وعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزعيم الاشتراكيين الديمقراطيين مارتن شولتز أمس الأحد بما وصفاه بسياسة جديدة بألمانيا.وعبرت ميركل في بداية محاولة ثانية لمشاورات تشكيل الحكومة عن تفاؤلها بالتوصل لاتفاق مبدئي مع الاشتراكيين الديمقراطيين لإخراج أكبر اقتصاد أوروبي من مأزق سياسي، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات التشريعية.
وقالت ميركل "أدخل إلى المفاوضات التي تفتتح بتفاؤل، وأدرك حجم العمل الذي ينتظرنا"، وأضافت "أعتقد بأننا نستطيع أن ننجح"، مؤكدة أنها تسعى لإيجاد الظروف لتشكيل حكومة مستقرة في البلاد.
من جهته، قال المسؤول بالحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينغبل في نهاية اليوم الأول من المحادثات" لا يمكننا ببساطة أن نكمل كالسابق؛ الأزمنة تغيرت وهذا العصر الجديد يستدعي سياسة جديدة".
وأكد زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا هورست زيهوفر رغبة حزبه في التوصل لاتفاق بشأن تشكيل ائتلاف حكومي بين الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وقال زيهوفر أمس الأحد "يتعين علينا التفاهم"، مضيفا أن الأحزاب الثلاثة بصدد خمسة أيام مثيرة خلال المفاوضات.
مفاوضات صعبة
وتنخرط ثلاثة أحزاب في مفاوضات تشكيل الحكومة، وهي الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد الديمقراطي المسيحي بقيادة ميركل وحليفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
وسبق لزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتز أن وصف تلك المفاوضات في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية الجمعة الماضي بالصعبة، وقال "سيكون الأمر صعبا وسنبقى حازمين".
ويتوقع أن تتواصل المفاوضات حتى الخميس المقبل من أجل تحديد إذا كان ممكنا تشكيل ائتلاف حكومي، خاصة في ظل وجود خلافات حول التعامل مع ملفات وقضايا مختلفة كملف الهجرة.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "دي فيلت" أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يمكن أن يتفاهم بسرعة مع حزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لكن الأمر سيكون صعبا مع الاتحاد الاجتماعي المسيحي".وكان الاتحاد الاجتماعي المسيحي طالب في الأيام الاخيرة بالتشدد حيال اللاجئين في البلاد، بينما يريد الحزب الاشتراكي الديمقراطي تليين شروط لمّ الشمل العائلي.
يذكر أن ميركل أخفقت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في التوصل لأرضية تفاهم مع دعاة حماية البيئة والليبراليين، ولم يعد أمام ميركل إلا التحالف مجددا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتشكيل حكومة تملك أغلبية في مجلس النواب.