رام الله الإخباري
ربما لم يسبق لزين الدين زيدان، أن كان خلف برشلونة بفارق 16 نقطة في جدول الليجا، قبل نهاية الدور الأول سواء كلاعب أو مدرب في ريال مدريد، الأمر الذي جعل الفريق يحتل المركز الرابع مع مرور 18 جولة.
وعلى ضوء ذلك لا تزال الصحافة الإسبانية تواصل هجومها على سياسية العمل التي ينتهجها زيدان منذ بداية الموسم الحالي، على جميع الأصعدة من شكل الفريق هجومياً أو دفاعياً بالإضافة لموسم الانتقالات الشتوية الذي لم يلتفت له المدرب الفرنسي حتى الآن.
وخرج أفضل مدرب في عام 2017، في المؤتمر الصحفي لمباراة سيلتا فيجو، وحين سأله أحد الحاضرين حول صفقة الحارس كيبا أريزابالاجا، والتي تنتظر الرتوش الأخيرة قبل الإعلان الرسمي، فاجأ زيدان الجميع بأنه لا يريد حارس مرمى آخر في الفريق، مشيراً لارتياحه مع حارسيه كايلور نافاس وكيكو كاسيا.
جاء هذا التصريح ليوقف جميع المفاوضات بين إدارة الملكي واللاعب، حتى يتم بحث الأمر من جديد بين فلورنتينو بيريز وزيدان، خاصة وأن سياسة الرئيس في السنوات الأخيرة، تتطلع لبناء فريق قوي في المستقبل بالتعاقد مع المواهب الإسبانية الشابة.
ولم يعتد بيريز على مثل تلك الطريقة من الشخص الذي لا يعتبره فقط كمدرب ونجم سابق للفريق، بل أصبح يحتذي به كمثال لقيم وتاريخ النادي الملكي، خاصة بعد موسمين تاريخيين تكللا بـ 8 بطولات، ليتبدل الحال مع الموسم الجديد ويتوالى التعثر، ويصبحا على شفى دخول صدام تكرر في الأعوام الماضية مع مدربين مختلفين.
تأتي صفقة الحارس استكمالاً لسلسلة التعاقدات مع المواهب الإسبانية كماركو أسينسيو وخيسوس فاييخو وداني سيبايوس وغيرهم، فيما يرى بيريز أن خروج زيدان بهذا التصريح يعد تحديا فيما بينهم حول من يملك الكلمة العليا في الميركاتو.
كشف كارلو أنشيلوتي، في الكتاب الذي حمل سيرته الذاتية أن موسمه الثاني مع الفريق كان بيريز يتحكم بكل شيء من ناحية الصفقات، وأبرزها هو إتمام التعاقد مع النرويجي مارتن أوديجارد، وإصراره على مشاركته في 3 مباريات مع الفريق، وهو ما جاء على غير إرادة المدرب الإيطالي.
وعلى الرغم من تأكيد بقاء أنشيلوتي كمدرب للفريق عقب تردي النتائج في موسمه الثاني، إلا أنه بنهاية الموسم وجد نفسه خارج النادي لعدة أسباب من ضمنها عدم توافقه مع اختيارات بيريز.
تكرر الأمر مع الإسباني رافا بينيتيز، الذي وجد دعماً منقطع النظير من جانب بيريز عقب الخسارة الشهيرة في البرنابيو أمام برشلونة بأربعة أهداف نظيفة، ولكن لم تدم تلك العلاقة كثيراً بعد أن رحل في يناير 2016، ليخرج هو الآخر ويكشف أن بيريز تدخل في كل شيء في الفريق، ولعل أبرز ما أشيع عقب إقالته هو تصريحاته حول رغبة رئيس النادي في مشاركة لاعبين بأعينهم في بعض المباريات.
عاد زيدان وأشار لعدم وجود أي نوع من الأزمات بينه وبين رئيس النادي بسبب انخفاض مستوى الفريق أو صفقات الشتاء، وفي ذات الصدد لا تزال الصحف الإسبانية تؤكد غضب بعض المسؤولين في النادي الملكي وعلى رأسهم بيريز بسبب رفض زيدان لإجراء أي صفقات جديدة، وتزايد الغضب بعد تصريحاته الأخيرة بشأن كيبا.
لم تعد الأمور كما كانت قبل عامين في النادي الملكي، ويعود ذلك لأسباب كثيرة يعلمها زيدان وبيريز، فهل سيخرجا من الأزمة بدون خسائر، أم سيلقى الفرنسي مصير من سبقوه؟
كورة