محللون اسرائيليون : خطاب بنس في الكنيست الأكثر صهوينة في التاريخ

خطاب مايك بنس في الكنيست

رام الله الإخباري

وصف معلقون إسرائيليون خطاب نائب الرئيس الأميركي، مايك بينس، بأنه الخطاب الأكثر صهيونية الذي ألقي في الكنيست من قبل سياسي أجنبي حتى الآن، حيث تبنى الرواية الصهيونية دون تحفظ، إلى جانب اقتراحه دعما أميركيا غير مشروط لأي قرار تتخذه إسرائيل.

وقال المعلق في "هآرتس"، حامي شيلو، إن الخطاب الذي يعتبر بنظر اليهود و"النصارى المسيحانيين"، أمثال بينس، بمثابة تحقيق حلم وتقريب لقرع أجراس المسيح ونبوءة آخر الزمان، فإنه بالنسبة للفلسطينيين صفعة أخرى تضاف إلى صفعة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل التي وجهها لهم ترامب.

وأضاف شيلو قائلا، إن بينس وهو الذي وبخ الفلسطينيين لأنهم غادروا المفاوضات، عرض قراءة صهيونية محكمة حول الحقوق الدينية والتاريخية لليهود في "أرض إسرائيل"، بشكل يتجاهل كلية الوجود التاريخي للفلسطينيين، كما أنه عبر عن تماثله الكامل مع "الثمن المخيف" الذي اضطرت إسرائيل لدفعه في الحروب، دون أن يذكر الاحتلال القائم منذ نصف قرن والمعاناة التي يسببها للشعب الفلسطيني.

الكاتب بسخرية إلى من وصفهما، ببطلا الدبلوماسية الاستيطانية، سفيرا إسرائيل في واشنطن، رون ديرمر، وأميركا في إسرائيل، ديفيد فريدمان، اللذان جلسا على مدرج الضيوف في الكنيست مثل شخصيات "أليس في بلاد العجائب"، على حد تعبيره، يشاهدان بطلهما المسيحاني، في خضم احتفال ائتلاف الأميركيين المسيحانيين، الصهاينة المتدينين، المستوطنين والرافضين لحقوق الفلسطينيين على أنواعهم، بإحدى اللحظات الجميلة.

على نفس النسق وبذات اللهجة التهكمية، اعتبرت الصحفية نوعا لنداو، كلمة بينس، أقرب إلى خطبة دينية حماسية منها إلى خطاب سياسي لزعيم يتوخى عرض برنامجا سياسيا للسلام في الشرق الاوسط.

لنداو إلى أن بينس "المسيحي المتشدد"، كما هو معروف، قسم العالم في خطابه إلى خير وشر، أصدقاء وأعداء، جنة ونار، فمن جهة أبناء إسرائيل، الشعب المختار الذي وعده الله بهذه الأرض، والذي تتوجب عودته إلى أرضه لتقريب اليوم الآخر وعودة المسيح، حسب المفهوم المسيحاني، وبين الكفار وبينهم اليهود الذين لا يرضون بملكوته.

"نحن نؤيد إسرائيل لأننا نؤمن بالخير ونفضله على الشر"، قال بينس ببساطة، وبهر أقواله بتعويذات توراتية وبقصة إنقاذ الشعب اليهودي حيث شبه دولة إسرائيل بمملكة داوود وتمنى السلام لإسحاق وإسماعيل.

وفي حين يظهر بوضوح من هم الأخيار (الشعب اليهودي وأميركا)، بمفهوم بينس، كما تقول لنداو، فإن الأشرار يتبدلون، فهم تارة "الإرهاب الإسلامي الراديكالي" وطورا النظام الإيراني وأحيانا الفلسطينيين رافضي المفاوضات، مقابل الإسرائيليين الذين يستحقون الثناء لأنهم يمدون يدهم إليها.

وكانت الصحافة الإسرائيلية قد أعتبرت زيارة بينس لإسرائيل، بمثابة زيارة "قطف ثمار" الجهد الذي بذله في إخراج إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل إلى حيز التنفيذ، حيث كتب في هذا السياق جاي أليستر في موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، أن بينس الذي يعتبر من الأطراف الأكثر تأييدا لإسرائيل في الإدارة الأميركية، هو من مهندسي الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل والتي اتخذت رغم معارضة وزير الدفاع، جيمس ماتيس، ووزير الخارجية ريكس تليرسون، وهو لا يحاول إخفاء كونه غير موضوعي فيما يتعلق بالنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف أليستر أن بينس، الذي يقول عن نفسه إنه يقرأ التوراة يوميا ويقتبس مقتطفات منها في خطاباته، يصرح بأن الولايات المتحدة يجب ألا تكون وسيطا متزنا في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، بل وسيط حقيقي، ويعني بذلك أن تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأنه كان من بين المبادرين للقانون الذي سنه الكونغرس حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2011.

كذلك سعى بينس، كما يقول الكاتب، خلال فترة بوش، لتقليص الدعم الأميركي للفلسطينيين، مدعيا أن تلك الأموال من شأنها أن تجد طريقها إلى "منظمات إرهابية" على غرار "حماس"، وأيد بناء الجدار العازل خلال الانتفاضة الثانية، والتقى رئيس الحكومة، أرييل شارون، خلال إحدى زياراته لإسرائيل.

ولم يخف بينس دعمه الكبير لبنيامين نتنياهو حيث قال ردا على سؤال حول تأييده لإعادة انتخاب نتنياهو، إنه مؤيد متحمس لنتنياهو لكنه لا يمتلك حق التصويت في الانتخابات.

 

عرب 48