أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، الليلة، أن المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح لم تنهار، مشددًا على أن حركته لن تقدم تنازلات يحصد ثمنها الاحتلال الإسرائيلي.وقال العاروري خلال لقاء مع قناة الجزيرة القطرية إن المصالحة بين حماس وفتح "لم تنهر ولم تنتكس ولكنها تباطأت، وهناك إمكانية لاستئناف الحوارات بشأنها".
وأوضح أن "السبب الجوهري لفشل محادثات المصالحة السابقة هو الهوة الواسعة المتمثلة في التزامات السلطة المنبثقة عن اتفاق أوسلو، وعلاقاتها مع الكيان المحتل والمنظومتين الإقليمية والدولية، والتزامها المبدئي بأنه "لا مقاومة ولا سلاح مقاومة".وأكد استعداد حماس لتقديم تنازلات من أجل المصالحة، "لكننا لسنا مستعدين لتقديم تنازلات يحصد ثمنها الاحتلال مثل التخلي عن سلاح المقاومة أو وضعه تحت وصاية أو سيطرة أحد لا يؤمن بالمقاومة".
وحول علاقة حماس مع السلطة، قال العاروري إن فيها إشكال جوهري وهو أنها دخلت إلى غزة وأجزاء من الضفة دون الاتفاق حول القضايا الكبرى، ودخلت في التفاوض مع الاحتلال وتركت القضايا الكبرى، وهي القدس والاستيطان واللاجئون والحدود للمفاوضات.
وتابع "لما دخلت السلطة وارتبطت بالاحتلال وأميركا وأوروبا وجزء من المنظومة العربية، أصبحت غير قادرة على القيام بالدور المطلوب منها وهو إما الحصول على حقوق شعبنا وإما تصعيد الكفاح ضد الاحتلال".وأشار القيادي بحماس إلى أن السلطة عاجزة عن تحقيق أي إنجاز سياسي وهي مرتبطة في وجودها باتفاقات أوسلو.
وحول العلاقة مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، اعترض العاروري على وصف دحلان بكلمة "ألد أعداء حماس"، مضيفًا: "نحن لا نعتبر أي فلسطيني أو عربي عدوا لنا".
وقال: "إبان الانقسام عام 2007 كان دحلان جزء من السلطة وفتح والصراع الذي حصل، وموضوعه ليس شخصيًا، وهذا لا يعني إغلاق دائم لأي باب للعلاقة مع أي فلسطيني حصل معه خلافات أو صراعات".
ونوه العاروري إلى أن "الحوار مع دحلان جاء لخدمة القضية الفلسطينية وليس إكراها".وفي سياق آخر، شدد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس على أن قرار حزب الليكود بضم الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إعلان القدس "عاصمة لإسرائيل".
ولفت إلى أن "القرار يطلق عنان الاستيطان بالضفة الغربية والقدس بلا حسيب ولا رقيب، ويعني القضاء نهائيًا على أي فرصة لما يسمى بالمفاوضات المستندة إلى القانون الدولي لحل القضية الفلسطينية".
وقال العاروري: "نحن لم ولن نتقبل الخطوة الأمريكية بشأن القدس.. لا نحن ولا شعبنا، والاحتلال يعيش في حالة سلام في الضفة الغربية نتيجة منع المقاومة من دورها بعد الانقسام عام 2007".
وذكر أنهم تأملوا صدور قرارات أفضل وبسقف أعلى يتخللها إجراءات عملية من اجتماع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بعد قرار ترمب.ودعا القيادي بحماس إلى أن المقاومة المسلحة حاضرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن لا شيء يؤذيه ويدفعه للتراجع سوى المقاومة التي تهدد وجوده.
واعتبر أن السياق التاريخي للعلاقة مع الاحتلال، يتطلب عنصرين أولا وحدة وطنية، وثانيا حالة مقاومة شاملة ومستمرة، وأضاف، "نحن لا نتكلم أنها فقط حالة حرب من غزة مع الكيان، المقاومة أوسع من ذلك وأشمل".
وقال: "نحن نعتبر الهدف من وجودنا هو مواجهة الاحتلال ودفعه للوراء وتحقيق انجازات لشعبنا، ونحن نتبنى مواجهته من خلال التوافق الوطني".وأشار العاروري إلى أنه لا يمكن المقارنة بين صراع الكل الفلسطيني مع العدو الصهيوني، والصراعات التي تحدث في المنطقة.
عن علاقات حماس الإقليمية والدولية، نبه إلى أن حركته تبني علاقاتها على ما يخدم القضية الفلسطينية والقدس، "فكل جهة شعبية أو رسمية في منطقتنا العربية والإسلامية لديها الاستعداد لتقديم المساعدة للقضية الفلسطينية والمقاومة، يسرنا أن نبني معها جسور العلاقة".
وبشأن العلاقة مع إيران، قال إن "إيران دولة موقفها ثابت وتاريخي ومعروف من القضية الفلسطينية، وهو عدم الاعتراف بشرعية إسرائيل على أي جزء من أرض فلسطين، وهي تدعو لاجتثاث هذا الكيان ومستعدة لتقديم الدعم للمقاومة تحديدا لإيمانها بأنها هي الطريق لإزالة الاحتلال".
وقال إن "قيادة حماس اتخذت قرارًا باستئناف العلاقات مع إيران وتطويرها في ظل ضعف الإسناد العربي والإسلامي للمقاومة داخل فلسطين، لكنها لم تبحث استئناف وتطوير العلاقة مع سوريا".وأكد حرص حماس على علاقة ثابتة وقوية ومستقرة مع مصر تخدم القضية الفلسطينية، "وهناك مصلحة مشتركة فيما يخدم الواقع الأمني في مصر وغزة".
كما شدد العاروري على العلاقة مع كل دول الخليج، "ولم تبدر منا أي إساءة أو تدخل في شأن أي من دولها، وهناك من أراد وضعنا بجبهة أثناء الأزمة الخليجية، وهناك من اعتبر أن أحد الإشكالات احتضان قطر لقيادة حماس، وأن المطلوب هو التوقف عن دعمهم، وهناك حديث عن وضعنا على لائحة الإرهاب".
وأضاف "علاقتنا مع جزء من دول الخليج ما زالت طيبة، ونأمل تحسن علاقتنا مع بقية الدول لخدمة القضية الفلسطينية، وليس اصطفافا أو تدخلا، كما نأمل أن تنتهي الأزمة الخليجية لما فيه مصلحة قيادة وشعوب تلك الدول".