استولت الاحتلال الإسرائيلي على 550 دونما من أراضي محافظة سلفيت، لصالح المستوطنات والطرق الالتفافية، خلال العام الماضي 2017.ومنذ نشوء أول مستوطنة على أراضي سلفيت وهي "الكانا" عام 1978، استولى الاحتلال على ما يقارب 950 ألف دونم، موزعة على 24 مستوطنة إسرائيلية و4 بؤر استيطانية، بواقع (60) ألف مستوطن، معظمهم
(25 ألفا) يسكنون في مستوطنة أرائيل، فيما يدرس في "جامعة أرائيل" وهي الجامعة الإسرائيلية الأولى والوحيدة في الضفة الغربية، نحو 20 ألف طالب من المستوطنين.
وتبلغ مساحة محافظة سلفيت الواقعة في الجزء الشمالي من الضفة الغربية 204 كم2، ويقطنها 74 ألف نسمة، موزعين على 18 تجمعا سكانيا.وما بين قرية وقرية في محافظة سلفيت، هناك مستوطنة أو اثنتان، وما بين مستوطنة ومستوطنة جبال وسهول تُنهش لصالح الطرق الالتفافية ونقاط المراقبة.
اقتلاع الأشجار
في أيار 2017، اقتلعت جرافات الاحتلال، 135 شجرة زيتون من أراضي تعود عائلة عواد في وادي قانا التابع لأراضي بلدة ديراستيا، واستولت عليها، وهدمت سلاسل حجرية بحجة حماية الطبيعة، ففي السنوات الأخيرة
اقتلعت ما يزيد عن 2000 شجرة زيتون، ودمرت مشروعا لتأهيل الينابيع ممولا من وزارة المالية، كما دمر الاحتلال مشروع استصلاح زراعي لحماية أشجار الزيتون من الخنازير البرية، واقتلعت جرافاته 400 شجرة زيتون
يقدر عمرها ما بين خمسة الى سبعة أعوام، في منطقة "المغيبة" بواد قانا والقريبة من مستوطنة "عمانوئيل"، إضافة إلى مصادرة خزان مائي بسعة متر مكعب واحد، واقتلاع سياج معدني بطول 680م من أراضي المزارعين.
وفي السياق ذاته، اقتلعت جرافات الاحتلال، 15 شجرة زيتون، وقامت بتكسير ثلاث شجرات يزيد عمرها عن 40 عاما، في منطقة "الزياق" الواقعة إلى الجنوب من أراضي دير بلوط، وذلك لتوصيل شبكة مياه للمستوطنات المقامة على أراضي القرية.
منع شق طرق زراعية وإغلاق أخرى
منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، طواقم وزارة الزراعة من شق طرق زراعية في الأراضي الواقعة إلى الشمال من مدينة سلفيت، بحجة أنها محاذية لمستوطنة أرائيل.
وفي14 من شهر أيار من العام 2017م، أقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي على اغلاق طريق زراعي يقع في منطقة " واد ابو ناصر" غرب بلدة ديراستيا، وذلك عبر وضع مكعبات إسمنتية على مدخل الطريق، بمحاذاة
الطريق الالتفافي الذي يخترق منطقة واد قانا، ويعتبر هذا الطريق من الطرق الزراعية الرئيسية في البلدة كونه يخدم ما لا يقل عن 600 دونم مزروعة بالزيتون في معظمها.
وفي 15 حزيران، أقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي على إغلاق طريق زراعي شمال محافظة سلفيت، بوضع كتل صخرية في الطريق، حيث يربط هذا الطريق بين بلدة قراوة بني حسان والطريق الالتفافي الذي يخترق
منطقة واد قانا، والذي جرى تأهيله من خلال وزارة الزراعة مطلع العام 2017م، حيث يبلغ طوله ما يقارب 1700 متر بعرض 4 أمتار، وقد كان من المقرر أن يخدم ما لا يقل عن 450 دونما زراعية مشجرة بالزيتون تابعة
للمزارعين في البلدة، إضافة إلى كونه يشكل حلقة وصل ما بين البلدة نفسها ومنطقة واد قانا.يشار إلى أن الطريق المستهدف، سبق وأن تم إغلاقه منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م وحتى أواخر عام 2016.
وفي 13 أيار وضع الاحتلال إخطارا عسكريا خطيا بين ثنايا الصخور في منطقة "القعدة" شمال بلدة ديرستيا، بمنع العشرات من المزارعين من البلدة من تأهيل أراضيهم الزراعية وفلاحتها في تلك المنطقة بحجة أنها تحوي عددا من المقامات والآثار في تلك المنطقة.
إخطارات هدم ووقف بناء
أصدرت سلطات الاحتلال خلال العام 2017، 40 أمر هدم ووقف بناء في محافظة سلفيت بحجة أن المنشآت تقع في مناطق "ج"، ولا يستطيع أي مواطن فلسطيني البناء فيها أو زراعتها الا بعد حصوله على الترخيص اللازم من قبل الإدارة المدنية الإسرائيلية.
ففي الشهر الأول من العام 2017 أصدرت سلطات الاحتلال 26 اخطارا لوقف بناء منشآت قيد الإنشاء ومصادرة أراض لشق طرق التفافية واقتلاع اشجار زيتون وازالة سلاسل حجرية، مقسمة بين بلدات حارس، وبروقين،وكفر الديك، وديراستيا، ورافات، والزاوية، ومردا.
ودمرت قوات الاحتلال خيما وحظائر لتربية الأغنام في منطقة ابو الرعيش الواقعة بين بلدتي دير بلوط واللبن الغربية، وأرضية مغسلة سيارات مقامة على مدخل بلدة دير بلوط، وقامت بعمليات تخريب لمطعم اللبناني في قرية مردا.
وفي الخامس من أيار 2017، داهمت في الساعات الأولى من الصباح جرافتان وقوة عسكرية قدرت بأكثر من 50 جنديا منطقة أبو الرعيش الواقعة بين أراضي قرى (دير بلوط واللبن الغربي ورنتيس)، لتهدم خيام عائلة
شحيبر، وحظائر أغنامهم ورزقهم، وفي 21 نوفمبر، سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إخطارات لهدم خيم سكنية لعائلة العنانة المقيمة بالقرب من الجدار الفاصل على أطراف قرية دير بلوط غرب سلفيت، والعائلةتسكن هذه الخيم منذ 11 عاما، وفي حال نفذ هذا القرار سيتم تشريد 5 عائلات بأطفالها وهدم ما يقارب 25 خيمة.
كما سلم الاحتلال حسام علي صوف إخطار وقف بناء لمنزله المكون من طابقين على مدخل بلدة حارس الشرقي، وإخطارا لـ"بركس" صناعي مساحته حوالي 500م شرقي القرية يعود للمواطن جميل محمد داوود، و"بركسين" قيد الإنشاء غرب القرية بالقرب من برج عسكري.
مصادرة وتجريف أراض
صادقت سلطات الاحتلال خلال العام 2017 على خمسة مخططات هيكلية في مستوطنات: ليشم، وبروخين، وتفوح، ورفافا، وأرئيل، فيما باشرت بتجريف ما يقارب 60 دونما لصالح مد خط مياه وكهرباء في منطقة كفر الديك وبروقين.
وكثف الاحتلال من انتهاكاته وتوسعه في القرى الواقعة غرب محافظة سلفيت، وخاصة بلدات كفر الديك، ودير بلوط، والزاوية، وبروقين، وذلك بالاستيلاء على الأراضي ومنع وإيقاف تعبيد وشق طرق زراعية وشوارع حيوية، وكانت دير بلوط الأكثر عرضة لهذا التوسع الاستيطاني الزاحف بقوة فوق ما تبقى للمواطنين من جبال وأشجار حرجية ومثمرة، حيث شهدت أعمال تجريف يومية على بعد عشرات الأمتار من المنازل الواقعة على مدخل القرية، لصالح مستوطنة "ليشم".
وبحسب الإحصاءات، فإن الاحتلال صادر من دير بلوط أكثر من ألف دونم، لصالح المستوطنات المحيطة، فيما بلغت مساحة الأراضي المعزولة خلف جدار الضم والتوسع العنصري، 8 آلاف دونم، وهي أراض زراعية منتجة، يمنع أصحابها من الوصول إليها.
ويسعى الاحتلال من خلال عمليات المصادرة والتوسع في مستوطنة "ليشم"، لتكون بمثابة حلقة وصل تربط ما بين أراضي 1948، ومستوطنات "بركان" و"أرئيل" و"بروخين" و"تفوح"، فيما شرعت آليات الاحتلال في
مطلع العام، بتجريف مساحات واسعة من أراضي قرية ديراستيا غرب سلفيت لصالح مستوطنة "ياكير".
وأفاد، رئيس بلدية ديراستيا سعيد زيدان لـ"وفا": بأن هذا التجريف يقع غربي البلدة على أراضي محمية واد قانا الطبيعية، الذي يبلغ مساحته 12 ألف دونم، حيث منعنا مرات عديدة من استصلاح الأراضي فيها وتمت
مصادرة آلياتنا الزراعية، والآن يقوم الاحتلال بتوسيع مخططه الهيكلي لتوسيع المستوطنة وبناء ما يقارب 200 وحدة استيطانية جديدة.
وواصلت آليات الاحتلال عمليات التجريف في الجهة الشمالية من أراضي خربة قرقش "مدينة الشمس والقمر" الأثرية في قرية بروقين غرب سلفيت، وذلك بهدف بناء مصانع جديدة تتبع لمستوطنة "ارئيل الصناعية"
والتوسع في تلك المنطقة، كما جرفت مساحات واسعة في المنطقة الغربية من البلدة بمحاذاة مستوطنة "بروخين"، التي بدأت كبؤرة استيطانية صغيرة عام 1999.
وفي فبراير/ شباط، أعلن المجلس الأعلى للتنظيم والبناء التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية، عن إيداع مخطط تنظيمي جديد لإنشاء كلية تعليمية تقنية في مستوطنة "الكانا"، المقامة على أراضي قرية مسحة، كما
استولت على 50 دونما من أراضي بلدة الزاوية تقع خلف الجدار العنصري لصالح المستوطنة ذاتها، بزعم أن ملكيتها تتبع إحدى الشركات الإسرائيلية.
اقتحامات وإغلاقات
في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي جمعية مردة الخيرية للتنمية، وشركة البيان لتصدير الزيت، ومقهى للبلياردو، في قرية مردة وعاثت فسادا في الممتلكات، وصادرت عددا
من الملفات والنشرات، وقامت بتصوير وإتلاف بوستر له علاقة بالعمل الوطني، وعملت قوات الاحتلال على عرقلة حركة المواطنين بوضع الحواجز وإغلاق مداخل قرى المحافظة بشكل مستمر ويومي.
وفي أغسطس 2017، أغلق الجيش أمام السيّارات بوّابة كان قد نصبها قبل ستّ سنوات عند المدخل الرئيسيّ لقرية كفر الديك، لمدة أربعين يوما، الأمر الذي أجبر المواطنين على سلوك طرق فرعية بمسافات بعيدة.
اعتداءات المستوطنين
اقتحمت قطعان المستوطنين طوال العام الماضي المواقع الأثرية والمقامات الدينية الموجودة في المحافظة، بحجة أداء طقوس تلمودية، حيث شهدت بلدة كفل حارس، اقتحامات بالآلاف لقطعان المستوطنين للبلدة،
بحجة أداء الصلاة في المقامات الواقعة فيها، سبقها اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، ومنع تحرك المواطنين، بالإضافة إلى نصب الحواجز العسكرية على مفارقها، وقاموا حتى ساعات الفجر بالرقص، والغناء، ونفخ في
الأبواق وتدمير لممتلكات المواطنين، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، وتكسير أنابيب المياه.
وفي تموز/ يونيو 2017، أقدمت مجموعة من المستوطنين، على إقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة خربة شحادة التابعة لبلدة ديراستيا، ونصبوا 13 خيمة وعددا من الكرفانات الخشبية على أراضي المواطنين،
إضافة إلى تأهيل طريق تصل من مستعمرة "نوفيم" إلى البؤرة الاستيطانية الجديدة، وإنارتها بالأعمدة الكهربائية، فيما قام مستوطنو مستوطنة "رفافا"، بهدم بئر مياه زراعية في المنطقة الجنوبية لقرية ديراستيا والذي بني منذ مدة زمنية طويلة جدا.
كما أصيب المواطن جلال عبد اللطيف عزام (42 عاما) في ياسوف، بجروح متوسطة في قدمه، وذلك بعد قيام مستوطنين بإطلاق عدد من الكلاب اتجاهه، وأصيب شاب أربعيني بجروح بالغة بعد قيام مستوطن بدهسه
خلال سيره على أحد الطرق الرئيسة قرب سلفيت، وفي نوفمبر، دهس مستوطن الطفل يامن مصطفى أسعد صوف (8 أعوام) من قرية حارس بمركبته ولاذ بالفرار.
شهداء وجرحى
شهد العام المنصرم، استشهاد شابين في محافظة سلفيت، وهما: سبأ عبيد سبأ عبيد (22 عاما)، من سكان سلفيت، أصيب في خاصرته ما أدّى إلى استشهاده، خلال المواجهات الأسبوعيّة التي تنظّم في قرية النبي صالح في 12 أيار، وفي 31 تشرين الأول، استشهد الشاب محمد موسى (26 عاما) من قرية دير بلوط، بالقرب من مستوطنة "حلميش"، واصابة شقيقته لطيفة (34 عاما) في كتفها
إضافة لإصابة العشرات من المواطنين خلال فعاليات التضامن مع اضراب الأسرى في نيسان الماضي، والفعاليات المنددة بإعلان ترامب في كانون الأول الماضي، وكان أبرزها إصابة الفتى حامد عمر المصري (14 عاما) بالقرب من مستوطنة "أرئيل"، بحجة محاولة تنفيذ عملية طعن
حيث أصيب برصاصة أدت إلى تفتيت عظام الأنف وإصابة بليغة في عينه اليسرى، وإصابتان ببلدة اسكاكا إحداها بالرصاص الحي في منطقة الكتف، وإصابة أخرى في العين من بقايا قنبلة الصوت، مع سبع إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في مواجهات بلدة قراوة بني حسًان، وعشرات الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وفي 29 نوفمبر أصيب المواطن حسام ناجي أحمد من كفر الديك بعيار مطاطي في اليد، والمواطن مالك موسى ريان من قراوة بني حسان بعيار مطاطي في القدم.
أسرى
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام 2017 ما يقارب 60 شابا من محافظة سلفيت، حيث حكمت على الشاب عمر عبوشي (19 عاما) من سكان مدينة سلفيت بالسجن 12 عاما وغرامة مالية بقيمة 40 ألف شيقل، بتهمة محاولة طعن، وفي ديسمبر/ كانون الأول اعتقلت عائلة بأكملها بعد تصديهم لجنود الاحتلال، ومنعهم من اعتقال طفلهم يوسف سلطان (14 عاما)، بحجة أنه حاول تخريب السياج الحديدي الفاصل خلال تواجدهم بأرضهم في بلدة حارس.
وبحسب مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية العام 2017 نحو (6500) أسير، منهم نحو (350) طفلا قاصرا، و(58) أسيرة، بينهنّ (9) فتيات قاصرات، و(450) معتقلا إداريا، و(22) صحفيا، و(10) نوّاب.