمولة ثقيلة إلى الفضاء، وبعد ثلاث دقائق انفصلا عن جانبي صاروخ الدفع المركزي، وعادا بأمان ليستقرا على منصتي هبوط في محطة كيب كانافيرال الجوية بعد نحو ثماني دقائق من الإطلاق، وكانت هذه التجربة من اللحظات الحاسمة في الاختبار وفقا لماسك. (شاهد الفيديو أدناه)
وكان يفترض بصاروخ الدفع المركزي أن يعود إلى منصة عائمة في المحيط الأطلسي، لكن ماسك قال في مؤتمر صحفي بعد العملية إن الصاروخ الثالث ضل طريقه وتحطم فوق مياه المحيط، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك خطط على أية حال لإعادة استعمال صاروخ الدفع المركزي حتى لو نجح في العودة بأمان.
وكان يُفترض أن توضع السيارة تسلا رودستار وسائقها الدمية في مدار شمسي افتراضي باتجاه المريخ، لكن ماسك قال على تويتر إن صاروخ المرحلة الثانية دفع الحمولة أقوى من اللازم مما أرسلها إلى مسار في حزام المذنبات.
وصمم فالكون هيفي لوضع حمولة يصل وزنها إلى سبعين طنا في مدار قريب من الأرض بتكلفة تسعين مليون دولار لكل عملية إطلاق. ويعادل هذا مثلي قدرة الحمولة لأكبر الصواريخ في أسطول الفضاء الأميركي، وهو الصاروخ دلتا 4 هيفي.
ويجعل اختبار الإطلاق فالكون هيفي أقوى صاروخ قيد التشغيل في الفضاء، إذ يمكنه نقل حمولة أكبر من أي مركبة فضائية انطلقت منذ إطلاق الصاروخ "ساتورن 5" التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) والذي أحالته للتقاعد عام 1973 أو الصاروخ السوفياتي إنيرجيا الذي انطلق في آخر مهمة له عام 1988.
وكانت سبيس أكس أعلنت أنها تعتزم استخدام فالكون هيفي لإرسال اثنين من السائحين في جولة مدفوعة الأجر حول القمر وإعادتهما. لكن ماسك قال يوم الاثنين إنه يميل الآن إلى تأجيل هذه المهمة لحين تطوير نظام إطلاقٍ أقوى في سبيس أكس.