اعتبر اليكسي بودبورزكين، مدير مركز الدراسات العسكرية والسياسية في روسيا، أن اتفاق إسرائيل وأمريكا على ردع إيران لن يؤثر على سياستها بالمنطقة، وأن خياراتهما ضدها محدودة وأحلاها مرّ.
وذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة في وقت سابق، أن وفدا من المسؤولين الإسرائيليين من المجال الدفاعي زار مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، الولايات المتحدة. وعقب محادثات استمرت يومين وقّع الجانبان مذكرة تفاهم حول خطة لاحتواء النشاطات الإيرانية، تنص على إنشاء 4 مجموعات عمل تركز على عدد من القضايا الرئيسية المتصلة بالبرامج النووية والباليستية الإيرانية، فضلا عن إمدادات الأسلحة إلى المنطقة.
وقال بودبورزكين : "إن هكذا اتفاق لن يؤثر على إيران التي تتخذ موقفا مبدئيا ثابتا بشأن ريادتها في المنطقة، والإيرانيون يدركون جيدا أن قيادتهم الحضارية تتعارض بشدة مع قيم ومصالح وتطلعات إسرائيل الأمنية".
ووفقا للمصادر تمّ خلال الاجتماع التوصل إلى اتفاق في الولايات المتحدة على أن تتولى مجموعة العمل الأولى "العمل السري والدبلوماسي لإلغاء البرنامج النووي الإيراني". وتهدف المجموعة الثانية إلى "الحد من توسع وجود إيران في المنطقة خصوصا في سوريا ولبنان". وتشمل أهداف المجموعة الثالثة " احتواء برامج إيران الباليستية" و "الحد من محاولات تسليم الصواريخ الإيرانية لحزب الله" اللبناني. وأخيرا، سوف تتعامل المجموعة الرابعة مع مشكلة "ازدياد التصعيد في المنطقة ولا سيما في الأماكن التي يمكن أن تشارك فيها إيران".
ووفقا لبودبورزكين ، فإن مثل هذه المشاورات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، المغلقة والمفتوحة، قائمة وستستمر، لأن مصالح الدولتين فيما يتعلق بإيران تتلاقى تماما. وفي رأيه "من الواضح تماما أن مثل هذه المشاورات في جميع المجالات، والتوصل لمثل هذه الاتفاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ستكون حتمية أكثر".
وأعرب الخبير عن اعتقاده "بأن إيران تطمح للريادة الإقليمية، علاوة على ذلك، للريادة أيضا في أوراسيا. والتقلبات التي يمكن أن تهدد المصالح الأمريكية كثيرة وواسعة جدا، حسبما يعتقدون في واشنطن، ويؤمنون أن هذه التقلبات بالتأكيد تهدد بالفعل إسرائيل الآن، لأن تلك الفصائل التي هي في حالة عداء مع إسرائيل، تلقى كل الدعم من إيران ".
وخلص بودبورزكين إلى القول: " أمام الولايات المتحدة وإسرائيل خياران مختلفان من السلوك: فإما أن تحاولا احتواء إيران بقوتيهما الذاتية، وهذا صعب، أو محاولة الرهان على أنظمة معينة، مثل المملكة العربية السعودية، ولكن النظام السعودي أثبت أنه غير قادر على تحمل عبء هكذا مهمة، كما يتضح من مسار الأحداث في اليمن".
وختم قائلا: "في هذه الظروف يتبقى التفاوض مع إيران والتوصل لتوافق معها، لكن لا الأمريكيين ولا الإسرائيليين مستعدون لهذا اللقاء التفاوضي أو للقتال ضدّها".