رام الله الإخباري
نشرت الأميرة بسمة بنت سعود تغريدة لها، تدعو فيها شاباً سعودياً إلى التواصل معها؛ لمساعدته في تطوير مشروعه الخاص بتحويل التمر إلى سكر.
الأميرة بسمة، هي كاتبة صحفية وسيدة أعمال سعودية، قالت إن هذه المبادرة تأتي تقديراً لمواهب الوطن، على حد تعبيرها.
وجاءت التغريدة تعقيباً على خبر نشرته وسائل الإعلام السعودية عن شاب سعودي -يدعى علي الياسين- قام بإنشاء مشروع يعيد الاستفادة من فوائض التمور المقدرة بمئات الأطنان بعد تحويلها إلى بودرة سكر طبيعي، في خطوة وُصفت بأنها "اقتصادية وصحية غير مسبوقة".
في مدينة الأحساء التي تشتهر بإنتاج كميات هائلة من التمر، وحيث تتلف كميات نتيجة هذه الوفرة الإنتاجية، قام الياسين بمشروع صغير لتحويل التمر من الدرجتين الثانية والثالثة، إلى سكر.
وأوضح في تصريحاته لـ"العربية.نت"، أنه أراد استثمار هذا الإنتاج المهدر كاملاً، بما يحقق دخلاً، ودعماً لهذه الزراعة ومُزارعيها.
وأضاف أنه وُجد أن "بودرة التمر" هي التي تحل محل السكر المكرر الأبيض، فقام بعمليات تكرير لـ3 أنواع من التمر وعرضها على أكثر من شركة خارج المملكة، ولاقت إقبالاً جيداً، حسب وصفه.
الفكرة طرأت عليه، بعد نهاية مهرجان العام الماضي للتمور المصنَّعة، فأقام مصنعاً صغيراً، بالتعاون مع شباب سعودي، لتحويل التمر إلى سكر، لا سيما أن تحويل التمر إلى بودرة، يتم سريعاً، فالتمر أسرع في التكسير، ودون شوائب كثيرة.
وأشار إلى أن إنتاجه من بودرة السكر لا يلبي الطلب المتزايد عليه من المطاعم الأورغانيك، وشركات الأغذية والألبان والحليب، فهو ينتج 400 كيلوغرام فقط.
ما هو سكر التمر؟
هو نوع من السكر الذي يوجد بصورة أكثر شيوعاً في متاجر المواد الغذائية الطبيعية؛ وذلك لأنه يتميز بتعرضه لعملية معالجة أقل من السكريات التقليدية.
يُصنع سكر التمر من التمور المجففة ويضيف حلاوة غنية للوصفات المختلفة التي يدخل في تحضيرها.
المشكلة الرئيسية فيه، هي أنه لا يذوب عند إضافته إلى المشروبات، كما أنه لا ينصهر مثل السكر المحبب العادي، وهو ما يحدُّ من استخداماته. لهذا، أنت لن تتمكن من إضافته إلى الشاي أو العصائر، على سبيل المثال.
يتم الترويج له أحياناً كبديل صحي للسكر البني، على الرغم من أنه يمكن أن يكون مكلفاً للغاية.
يتميز بنكهته الحلوة الممزوجة بطعم الـbutterscotch. هو بديل صحي يمكن استخدامه في العديد من وصفات المخبوزات كبديل للسكر الأبيض أو السكر البني. يعطي طعماً رائعاً عند رشه على لفافات القرفة cinnamon rolls.
يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه أكثر من 15 دولاراً. وهو سعر مرتفع يصل إلى 15 ضعف السكر الأبيض المعتاد.
يمكنك استخدام هذا كبديل للسكر الأبيض والبني في وصفات المخبوزات، لكن مع ارتفاع سعره، ستجد نفسك تحتفظ به للمناسبات الخاصة فقط.
يمكنك أيضاً فرك لحم الدجاج بهذا السكر، حيث ستظهر لك نكهة الكراميل مع مجرد كمية صغيرة. استخدِمه أيضاً في الكوكيز لكميات بسيطة، حيث يمكنك حقاً تذوُّق الفروق الدقيقة والاستفادة من الألياف الإضافية.
ليس المشروع الأول من نوعه
لا يعد هذا المشروع ابتكاراً جديداً كما ذكرت بعض وسائل الإعلام السعودية؛ بل هناك عدة دول، بينها دول عربية، قامت بهذه التجربة بالفعل.
ففي 4 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن رئيس غرفة التجارة والصناعة لولاية بسكرة عبد المجيد خبزي، عن توصل الجزائر إلى إنشاء مصنع لاستخراج السكر من بقايا التمر، سيتم توجيه 80% منه للتصدير.
وأشار إلى أن سعر برميل سكر التمر يقدَّر بـ500 دولار، في حين يقدَّر برميل البترول بـ65 دولاراً، وهو ما يوضح مدى ارتفاع سعره الكبير؛ ومن ثم لا يمكن أن يكون بديلاً للسكر المستخرج من قصب السكر أو البنجر.
وسبق هذا مصنعٌ آخر، بدأ بالعمل عام 2016 بطاقة إنتاجية تصل إلى 3600 طن سنوياً منسائل السكر، ليتحول في وقت لاحق لإنتاج سكر البودرة.
وتعد الجزائر رائدة في هذا المجال؛ إذ يوجد بها حالياً 3 مصانع لإنتاج سكر التمر، في محاولة للاستفادة من منتجات التمر الكبيرة التي تنتجها هناك. ورغم أن هذا النوع من السكر لا يعد بديلاً عن السكر العادي، لكنه يمثل فرصة للمزارعين للاستفادة من دخل إضافي عبر تصدير هذا السكر المميز في صناعة الحلوى.
هاف بوست عربي