علقت صحف بريطانية على الهجمات التي استهدفت مواقع في باريس، وأشارت إحداها إلى أن فرنسا تفتعل المواجهة مع الإسلام عن طريق العلمانية، ودعت أخرى بريطانيا إلى احتضان اليهود الذين يغادرون فرنسا.
فقد نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للكاتب غايلز فريزر قال فيه إن الهوية الجمهورية في فرنسا أوجدت من \"الإسلام المتطرف\" خصما للتعريف به عن نفسها، وذلك بعد الجهود التي بذلها الفرنسيون على مرّ عقود لكبح جماح الكنسية الكاثوليكية وتأسيس دولة علمانية قائمة على الحرية والعدالة والمساواة.
وأضاف أن فرنسا افتعلت المواجهة مع الإسلام من خلال منعها النساء المسلمات في فرنسا من ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وهو قرار يعكس عداء الأجيال الفرنسية السابقة لحجاب الراهبات.
واختتم بالقول إن العلمانية الفرنسية متحيزة، وهي على عكس ما تروج له، وهي تعلن حربا ضد الدين الإسلامي، وأن هذا ما يريده تنظيم القاعدة الذي يعلم بوجود شباب مسلم محبط ومتلهف للقتال في فرنسا، وأن على الحكومة الفرنسية إعادة التفكير في علمانيتها.
احتضان اليهود من جانبها، دعت صحيفة تايم في افتتاحيتها بريطانيا إلى احتضان اليهود القادمين إليها من فرنسا، وأشارت إلى أن اليهود الفرنسيين انتقلوا في الأعوام الماضية بأعداد كبيرة إلى بريطانيا، وذلك لأنهم يشعرون بالأمان أكثر في المملكة المتحدة.
وأضافت الصحيفة أنه من المحتمل أن يزيد عدد اليهود القادمين إلى بريطانيا من فرنسا هذا العام، وذلك بسبب صدمة هجمات الأسبوع الماضي التي شهدتها باريس.
ودعت الصحيفة بريطانيا إلى بذل الجهود لمكافحة التحيز وإلى مواجهة معاداة السامية، وإلى أن تكون يقظة لحماية الأرواح والمؤسسات اليهودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن استطلاعا للرأي كشف عن أن 40% من البريطانيين لديهم وجهات نظر معادية للسامية، وأن هذه النتائج تثير القلق، وأن اليهود يواجهون هجمات لفظية وجسدية في بريطانيا.
وأضافت أن نحو 25% من البريطانيين يتفقون مع مقولة إن \"اليهود يطاردون المال أكثر من بقية الشعب البريطاني\"، وأن 20% من البريطانيين يعتقد أن الولاء اليهودي لبريطانيا مهدد بسبب ولاء اليهود لإسرائيل.
وأضافت أن الحرب الإسرائيلية في الصيف الماضي على غزة زادت من حدة كراهية البريطانيين لليهود الذين تعرضوا لمضايقات في بريطانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا تعد موطنا لثاني أكبر جالية يهودية في أوروبا، وأن البلاد كانت دوما ملاذا آمنا لليهود.