الهدف السياسي القادم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الحصول على تعهد من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب البساط من فكرة "حق العودة" للاجئين الذي تناشد به القيادة الفلسطينية، هذا ما كشفته القناة الإسرائيلية الثانية في تقريها الجمعة. في الوقت الذي تؤكد فيه الرئاسة الفلسطينية أن موقفها من حق العودة للاجئين ثابت مثلها مثل الحدود والمياه. وقال التقرير التلفزيوني إن "انتصارات إسرائيل السياسية تحت إدارة ترامب تشمل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي وصفها ترامب نفسه بأنها بمثابة أخذ القدس خارج الطاولة كقضية تفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وبعد الضربة التي وجهها للفلسطينيين باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، زاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس من تصعيد لهجته مهددا بوقف المساعدة الاميركية للفلسطينيين إذا لم تعد قيادتهم الى مفاوضات السلام المتوقفة منذ سنوات. وتعتبر منظمة التحرير الفلسطينية مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتفكيك وكالة غوث وتشغل اللاجئين (الأونروا)، استهدافا لحق العودة. وطالب نتنياهو بدمج الأونروا بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وكانت لنتنياهو حديث مع مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة نيكي هيلي قال فيه إنه "قد آن الأوان للأمم المتحدة أن تنظر في استمرار عمل الأونروا". وأضاف "منذ الحرب العالمية الثانية كان ولا يزال هناك عشرات الملايين من اللاجئين، ولهم جميعا تم تخصيص مفوضية سامية في الأمم المتحدة، بينما للاجئين الفلسطينيين، الذين تم توطين الأغلبية الساحقة منهم، هناك مفوضية خاصة بهم فقط". وزعم أن هناك "تحريضا واسعا ضد إسرائيل يُمارس في مؤسسات الأونروا". واعتبر نتنياهو أن "الأونروا تخلد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدلا من حلها. ولذلك حان الوقت لتفكيك الأونروا ودمج أجزائها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين".
وقال ترامب، الخمس، أثناء لقاء حار مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في إطار منتدى دافوس بسويسرا "لقد قللوا من احترامنا الأسبوع الماضي برفضهم استقبال نائب الرئيس الرائع" مايك بنس. وأضاف "لقد أعطيناهم مئات ملايين" الدولارات و"لن يدفع لهم هذا المال الا إذا جلسوا وفاوضوا من أجل السلام" علما بأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة منذ 2014.
وجاء الرد الفلسطيني فوريا على ترامب اذ أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي ان "عدم لقاء ظالمك ليس دليلا على عدم الاحترام، بل دليل على احترامك لذاتك". وأضافت عشراوي أن "هؤلاء الذين لم يكتفوا بعدم احترام حقوق الفلسطينيين بل وخرقوا القانون الدولي هم هؤلاء في الادارة الأميركية الذين قرروا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
كما قال نتانياهو إثر اجتماعه بترامب "أنا مستعد للسلام وقد أوضحت ذلك للرئيس ترامب، أكدت له مجددا رغبتي ورغبة إسرائيل في القيام بجهد للتوصل إلى السلام مع الفلسطينيين". واعتبر نتنياهو ان "لا بديل من الولايات المتحدة كوسيط نزيه ومسهل ومن الوهم الاعتقاد بإمكان وجود وسيط غيرها".